الثلاثاء، 18 أبريل 2017

اسم الرواية: چوستين
تأليف: المركيز دو ساد
ترجمة: محمد عيد ابراهيم
عدد الصفحات: ١٩٨ صفحة
اصدارات: اشراقات للنشر و التوزيع
التقييم: ٥/٣.٥

هناك بعض الاعمال تكمن روعتها في ظروفها التاريخية و يكون من الصعب علي القارئ الحديث فهم مدى اهميتها و استثنائيتها و اسباب خلودها الا بعد الاطلاع علي تاريخها و وقت كتابتها و العصر الذى سطرت فيه ، يقع في هذا التصنيف اعمال كثيرة نذكر منها "دون كيشوت" و "كوخ العم توم" لكننا نعلن ان "جوستين" اهمهم علي الاطلاق

يتساءل قارئ العصر الحديث عن سبب عظمة قصة مهلهلة كتلك مليئة بدراما مصتنعة و صدف سمجة و تكرار رتيب و قطع حوارية اطول دائما مما يجب ، لكن القارئ ينسي ان عمل "ثورى" كهذا صنع في القرن الثامن عشر بينما الادب يحارب صدى الاعمال الرومانسية الانجليزية الطويلة الجالبة لدموع المراهقات و محاولات اوروبا لاستخدام الادب كأداة تربوية في يد الكنيسة او الدولة او الرقابة ايهما اقرب ،  و ان مؤلفها الذى لم يعن ابدا بجوده عمله الروائي عانى اشد العقوبات القانونية لانه ولد في عصر غير عصره

لكن "جوستين" مزحة صارخة -تماما ك دون كيشوت- تستعمل نموذج و قالب ادبي بعينه لتحطيم هذا النوع و بيان سخافته و حمقه و جموده فهى تحطم الادب من الداخل و تكاد تفجره و تمنع قارئها من الاستمتاع ابدا بمثيلاتها الكلاسيكية
************
( الهى! تريز! انتى قطعا أكثر الفتيات ابتلاء في العالم، هناك من يتقصدك دائما! )... "فالبو" الي "جوستين"
***********
عندما كتب "موليير" رائعة (طرطوف) ذهلت فرنسا ان البطل الملحد الانانى القاسي لم يندم في نهاية العمل ، و نحن اليوم بعد قرون كثيرة متعددة مازالنا غير قادرين علي اقناع الجمهور ان النهاية الفاضلة وهم و ان الاشرار ينتصرون و الاخيار يدمرون ببطء و ان العالم اكذوبة و ان توازن قوى الاخلاق ليس نهائيا فنحن بعد قرون عديدة لا نستطيع انزال تتر نهاية الفيلم علي شر منتصر! ... لكن مجنون السادية من قرن بعيد يفعلها او يكاد

و هو يقحم مشاهد جنسية و ضروب من السادية الذكورية في قلب الاحداث بلا مقدمات ولا نهايات تقريبا و يتفنن في العابها و التاريخ يثبت لنا ان دو ساد حلم اكثر ما نفذ و خطط اكثر ما رتب ، لكن اللافت لنا ان الباقي من سادية دو ساد في ادبنا هو الشق الجنسي بينما نظرته هو للسادية كانت اوسع مجالا

هل ينتصر الخير دائما؟ ... يجيب دو ساد بان "لا" و ان الفضيلة ضرب من الضعف المستتر و يسبق عندها نيتشه ان القوة و التسلط فضيلة في حد ذاتهم و انه لا دافع ولا تطور بالكون ان عطلنا المسيرة الراكضة للحظات ننقذ فيها من سقط

و التاريخ الطويل الضخم لمنع العمل هذا يجذب اهتمام القارئ اكثر من تاريخ دو ساد نفسه و الاصرار علي منعها يحفزنا و يجعلنا نتداولها سرا علي اساس انها انتاج الحرية المجهضة ،  في نهاية المطاف "ادبيا" رديئة لكنها تدفعك للتفكير و هو مكسب لا يجب ابدا التقليل من شأنه

هل "چوستين" رواية عظيمة؟ بالتاكيد .... هل "چوستين" رواية جيدة؟ ربما لا

دينا نبيل
اغسطس ٢٠١٦





0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....