اسم المسرحية: الخال فانيا
تأليف: انطون تشيخوف
ترجمة: محمد حسن التيتى
عدد الصفحات: ١٢٢ صفحة
اصدارات مسلسلة من المسرح العالمى- وزارة الاعلام الكويت
التقييم ٥/٣.٥
تبدو شخصيات تشيخوف و هى تتجول علي المسرح اشبه باشباح تتجول في بلاد التيه. نتعاطف معها لشدة واقعيتها و شبههنا بنا و بمشاكلنا شدية التعقيد و الوجودية و شديدة الشخصية و التفاهة في ان واحد. نرى أجزاء من أنفسنا في كل شخصية منهم و نرى جزء من تشيخوف المسكين العبقرى ذو الصدر الضعيف بينهم.
و في الخال فانيا كما في معظم مسرحيات و قصص تشيخوف لا وجود للبطل المغوار حلّال المشاكل ، فلا عطيل هنا ولا ماكبث. بل شخصيات بشرية تبحث عن مخرج من متاهتها و عادة لا تجدها فنراها تنتحر حينا و تستستلم حينا و تغرق نفسها في الروتين حينا و ربما تموت كمدا بسبب عطسة. شخصيات تجتمع و تصنع دراما ولا بطل متصدر و ها هنا الخال فانيا ليس "بطلا" فعليا رغم تسمية المسرحية بأسمه بل مجموعة من كورال يبحث عن السعادة و الأمان.
ولا وجود هنا لاقنعة الكوميديا الاغريقية و طريقة نماذج الدراما الكلاسيكية ، فلا عجوز بخيلة ولا أب متشدد صارم. عند تشيخوف لا وجود لقوالب جامدة و شخصيات نموذجية بل اشخاص من لحم و دم ، نواقص و مزايا. الطبيب يحمل هموم العالم و يزرع الشجر في لحظة و يرتكب أثم الخيانة في لحظة ، الخال فانيا يحمل مسؤولية المزرعة دهرا و يفقد صوابه في ثانية ، الزوجة محبة مخلصة حتى الجنون و خائنة حينا.
************
" ان الحياة هنا كئيبة و قذرة و سخيفة. حياة مضنية. فأنت محاط بالمهووسين نعم كلهم مهووسين. لو قضيت سنتين او ثلاثة معهم لاصابك الهوس مثلهم تدريجيا و دون ان تشعرى. و لكن لا مفر من ذلك فهو أمر محتوم كالقضاء و القدر. (يبرم شاربه الطويل) انظرى الي هذا الشارب الضخم الذى اطلقته. انه دلاله علي البلاهه. اصبحت مهووسا انا الاخر ، و لكننى حمدا لله لم اصبح معتوها بعد. لم يتسرب الفساد الي قواي العقلية و لكنى اخشي ان يكون حسي قد تبلد. ليس هناك ما اتوق اليه و ليس هناك من احتاجه و لست مغرما بأحد"
*************
في مسرحية "الخال فانيا" كأن الوقت قد تجمد ، الضجر يصنع طبقة رقيقة من الغبار علي كل الشخصيات و الاحداث. يكره تشيخوف حياة الريف و يبدى تقززه من الملل و الجهل لكنه يظل عالقا به روحا و دراما و يعلم جيدا انه ايضا ليس ابنا بارا للمدينة. يبدو له الفلاحين غوغائين و جهلة و يبدو له المثقفين متعصبين و سفهاء، و هو عالق في دوامته تلك مصطحبا معه معظم ابطال العرض.
لا يحدث حدث كبير في "الخال فانيا" لكنه عن خيبات الأمل و ذلك الاحساس الطاغي الكريه بان العمر قد فات دون ان نحقق شيئا ، فنطالب حتى نفقد اصواتنا بالاعادة في حياة جدة نحمل فيها دروس الماضي لا خطاياه و لكننا نعرف علم اليقين ان هذا مستحيل و اننا افسدنا الأمر مرة واحدة و الي الابد. يترك تشيخوف ابطاله في شبكة العنكبوت تلك تتآكل ارواحهم للابد و يترك لنا التساؤل ان كان هذا حتميا فعلا.
دينا نبيل
ابريل ٢٠١٧
تأليف: انطون تشيخوف
ترجمة: محمد حسن التيتى
عدد الصفحات: ١٢٢ صفحة
اصدارات مسلسلة من المسرح العالمى- وزارة الاعلام الكويت
التقييم ٥/٣.٥
تبدو شخصيات تشيخوف و هى تتجول علي المسرح اشبه باشباح تتجول في بلاد التيه. نتعاطف معها لشدة واقعيتها و شبههنا بنا و بمشاكلنا شدية التعقيد و الوجودية و شديدة الشخصية و التفاهة في ان واحد. نرى أجزاء من أنفسنا في كل شخصية منهم و نرى جزء من تشيخوف المسكين العبقرى ذو الصدر الضعيف بينهم.
و في الخال فانيا كما في معظم مسرحيات و قصص تشيخوف لا وجود للبطل المغوار حلّال المشاكل ، فلا عطيل هنا ولا ماكبث. بل شخصيات بشرية تبحث عن مخرج من متاهتها و عادة لا تجدها فنراها تنتحر حينا و تستستلم حينا و تغرق نفسها في الروتين حينا و ربما تموت كمدا بسبب عطسة. شخصيات تجتمع و تصنع دراما ولا بطل متصدر و ها هنا الخال فانيا ليس "بطلا" فعليا رغم تسمية المسرحية بأسمه بل مجموعة من كورال يبحث عن السعادة و الأمان.
ولا وجود هنا لاقنعة الكوميديا الاغريقية و طريقة نماذج الدراما الكلاسيكية ، فلا عجوز بخيلة ولا أب متشدد صارم. عند تشيخوف لا وجود لقوالب جامدة و شخصيات نموذجية بل اشخاص من لحم و دم ، نواقص و مزايا. الطبيب يحمل هموم العالم و يزرع الشجر في لحظة و يرتكب أثم الخيانة في لحظة ، الخال فانيا يحمل مسؤولية المزرعة دهرا و يفقد صوابه في ثانية ، الزوجة محبة مخلصة حتى الجنون و خائنة حينا.
************
" ان الحياة هنا كئيبة و قذرة و سخيفة. حياة مضنية. فأنت محاط بالمهووسين نعم كلهم مهووسين. لو قضيت سنتين او ثلاثة معهم لاصابك الهوس مثلهم تدريجيا و دون ان تشعرى. و لكن لا مفر من ذلك فهو أمر محتوم كالقضاء و القدر. (يبرم شاربه الطويل) انظرى الي هذا الشارب الضخم الذى اطلقته. انه دلاله علي البلاهه. اصبحت مهووسا انا الاخر ، و لكننى حمدا لله لم اصبح معتوها بعد. لم يتسرب الفساد الي قواي العقلية و لكنى اخشي ان يكون حسي قد تبلد. ليس هناك ما اتوق اليه و ليس هناك من احتاجه و لست مغرما بأحد"
*************
في مسرحية "الخال فانيا" كأن الوقت قد تجمد ، الضجر يصنع طبقة رقيقة من الغبار علي كل الشخصيات و الاحداث. يكره تشيخوف حياة الريف و يبدى تقززه من الملل و الجهل لكنه يظل عالقا به روحا و دراما و يعلم جيدا انه ايضا ليس ابنا بارا للمدينة. يبدو له الفلاحين غوغائين و جهلة و يبدو له المثقفين متعصبين و سفهاء، و هو عالق في دوامته تلك مصطحبا معه معظم ابطال العرض.
لا يحدث حدث كبير في "الخال فانيا" لكنه عن خيبات الأمل و ذلك الاحساس الطاغي الكريه بان العمر قد فات دون ان نحقق شيئا ، فنطالب حتى نفقد اصواتنا بالاعادة في حياة جدة نحمل فيها دروس الماضي لا خطاياه و لكننا نعرف علم اليقين ان هذا مستحيل و اننا افسدنا الأمر مرة واحدة و الي الابد. يترك تشيخوف ابطاله في شبكة العنكبوت تلك تتآكل ارواحهم للابد و يترك لنا التساؤل ان كان هذا حتميا فعلا.
دينا نبيل
ابريل ٢٠١٧
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....