اسم الرواية: محاولة للخروج
تأليف: عبد الحكيم قاسم
عدد الصفحات: ١٧٦ صفحة
اصدارات الهيئة العامة للكتاب
التقييم: ٥/٥
يعجبنا ان يغزل مؤلف من احزانه و احباطه عالم متكامل ملموسا ، يعجبنا ان تتمثل صراعات مجتمع متقدم سبق و مجتمع قديم تأخر في علاقة بسيطة بين رجل و امرأة ، يعجبنا ان نرى قاهرتنا العتيقة المنكودة ممثلة علي الصفحات نسافر فيها و نشاهدها بعيون الغريب و نعيد اكتشاف تفاصيلها ، و يعجبنا اكثر حين يكون استاذنا المنسي القدير عبد الحكيم قاسم هو مايسترو تلك السينفونية
عبد الحكيم قاسم العبقرى شبه المجهول لقراء لا يقرؤن و لبلد تنسي احبابها و لادب يتجاهل اساتذته ، عبد الحكيم قاسم مبدع "ايام الانسان السبعه" الشهيرة و "الجانب الاخر" العظيمة التى تفضلها كاتبة تلك الكلمات عن اي نوڤيلا قرأها بأى لغة
عبد الحكيم قاسم لا يكتفي ها هنا بتقديم نسخة مطورة من "موسم الهجرة الي الشمال" او "عصفور من الشرق" او "قنديل ام هاشم" بتصوير صراع حضارات كلاسيكى ... بل هو يشرح لنا ذاته تشريح دقيق مؤلم قبل ان يأخذ بايدينا ليواجهنا بالحقيقة الكبرى اننا نمكث فيها فقط لانها بلادنا
عبد الحكيم قاسم الذى لا يكتفي بتصوير ازمة جيل ما قبل النكسة حين شعر الجميع بان للاحلام سقف ، بل ازمة الانسان الذى يرى في بلد قرر التجاهل ، من تعلم في بلد استلذ الجهل ، من عشق في عالم يراقب العاشقين ليخطفهم ليلا بتهمة الحب لاقرب قسم شرطة ، من تطلع للخارج و انزرعت جذوره في قلب الطين فلا نال التطور ولا الاصالة بل التمزق المؤلم و الفصام
المصرى القديم حول جدران قبره الي معين لا ينضب من الحكايا ، كان رعبه من الملل تفوق رعبه من الموت ... و صاحبنا بطل القصة -و ربما مؤلفها نفسه- مذعور من ان يفقد انبهاره بالحكايا ، حكايا الالف عام من الانتظار و الاحزان
في بلادنا تنام الحكومة ليلا و يتركوا لنا الشوارع باردة خالية الا من عيون اشارات مرور تقول للناس لا و نعم بالاحمر و الاخضر ... و نود لو ننطق لهم عندها بكل ما يمنعنا ضجيجهم النهارى من قوله
في روايتنا يتمنى عبد الحكيم -ولا نرى أ عبد الحكيم الشخصية الروائية ام المؤلف أبد - ان يعيش فوق برج القاهرة ، فهناك في القاع تاكسيات و كازينوهات و فنادق و اسلام و عربدة الشوارع المتناهية ، يتأمل روعة و رداءة ان يكون الها ... يتأمل كم ان الامر مفزع غارق في الوحدة يتنفس الكراهية و تاكل روحه استسقاء الكبد الاصفر و تسود بشرته من شرنقته المحكمة
ربما يجب ان نقرأ اكثر العبقرى عبد الحكيم الذى يصنع من قصة بسيطة تلك الرواية الصغيرة الخلابة ... ربما يجب ان نزيح التراب قليلا من علي كاتب مرهف دقيق منسي اكثر مما يستحق
دينا نبيل
ديسمبر ٢٠١٦
تأليف: عبد الحكيم قاسم
عدد الصفحات: ١٧٦ صفحة
اصدارات الهيئة العامة للكتاب
التقييم: ٥/٥
يعجبنا ان يغزل مؤلف من احزانه و احباطه عالم متكامل ملموسا ، يعجبنا ان تتمثل صراعات مجتمع متقدم سبق و مجتمع قديم تأخر في علاقة بسيطة بين رجل و امرأة ، يعجبنا ان نرى قاهرتنا العتيقة المنكودة ممثلة علي الصفحات نسافر فيها و نشاهدها بعيون الغريب و نعيد اكتشاف تفاصيلها ، و يعجبنا اكثر حين يكون استاذنا المنسي القدير عبد الحكيم قاسم هو مايسترو تلك السينفونية
عبد الحكيم قاسم العبقرى شبه المجهول لقراء لا يقرؤن و لبلد تنسي احبابها و لادب يتجاهل اساتذته ، عبد الحكيم قاسم مبدع "ايام الانسان السبعه" الشهيرة و "الجانب الاخر" العظيمة التى تفضلها كاتبة تلك الكلمات عن اي نوڤيلا قرأها بأى لغة
عبد الحكيم قاسم لا يكتفي ها هنا بتقديم نسخة مطورة من "موسم الهجرة الي الشمال" او "عصفور من الشرق" او "قنديل ام هاشم" بتصوير صراع حضارات كلاسيكى ... بل هو يشرح لنا ذاته تشريح دقيق مؤلم قبل ان يأخذ بايدينا ليواجهنا بالحقيقة الكبرى اننا نمكث فيها فقط لانها بلادنا
عبد الحكيم قاسم الذى لا يكتفي بتصوير ازمة جيل ما قبل النكسة حين شعر الجميع بان للاحلام سقف ، بل ازمة الانسان الذى يرى في بلد قرر التجاهل ، من تعلم في بلد استلذ الجهل ، من عشق في عالم يراقب العاشقين ليخطفهم ليلا بتهمة الحب لاقرب قسم شرطة ، من تطلع للخارج و انزرعت جذوره في قلب الطين فلا نال التطور ولا الاصالة بل التمزق المؤلم و الفصام
المصرى القديم حول جدران قبره الي معين لا ينضب من الحكايا ، كان رعبه من الملل تفوق رعبه من الموت ... و صاحبنا بطل القصة -و ربما مؤلفها نفسه- مذعور من ان يفقد انبهاره بالحكايا ، حكايا الالف عام من الانتظار و الاحزان
في بلادنا تنام الحكومة ليلا و يتركوا لنا الشوارع باردة خالية الا من عيون اشارات مرور تقول للناس لا و نعم بالاحمر و الاخضر ... و نود لو ننطق لهم عندها بكل ما يمنعنا ضجيجهم النهارى من قوله
في روايتنا يتمنى عبد الحكيم -ولا نرى أ عبد الحكيم الشخصية الروائية ام المؤلف أبد - ان يعيش فوق برج القاهرة ، فهناك في القاع تاكسيات و كازينوهات و فنادق و اسلام و عربدة الشوارع المتناهية ، يتأمل روعة و رداءة ان يكون الها ... يتأمل كم ان الامر مفزع غارق في الوحدة يتنفس الكراهية و تاكل روحه استسقاء الكبد الاصفر و تسود بشرته من شرنقته المحكمة
ربما يجب ان نقرأ اكثر العبقرى عبد الحكيم الذى يصنع من قصة بسيطة تلك الرواية الصغيرة الخلابة ... ربما يجب ان نزيح التراب قليلا من علي كاتب مرهف دقيق منسي اكثر مما يستحق
دينا نبيل
ديسمبر ٢٠١٦
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....