الثلاثاء، 18 أبريل 2017

المجموعة القصصية: عشيقات الماضي البعيد
تأليف: ماريو بينيديتى
ترجمة: علاء شنانة
عدد الصفحات: ١٩٢ صفحة
اصدارات دار طوى للثقافة و الاعلان و النشر
التقييم: ٥/٢

لسبب ما كانت كل تجاربي مع "ماريو بينيديتى" التي يوصفه الكثيرون من اصدقائي ممن اثق في اراءهم ، نقول انها جميعا لسبب ما شديدة السوء ... رغم تعلقي -شبه المرضي- بادب اللاتينية الساحرة البعيدة و قائمة المؤلفين المفضلة التى تحوى عدد كبير من نجوم ادبها الا ان لسبب ما ظل ماريو بينيديتى بعيدا عن الجمع ، و للاسف المختارات القصصية التى بين ايدينا ليست استثناء

القصص القصيرة جدا و التى تذكرنى بالعبقرى دائما و ابدا و حتى تحترق النجوم اداردو جياليانو نراها هنا مبتورة مجتزئة متوقعة و في بعض الاحيان مملة ، فالاعم الاغلب هى قصص قصيرة متوقعة النهاية محدودة الشخصيات منزوعة الروح احيانا و مكررة احيانا

و بينما تلمع قليل قليل من القصص الكثيرة المكررة و المتوقعة نرى استثناءات  مثل قصة "حلم انه كان سجين" قصة السجين الذى يحلم انه سجين حين تتنزع الواقعية الحلم -حتى- علي عرشه الوهمى فتتعدل شروط السجن قليلا و لكنها تزال جاثمة محيطة حتى في العالم الموازى ، سجين يحلم انه سجين و يقابل الاله الوحيد المصاب بالارق و الذى لا يؤمن به اصلا فيشفق علي حاله، السجين الذى عاش السجن و عشش في عقله مهما قرر البشر ان وقت حريته ان ...  و قصة "اربعة في زنزانة" التي تدور حول مسجونين من البشر و مسجونين من الكائنات الصغيرة و نرى فيها الدراما الدقيقة في مصير العنكبوت و الفأر حين يطلق سراح السجناء و فيها زاوية رقيقة غير معهودة لنا من قصص السجون ... و قصة "المنارة" حيث نشهد بطولة للمنارة ذاتها كبطل غير انسانى جميل في قصة اقصر مما يجب و غير متعمقة كما نحب ... و نرى بوادر عبقرية يفسدها التسرع في قصة "أشيائي المنسية" حين تتكرر دورة التذكر و النسيان في عالم من الكارما الخالصة و كما في قصة "بصمات" حين نرى صورة اخرى اقل تفاصيل من نموذج "المنارة"

و المجموعة القصصية التى تتعدى الاربعون قصة نراها في عمومها ناقصة الحركة و المذاق و الرؤية الرهيفة التى نعشقها في القصص القصيرة و بدل منها نرى مجموعة قصص متسرعة فوضوية سطحية احيانا تعتمد علي الصدف اكثر مما نحب و الخيال اقل مما نفضل ... و تتابع كاتبة تلك الكلمات رحلتها المضنية في محاولة اكتشاف سبب روعة "ماريو بينيديتى" الذى عشقه الجميع الا هي!

دينا نبيل
اكتوبر ٢٠١٦

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....