اسم الرواية: رحلة الدم ، القتلة الاوائل
تأليف: ابراهيم عيسي
عدد الصفحات: ٧٠٦ صفحة
اصدارات دار الكرمة
"كان ابن ملجم يتوجع من ان هذة التهم تقع بين صحابة رسول الله ، و يسأل نفسه ذلك السؤال الممض الذى يكسر عمود خيمته منذ حل مع معاذ من اليمن الي المدينة : لماذا لا يكون الصحابة هذا الرجل الواحد الذى تغسله صحبته للنبي من الزلل؟ و لماذا كأنهم بشر هكذا؟... و كان هذا ما يقتله وجعا"
لماذا الفتنة الكبرى؟ لماذا ابراهيم عيسي؟ و لماذا الان؟... اسئلة كبار يطلقها القارئ علي نفسه قبل ان يبدأ في رواية تزيد عن السبعمئة صفحة ، رواية ضخمة بهذا الحجم تحمل عبارة "الجزء الاول" واعدا متوعدا بجزء ثان ربما اضخم يكمل الرحلة المرهقة
نجيب بان الفتنة الكبرى هى قلب دراسة التاريخ الاسلامى السياسي و المرحلة الاهم في الاتتقال من الدين الي الدنيا ، من الصحابة الي البلاط ، من الخلافة الي الملك ، من عمر ابن الخطاب الي معاوية ابن ابي سفيان ... هى المفتاح الاهم لبيان كيف تأسست "الدولة" الاسلامية فلا هى تكونت بجمل الترحاب تحت السقيفة ولا هى نتجت عن درة عمر و عدل مزعوم قصير المدى يكفي فقط لضرب الامثال و ربما للنوستالجيا و الحنين
و نجيب انه لا يوجود في جيلنا المفقر غير ابراهيم عيسي يقوم بتلك المهمة الصعبة التى قام بها من قبله طه حسين في احد اروع الكتب الفكرية "الفتنة الكبرى" بجزئيه عثمان و علي و بنوه ، و حين قام بها العقاد بشكل جاذبية و اكثر اكاديميه في عبقرياته المتعددة . لكن عصر الكتب الفكرية ولي و ان اوان الروايات تحمل العاطفة اكثر من العقل و التجسيد اكثر من المنطق و تجذب القارئ برسم لوحة ثلاثية الابعاد مهما كثر عدد صفحاتها . مهمة تحتاج قارئ قبل ان تحتاج كاتب و نحن رغم اختلافنا السياسي مع ابراهيم عيسي لا نقلل ابدا من مقامه كقارئ عتيد استفاد اخيرا من هوايته القديمة تلك
********
-لا يمكن ان يأتى صحابي بهذا الفعل الكافر ولا افهم كيف لا يراه النبي كافرا و يرديه قتيلا!
-في الحقيقة اصر عمر علي ان يقتله لكن النبي ابلغنا بان الله عفر له، فما المطلوب؟ ان نعاند نبينا و نرفض ارادة المولي كى ترتاح انت؟
-لا يأتى صحابي بفسق.
-و قد يأتى به و يستغفر ربه
-أهولاء صحابة رسول الله؟
-نعم هؤلاء صحابه رغما عن انفك
"حوار درامى بين ابن الملجم و ابن عديس عن حادثة حاطب بن ابي بلتعة الذى اذاع سر عسكرى لقريش ابان الحرب ثم تاب"
********
كيف يصنع الارهابي؟ .. كيف يقتل علي بن ابي طالب ابن عام النبي و الطاهر المطهر الذى انقذه الله من الرجس؟ كيف يتحول عبد الرحمن ابن ملجم من رسول عمر بن الخطاب الي المصريين فقهيا يعلمهم دينهم و يحفظ القرآن و يرتله ترتيلا الي قاتل يعتقد حقا و صدقا ان قتله لابن عم النبي و اب الطاهرين و زوج الطاهرة عمل دينى يقترب به زلفي الي الله؟ ، رحلة يتناولها ابراهيم عيسي من بدايتها و لا يصل بنا الي نهايتها حين اختار -كما اختار طه حسين قبله- ان الفتنة الكبرى لا تصلح لكتاب واحد و ان مقتل عثمان بن عفان يحتاج كتاب خاص يفرد فيه وقائع الامر و كيف اختلف الصحابة بين مؤيد و معارض و محايد و "قاتل مشارك" و ان عصر علي بن ابي طالب و من بعده مقتل الحسين شهيدا يحتاج لعمل منفرد ننوح فيه علي تاريخنا المسكوت عنه
عمل صادم؟.. ربما لكنه ابدا ليس بالجديد الا لمن يتطلع للمرة الاولي ... عمل متقن؟ نعم و كثير التشويق و الدقة و نحن نتعجب من قدرة ابراهيم عيسي علي كتابة شئ متقن دقيق مفصل درامى كهذا في انشعالنا باحوال سياسية متقلبة مجنونة و رئاسة لجريدة و ظهور يومى في برنامج تلفزيونى
و نحن بينما نتذكر صفحات الرواية الثقيلة الاخيرة حين ننظر الي جثة عثمان تننظر الدفن فلا تجده و بينما تثقل علي انفسنا حالتنا الامس و اليوم و ربما غدا ... نتنظر الجزء الثانى من روايتنا تلك و نأمل الا تستغرق ثلاث سنوات اخرى كالجزء الاول
دينا نبيل
ديسمبر ٢٠١٦
تأليف: ابراهيم عيسي
عدد الصفحات: ٧٠٦ صفحة
اصدارات دار الكرمة
"كان ابن ملجم يتوجع من ان هذة التهم تقع بين صحابة رسول الله ، و يسأل نفسه ذلك السؤال الممض الذى يكسر عمود خيمته منذ حل مع معاذ من اليمن الي المدينة : لماذا لا يكون الصحابة هذا الرجل الواحد الذى تغسله صحبته للنبي من الزلل؟ و لماذا كأنهم بشر هكذا؟... و كان هذا ما يقتله وجعا"
لماذا الفتنة الكبرى؟ لماذا ابراهيم عيسي؟ و لماذا الان؟... اسئلة كبار يطلقها القارئ علي نفسه قبل ان يبدأ في رواية تزيد عن السبعمئة صفحة ، رواية ضخمة بهذا الحجم تحمل عبارة "الجزء الاول" واعدا متوعدا بجزء ثان ربما اضخم يكمل الرحلة المرهقة
نجيب بان الفتنة الكبرى هى قلب دراسة التاريخ الاسلامى السياسي و المرحلة الاهم في الاتتقال من الدين الي الدنيا ، من الصحابة الي البلاط ، من الخلافة الي الملك ، من عمر ابن الخطاب الي معاوية ابن ابي سفيان ... هى المفتاح الاهم لبيان كيف تأسست "الدولة" الاسلامية فلا هى تكونت بجمل الترحاب تحت السقيفة ولا هى نتجت عن درة عمر و عدل مزعوم قصير المدى يكفي فقط لضرب الامثال و ربما للنوستالجيا و الحنين
و نجيب انه لا يوجود في جيلنا المفقر غير ابراهيم عيسي يقوم بتلك المهمة الصعبة التى قام بها من قبله طه حسين في احد اروع الكتب الفكرية "الفتنة الكبرى" بجزئيه عثمان و علي و بنوه ، و حين قام بها العقاد بشكل جاذبية و اكثر اكاديميه في عبقرياته المتعددة . لكن عصر الكتب الفكرية ولي و ان اوان الروايات تحمل العاطفة اكثر من العقل و التجسيد اكثر من المنطق و تجذب القارئ برسم لوحة ثلاثية الابعاد مهما كثر عدد صفحاتها . مهمة تحتاج قارئ قبل ان تحتاج كاتب و نحن رغم اختلافنا السياسي مع ابراهيم عيسي لا نقلل ابدا من مقامه كقارئ عتيد استفاد اخيرا من هوايته القديمة تلك
********
-لا يمكن ان يأتى صحابي بهذا الفعل الكافر ولا افهم كيف لا يراه النبي كافرا و يرديه قتيلا!
-في الحقيقة اصر عمر علي ان يقتله لكن النبي ابلغنا بان الله عفر له، فما المطلوب؟ ان نعاند نبينا و نرفض ارادة المولي كى ترتاح انت؟
-لا يأتى صحابي بفسق.
-و قد يأتى به و يستغفر ربه
-أهولاء صحابة رسول الله؟
-نعم هؤلاء صحابه رغما عن انفك
"حوار درامى بين ابن الملجم و ابن عديس عن حادثة حاطب بن ابي بلتعة الذى اذاع سر عسكرى لقريش ابان الحرب ثم تاب"
********
كيف يصنع الارهابي؟ .. كيف يقتل علي بن ابي طالب ابن عام النبي و الطاهر المطهر الذى انقذه الله من الرجس؟ كيف يتحول عبد الرحمن ابن ملجم من رسول عمر بن الخطاب الي المصريين فقهيا يعلمهم دينهم و يحفظ القرآن و يرتله ترتيلا الي قاتل يعتقد حقا و صدقا ان قتله لابن عم النبي و اب الطاهرين و زوج الطاهرة عمل دينى يقترب به زلفي الي الله؟ ، رحلة يتناولها ابراهيم عيسي من بدايتها و لا يصل بنا الي نهايتها حين اختار -كما اختار طه حسين قبله- ان الفتنة الكبرى لا تصلح لكتاب واحد و ان مقتل عثمان بن عفان يحتاج كتاب خاص يفرد فيه وقائع الامر و كيف اختلف الصحابة بين مؤيد و معارض و محايد و "قاتل مشارك" و ان عصر علي بن ابي طالب و من بعده مقتل الحسين شهيدا يحتاج لعمل منفرد ننوح فيه علي تاريخنا المسكوت عنه
عمل صادم؟.. ربما لكنه ابدا ليس بالجديد الا لمن يتطلع للمرة الاولي ... عمل متقن؟ نعم و كثير التشويق و الدقة و نحن نتعجب من قدرة ابراهيم عيسي علي كتابة شئ متقن دقيق مفصل درامى كهذا في انشعالنا باحوال سياسية متقلبة مجنونة و رئاسة لجريدة و ظهور يومى في برنامج تلفزيونى
و نحن بينما نتذكر صفحات الرواية الثقيلة الاخيرة حين ننظر الي جثة عثمان تننظر الدفن فلا تجده و بينما تثقل علي انفسنا حالتنا الامس و اليوم و ربما غدا ... نتنظر الجزء الثانى من روايتنا تلك و نأمل الا تستغرق ثلاث سنوات اخرى كالجزء الاول
دينا نبيل
ديسمبر ٢٠١٦
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....