اسم الكتاب: حكاية الشتاء
تأليف: پول أوستر
عدد الصفحات: ٢٤٣ صفحة
اصدارات شركة المطبوعات للتوزيع و النشر
التقييم: ٥/٤
تأسرنا المذكرات الشخصية و كتب السير الذاتية و خاصة عندما تكون لفنان نهتم ان نرفع الستارة و نرى شخصه بعيدا عن تجسيد شخصياته التى صعنتها يديه ، لذا نهتم حين توفرت مذاكرات الكاتب و الروائي الامريكى بول اوستر صاحب ثلاثية نيويورك الشهيرة و غيرها من مؤلفات.
تستخدم المذكرات هنا طريقة التداعي الحر للذكريات ، فالكتاب علي هيئة قطعة واحدة موصولة لا فصول مقسمة ولا ترتيب زمنى مقيد للسرد بل توارد متحرر للافكار و الذكريات لا يربط بينها ولا يرتبها غير مهارة الحكى لدى مؤلفها المتمكن من ادواته.
اوستر كاتب امريكى نموذجى نشتم فيه هيمنجواي و فيتزجيرالد حتى في كونه قضي مدة ضياع و فقر في باريس الساحرة للسائح و المضيئة للمواطن الفرنسي و شديدة الضيق و النفور للساكن الغريب.
من اللحظة الاولي في العمل و سيجرى عدة اتفاقات ضمنية بينك و بين اوستر علي الصراحة فلن يضيق ان يحدثك عن شكه في خيانة امه لابيه ولا كون ذلك الاب شخصية مملة غير جديرة بالاهتمام ، لن يخفي عليك ادمانه للخمر و شراهته للسجائر ، لن يحجم عن قص مغامراته الجنسية مع عاهرات مدفوعي الأجر. سيجرى الاتفاق ايضا ان اوستر غير مجبر علي القص بترتيب زمنى ما بل عليك -ايها القارئ النشيط- ان تأخذ القطع الصغيرة تلك و تعيد ترتيبها في التاريخ و الحقب. اما بقية الاتفاق ان اوستر غير محبز للكلام كثيرا عن اعماله الروائية.
و نحن نذكر القارئ بان جابريل جرسيا ماركيز المعجزة الكولومبية فضّل نفس الطريقة في كتابه مذاكرته "عشت لأروى" فمثلا ماركيز لا يهتم ابدا ان يروى لنا كواليس كتابته ل"مئة عام من العزلة" التي دوخت العالم و اجبرت نقاد رابطة العنق علي الغوص حتي الركبتين في العالم الشعبي نصف الخيالي ، بينما يصر ماركيز علي اخبارنا لتفاصيل مدرسته الداخلية او عشيقته الخلاسية او تفاصيل مقالاته اليومية و وقت عمله كناقد سينمائي. و بالمثل فنحن لا نعرف الكثير عن تفاصيل روايات و اعمال اوستر بينما نغوص في تفاصيل شوكة سمك "انحشرت" في حنجرته او وقته الذى امضاه في كتابة محاضر مجلس ادارة العمارة التى عاش بها فترة. اما الاحداث السياسية فنصيبها اقل فلا نحظى سوى بذكرى مهزوزة لجنازة كيندى يرفع فيها اوستر ستار الكذب عن اي استقبال حزين بديع كان الامريكان فيه.
دينا نبيل
فبراير ٢٠١٧
تأليف: پول أوستر
عدد الصفحات: ٢٤٣ صفحة
اصدارات شركة المطبوعات للتوزيع و النشر
التقييم: ٥/٤
تأسرنا المذكرات الشخصية و كتب السير الذاتية و خاصة عندما تكون لفنان نهتم ان نرفع الستارة و نرى شخصه بعيدا عن تجسيد شخصياته التى صعنتها يديه ، لذا نهتم حين توفرت مذاكرات الكاتب و الروائي الامريكى بول اوستر صاحب ثلاثية نيويورك الشهيرة و غيرها من مؤلفات.
تستخدم المذكرات هنا طريقة التداعي الحر للذكريات ، فالكتاب علي هيئة قطعة واحدة موصولة لا فصول مقسمة ولا ترتيب زمنى مقيد للسرد بل توارد متحرر للافكار و الذكريات لا يربط بينها ولا يرتبها غير مهارة الحكى لدى مؤلفها المتمكن من ادواته.
اوستر كاتب امريكى نموذجى نشتم فيه هيمنجواي و فيتزجيرالد حتى في كونه قضي مدة ضياع و فقر في باريس الساحرة للسائح و المضيئة للمواطن الفرنسي و شديدة الضيق و النفور للساكن الغريب.
من اللحظة الاولي في العمل و سيجرى عدة اتفاقات ضمنية بينك و بين اوستر علي الصراحة فلن يضيق ان يحدثك عن شكه في خيانة امه لابيه ولا كون ذلك الاب شخصية مملة غير جديرة بالاهتمام ، لن يخفي عليك ادمانه للخمر و شراهته للسجائر ، لن يحجم عن قص مغامراته الجنسية مع عاهرات مدفوعي الأجر. سيجرى الاتفاق ايضا ان اوستر غير مجبر علي القص بترتيب زمنى ما بل عليك -ايها القارئ النشيط- ان تأخذ القطع الصغيرة تلك و تعيد ترتيبها في التاريخ و الحقب. اما بقية الاتفاق ان اوستر غير محبز للكلام كثيرا عن اعماله الروائية.
و نحن نذكر القارئ بان جابريل جرسيا ماركيز المعجزة الكولومبية فضّل نفس الطريقة في كتابه مذاكرته "عشت لأروى" فمثلا ماركيز لا يهتم ابدا ان يروى لنا كواليس كتابته ل"مئة عام من العزلة" التي دوخت العالم و اجبرت نقاد رابطة العنق علي الغوص حتي الركبتين في العالم الشعبي نصف الخيالي ، بينما يصر ماركيز علي اخبارنا لتفاصيل مدرسته الداخلية او عشيقته الخلاسية او تفاصيل مقالاته اليومية و وقت عمله كناقد سينمائي. و بالمثل فنحن لا نعرف الكثير عن تفاصيل روايات و اعمال اوستر بينما نغوص في تفاصيل شوكة سمك "انحشرت" في حنجرته او وقته الذى امضاه في كتابة محاضر مجلس ادارة العمارة التى عاش بها فترة. اما الاحداث السياسية فنصيبها اقل فلا نحظى سوى بذكرى مهزوزة لجنازة كيندى يرفع فيها اوستر ستار الكذب عن اي استقبال حزين بديع كان الامريكان فيه.
دينا نبيل
فبراير ٢٠١٧
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....