الثلاثاء، 18 أبريل 2017

اسم المجموعة القصصية: شيرلوك هولمز في ٧ قصص
تأليف: سير ارثر كونان دويل
ترجمة: نادية فريد
مراجعة: مختار السويفي
عدد الصفحات: ٣٢٧ صفحة
اصدارات مكتبة الاسرة

"و في لحظة كان قد جذب مسدسا من جيبه الداخلي و اطلق طلقتين، فشعرت بألم مفاجئ ساخن و مدمر و كأن حديدا ساخنا و محميا قد التصق باعلي ساقي. ثم اذ بصوت تحطيم علي أثر التقاء مسدس هولمز برأس ايفانز. رأيت الرجل ممددا علي الارض بينما اخد هولمز يفتشه بحثا عن اي اسلحة، و اذا بذراعي صديقي تحيطان بي لتقودنى الي احد المقاعد.

-اظن انك لم تصب يا واطسون؟ اوه ارجوك قل انك لم تصب باذى

و لم اهتم بالجرح ، بل لم اكن لاهتم بعده جروح أخرى. اذ أننى لو لم اصب بهذا الجرح لما عرفت ابدا ذلك الولاء و الحب غير العادى الذى يشعر به هولمز نحوى. هذه المشاعر التى يخفيها  دائما خلف مظهره الخارجى البارد. و للحظة خاطفة لمحت دموعا في عينيه الصافيتين الجامدتين. اما تلك الشفاة الثابتة فكانت ترتجف ، و تبينت فجأة ان لهولمز قلبا كبيرا بالاضافة الي عقله الكبير، و كانت تلك هذه اللحظة من الادراك هى مكافأتى علي هذه السنين الطويلة من الخدمة المتواضعة معه"
**************
يسعدنا دائما ان نرجع لاصدقاء الطفولة و نعيد قراءة اعمال كلاسيكية بعيون الكبار بعد ان اسرتنا سابقا ، و في نسخة قصص شيرلوك هولمز التى بين ايدينا مزيج هائل من الحنين و ذكريات العصور الابسط

في العقد السابق كانت مصر صارت رائدة في الطبعات الرخيصة المتداولة التى انشأت جيل من القراء استطاع ان يقرأ امهات الكتاب بجنيهات معدودة في ظل مشروع اكبر اطلق عليه "مكتبة الاسرة" تم قتله لاحقا لاسباب سياسية. و كاتبة تلك الكلمات من المحظوظين الذين حصلوا علي عظيم اعمال الادب من تلك الطريق. و النسخة التى بين ايدينا بيعت يوما بجنية واحد لا غير ضمن سلسلة اطلقها مختار السويفي "روائع الادب العالمى للناشئين" حين لخص و كثف لنا نحن الطليعة دكتور السويفي عدد كبير من الاعمال الادبية الكبيرة و قد نختلف اليوم -بعد سنوات بين الكتب- ان الترجمة كانت قاصرة قاسية مخلة لكنها كانت بوابة ملكية لنا لم نشعر بقيمتها وقتها.

و نرجع للكتاب بين ايدينا فنرى "سير آرثر كونان دويل" الذى تشرف عبر العصور بعدد هائل من القراء يحفظون عن ظهر قلب اسمه الطويل و لقبه و يوم مولده و مولد شخصيته الاثيرة "شيرلوك هولمز" التى غيرت شكل الادب العالمى و تجاوزت فرع التسلية و القصص البوليسية الي عالم علم النفس و الفراسة و مازالت الي عصرنا هذا تمثل و يعاد تمثيلها و تطبع و تعاد طباعتها.

فيلم بعد مسلسل و مسلسل اخر بعد فيلم قصير و من هوليوود الي لندن الي العالم مازال اصدقاء شيرلوك هولمز ينتظرون ظهوره يحمل عدسته المكبرة و يدخن في صمت يتبعه واطسون اذكى قليلا عما يبدى و شارع بيكر الخالد في الاذهان. شخصية شيرلوك هولمز التى اخترعت عام ١٨٩١ ترجع الي الذهن و لم تغيب ربما ابدا

الكتاب يتضمن ٧ قصص قصيرة الواحدة في طول خمسون صفحة تقريبا يزيد او ينقص قليلا، نحن نتوقع ان الترجمة اقصر قليلا من العادى لكنها نسخ للناشئين التى عشقناها يوما بحجم الجيب و الخط الكبير. يتنقل بما دويل من سرقة عقد ثمين الي تزييف الاموال الي خطة كبيرة لسرقة بنك ، انتقال لطيف سريع محبب الي النفس يرجعنا لعصر الراحة الذهنية.

لكن ليست مهارات هولمز البوليسية هى من ضمنت له و لمؤلفه الخلود بل العمق فى رسم الشخصية "السيكوباث" و التى نتعجب قليلا انها ترسم بمثل تلك الدقه في عصر كانت علم النفس فيه رضعيا ، شخصية معدوم المشاعر -راجع الاقتباس في بداية المقال كاستثناء مثير للاعجاب- مفرط الذكاء ، قليل الاهتمام الا بما هو مثير و فقط بدون معايير اخرى ، لا يهتم بالمال او بالمنصب او بالزواج بل يتغذى من تفسير لغز وراء لغز و نحن معه نتابع في دهشة و ننظر حتى عصرنا هذا قصص ابن القرن التاسع عشر المذهل.

دينا نبيل
ديسمبر ٢٠١٦

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....