اسم الرواية: القط و الفأر
تأليف: جونتر جراس
ترجمة: ابو العيد دودو
عدد الصفحات: ١٦٣ صفحة
اصدارات منشورات الجمل
التقييم ٥/٣
هى الجزء الثانى من ثلاثية دانسج الشهيرة بعد "طبل الصفيح" احد اهم ابداعات الادب الالمانى عموما ، "القط و الفأر" ليست حلقة ثانية من مسلسل متصل بل تشير الي جزءها الاول في خفة و يجمعها باوسكار طبال الصفيح ذو الثلاثة اعوام ابدية ظرف مكانى بحت و ليس درامى في مجمله. الثلاثة روايات التى اطلق عليها اصطلاحا "ثلاثية دانسج" تقيم لتلك المدينة الصغيرة صرحا و تجبر نصف العالم علي تذكرها وسط زحام قوميات المانيا و بولندا.
لكننا نرى "القط و الفأر" أقل بريقا من شقيقتها الكبرى ، و هى هنا تحتفي ببطلها (يؤاخيم مالكه) العظيم الذى اراد ان يكون بطلا فكان ، و اراد ان يكون لصا فأصبح ، و اراد ان يكون مسيحا فكاد. بطلنا الذى لا يقل غرابه كثيرا عن اوسكار بطل قصة الجزء الاول ربما يمتلك جسما رياضيا كان اوسكار ليقتل ليحصل عليه لكنه يملم نفس الروح المضطربه التى تبدو عاملا مشتركا في شخصيات جراس.
مالكه الذى كاد يختنق مره من كثرة ما علق في رقبته من بكرات الصوف الملون ، ميدليات حربية ، مفك المانى ، اهداب علي الموضة ، رباط الحذاء الاسود.
مالكه هذا الذى نراه و كأنه خلف زجاج فالراوى ها هنا هو مصدرنا الوحيد عن المعلومات و الانطباعات و هو يتبدل في عشقه و هيامه و فخره و كرهيته و حسده للبطل الذى خلقته يديه. هو يرسم لنا خطوط حياة "مالكه" و يتجاهل عمدا اي تفاصيل اخرى مهمة و ان او خصوصا حياته هو نفسه. فاشكال حبات عرق صديقه المتكونه علي لحيته غير المحلوقة اكثر اهمية بكثير عند الراوى من موت او حياة اخيه.
و يستمر جونتر في اللعب علي وتر الدين كمكون اساسي لقصته ، فينما هام اوسكار بطل طبل الصفيح بالمسيح الطفل المكتنز وردى اللون ، اصر مالكه علي عبادة العذراء وحدها دون اله و يرى ان اي عبادة اخرى درب من استغباء الشعوب ، و يذكرنا قليلا بجويس الذى رسم دائما في قصصه كاثوليكية طقوسية ذهبية الشعائر لا تحمل بالضرورة اله اعلي.
هى اقرب لفن النوفيلا منها للرواية و هى ابسط و اقصر مما نحب و نفضل عندما نقرأ لجونتر جراس ،لكنها الحلقة الثانية لثلاثية دانسج الشهيرة التى قررنا ان نتجه لمحطتها الثالثة "سنوات الكلاب" و اخيرا..
دينا نبيل
يناير ٢٠١٧
تأليف: جونتر جراس
ترجمة: ابو العيد دودو
عدد الصفحات: ١٦٣ صفحة
اصدارات منشورات الجمل
التقييم ٥/٣
هى الجزء الثانى من ثلاثية دانسج الشهيرة بعد "طبل الصفيح" احد اهم ابداعات الادب الالمانى عموما ، "القط و الفأر" ليست حلقة ثانية من مسلسل متصل بل تشير الي جزءها الاول في خفة و يجمعها باوسكار طبال الصفيح ذو الثلاثة اعوام ابدية ظرف مكانى بحت و ليس درامى في مجمله. الثلاثة روايات التى اطلق عليها اصطلاحا "ثلاثية دانسج" تقيم لتلك المدينة الصغيرة صرحا و تجبر نصف العالم علي تذكرها وسط زحام قوميات المانيا و بولندا.
لكننا نرى "القط و الفأر" أقل بريقا من شقيقتها الكبرى ، و هى هنا تحتفي ببطلها (يؤاخيم مالكه) العظيم الذى اراد ان يكون بطلا فكان ، و اراد ان يكون لصا فأصبح ، و اراد ان يكون مسيحا فكاد. بطلنا الذى لا يقل غرابه كثيرا عن اوسكار بطل قصة الجزء الاول ربما يمتلك جسما رياضيا كان اوسكار ليقتل ليحصل عليه لكنه يملم نفس الروح المضطربه التى تبدو عاملا مشتركا في شخصيات جراس.
مالكه الذى كاد يختنق مره من كثرة ما علق في رقبته من بكرات الصوف الملون ، ميدليات حربية ، مفك المانى ، اهداب علي الموضة ، رباط الحذاء الاسود.
مالكه هذا الذى نراه و كأنه خلف زجاج فالراوى ها هنا هو مصدرنا الوحيد عن المعلومات و الانطباعات و هو يتبدل في عشقه و هيامه و فخره و كرهيته و حسده للبطل الذى خلقته يديه. هو يرسم لنا خطوط حياة "مالكه" و يتجاهل عمدا اي تفاصيل اخرى مهمة و ان او خصوصا حياته هو نفسه. فاشكال حبات عرق صديقه المتكونه علي لحيته غير المحلوقة اكثر اهمية بكثير عند الراوى من موت او حياة اخيه.
و يستمر جونتر في اللعب علي وتر الدين كمكون اساسي لقصته ، فينما هام اوسكار بطل طبل الصفيح بالمسيح الطفل المكتنز وردى اللون ، اصر مالكه علي عبادة العذراء وحدها دون اله و يرى ان اي عبادة اخرى درب من استغباء الشعوب ، و يذكرنا قليلا بجويس الذى رسم دائما في قصصه كاثوليكية طقوسية ذهبية الشعائر لا تحمل بالضرورة اله اعلي.
هى اقرب لفن النوفيلا منها للرواية و هى ابسط و اقصر مما نحب و نفضل عندما نقرأ لجونتر جراس ،لكنها الحلقة الثانية لثلاثية دانسج الشهيرة التى قررنا ان نتجه لمحطتها الثالثة "سنوات الكلاب" و اخيرا..
دينا نبيل
يناير ٢٠١٧
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....