اسم القصة: مزرعة الثعالب "Boys and Girls"
تأليف: اليس مونرو
ترجمة: ياسر شعبان
منشورة ضمن مجلة الثقافة الجديدة
(كانت كلمة فتاة تبدو لي بريئة و غير مثقلة بالأعباء مثل كلمة طفل ، الان بدا لي انه لا وجود لهذا التصور ، فالفتاة لم تكن كما ظننت، ما كنت عليه ببساطة، بل كانت ما سأصبح عليه. كانت تعريفا ، و دائما مغلفا بقدر من التأكيد يجمع بين التوبيخ و الاحباط، كانت كذلك بمثابة اضحوكة بالنسبة لي)
*******************
عندما تكتب اليس مونرو قصصها الصغيرة تلك تخطف انفاسنا ، تجعلنا في كل مرة نجلس لنتأمل كيف يستطيع الصوت النسوى ان يعبر عن نفسه كبشر اولا ، كيف نحول وجهه النظر النسوية الي انسانية
كيف كيف توصل كل تلك الثورية وسط كل هذا الهدوء و الانسايبية فتلك معجزة الكندية فتية القلب ، و هنا قصة "الولاد و البنات" كما اسمتها المؤلفة او "مزرعة الثعالب" كما اسماها مترجمها تصنع عالم موازى ريفي لفتاة تعيش وسط الطبيعة و المزرعة كبشر اولا قبل ان تدرك ان عملية تحويل "الانسان" الي "شاب" و "فتاة" هى عملية اكثر عمقا و جذرية مما تتصور
*******************
(جاءت جدتي للاقامة معنا لبضعة اسابيع، و سمعت اشياء اخرى : "الفتيات لا يغلقن الابواب بقوة هكذا" ..."الفتيات يحافظن علي ركبتهن مضمومة عندما يجلسن" ، اما الاسوء علي الاطلاق فكان عندما وجهت بعض الاسئلة "هذا ليس من شأن الفتيات" )
*******************
الاب يربي الثعالب فضية الفرو في الهواء الطلق ، و الام تصنع المربي و المخلل في المطبخ الضيق الرطب الساخن، الاخ الاصغر يجرى وراء الفراشات و يسعل و يغني اغاني عيد الميلاد في غير اوقاتها ... هكذا نرى طفلتنا الوجود ، و هى تشعر بالغرابة حين ترى الام في الفناء بشعرها المضموم و ملابسها المبتلة بغسيل الاطباق ، و تشعر بالارتباك حين يبقي الاب منزليا فترة اطول من نومه و طعامه ، و لا ترى للاخ الاصغر دورا سوى الاحلام و لا لنفسها سوى العمل و المشاهدة للطبيعة
و اليس مونرو تتفنن في التفاصيل الصغيرة و تكاد ترسم لنا المزرعة بدقائق ظروفها ، و ترسم خطا ثابتا للاحداث لدرجة يتصور معها ان التغيير بعيد و ان الحاضر ثابت للابد بمنطقه و بافكاره
*******************
(وشعرت أني أمي ليست مصدر ثقة. كانت ألطف من أبي وخداعها أسهل، لكن لا يمكنك الاعتماد عليها، ولا يمكن معرفة الدوافع الحقيقية للأشياء التي تقولها أو تفعلها. إنها تحبني، فلقد كانت تسهر الليل لتحيك لي فستانًا صعب الموديل حسب رغبتي، لأرتديه عند بداية الدراسة، لكنها كانت عدوي كذلك. فلقد كانت دائمة التآمر. والآن تتآمر لإبقائي بالمنزل لمزيد من الوقت، رغم معرفتها أنني أكره هذا -لأنها كانت تعرف كُرهي لهذا- وتبعدني عن العمل مع أبي. )
*******************
و هنا الصراع قصير الاجل لان العوامل المحيطة لتحويل الطفل الي فتاة اكثر مؤسسية من محاولات المقاومة ، و فتح الابواب للمهرة الهاربة مجرد محاولة لتعطيل سير النهر الذى اعتاد الناس تدفقه ، و تحل الوان الملابس و اطوال الشعر غيرها من الاهتمامات، و يميل الناس الي التألف مع الواقع لان القطيع يجلب السلام النفسي و ان كان مؤقتا ، و تصبح "انها مجرد فتاة" الحقيقة الوحيدة الواضحة
دينا نبيل
يونيو ٢٠١٦
للنص الكامل مترجم:
http://translationhighway.blogspot.com.eg/2014/03/blog-post.html?m=1
تأليف: اليس مونرو
ترجمة: ياسر شعبان
منشورة ضمن مجلة الثقافة الجديدة
(كانت كلمة فتاة تبدو لي بريئة و غير مثقلة بالأعباء مثل كلمة طفل ، الان بدا لي انه لا وجود لهذا التصور ، فالفتاة لم تكن كما ظننت، ما كنت عليه ببساطة، بل كانت ما سأصبح عليه. كانت تعريفا ، و دائما مغلفا بقدر من التأكيد يجمع بين التوبيخ و الاحباط، كانت كذلك بمثابة اضحوكة بالنسبة لي)
*******************
عندما تكتب اليس مونرو قصصها الصغيرة تلك تخطف انفاسنا ، تجعلنا في كل مرة نجلس لنتأمل كيف يستطيع الصوت النسوى ان يعبر عن نفسه كبشر اولا ، كيف نحول وجهه النظر النسوية الي انسانية
كيف كيف توصل كل تلك الثورية وسط كل هذا الهدوء و الانسايبية فتلك معجزة الكندية فتية القلب ، و هنا قصة "الولاد و البنات" كما اسمتها المؤلفة او "مزرعة الثعالب" كما اسماها مترجمها تصنع عالم موازى ريفي لفتاة تعيش وسط الطبيعة و المزرعة كبشر اولا قبل ان تدرك ان عملية تحويل "الانسان" الي "شاب" و "فتاة" هى عملية اكثر عمقا و جذرية مما تتصور
*******************
(جاءت جدتي للاقامة معنا لبضعة اسابيع، و سمعت اشياء اخرى : "الفتيات لا يغلقن الابواب بقوة هكذا" ..."الفتيات يحافظن علي ركبتهن مضمومة عندما يجلسن" ، اما الاسوء علي الاطلاق فكان عندما وجهت بعض الاسئلة "هذا ليس من شأن الفتيات" )
*******************
الاب يربي الثعالب فضية الفرو في الهواء الطلق ، و الام تصنع المربي و المخلل في المطبخ الضيق الرطب الساخن، الاخ الاصغر يجرى وراء الفراشات و يسعل و يغني اغاني عيد الميلاد في غير اوقاتها ... هكذا نرى طفلتنا الوجود ، و هى تشعر بالغرابة حين ترى الام في الفناء بشعرها المضموم و ملابسها المبتلة بغسيل الاطباق ، و تشعر بالارتباك حين يبقي الاب منزليا فترة اطول من نومه و طعامه ، و لا ترى للاخ الاصغر دورا سوى الاحلام و لا لنفسها سوى العمل و المشاهدة للطبيعة
و اليس مونرو تتفنن في التفاصيل الصغيرة و تكاد ترسم لنا المزرعة بدقائق ظروفها ، و ترسم خطا ثابتا للاحداث لدرجة يتصور معها ان التغيير بعيد و ان الحاضر ثابت للابد بمنطقه و بافكاره
*******************
(وشعرت أني أمي ليست مصدر ثقة. كانت ألطف من أبي وخداعها أسهل، لكن لا يمكنك الاعتماد عليها، ولا يمكن معرفة الدوافع الحقيقية للأشياء التي تقولها أو تفعلها. إنها تحبني، فلقد كانت تسهر الليل لتحيك لي فستانًا صعب الموديل حسب رغبتي، لأرتديه عند بداية الدراسة، لكنها كانت عدوي كذلك. فلقد كانت دائمة التآمر. والآن تتآمر لإبقائي بالمنزل لمزيد من الوقت، رغم معرفتها أنني أكره هذا -لأنها كانت تعرف كُرهي لهذا- وتبعدني عن العمل مع أبي. )
*******************
و هنا الصراع قصير الاجل لان العوامل المحيطة لتحويل الطفل الي فتاة اكثر مؤسسية من محاولات المقاومة ، و فتح الابواب للمهرة الهاربة مجرد محاولة لتعطيل سير النهر الذى اعتاد الناس تدفقه ، و تحل الوان الملابس و اطوال الشعر غيرها من الاهتمامات، و يميل الناس الي التألف مع الواقع لان القطيع يجلب السلام النفسي و ان كان مؤقتا ، و تصبح "انها مجرد فتاة" الحقيقة الوحيدة الواضحة
دينا نبيل
يونيو ٢٠١٦
للنص الكامل مترجم:
http://translationhighway.blogspot.com.eg/2014/03/blog-post.html?m=1
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....