الثلاثاء، 18 أبريل 2017

اسم الرواية: مذكرات قبو
تأليف: دوستويفسكي
ترجمة: أحمد الويزى
عدد الصفحات: ٢٠٧ صفحة
اصدارات المركز الثقافي العربي
التقييم: ٥/٣.٥

"  لقد كرهتك سلفا لاني كذبت عليك ، ولأن ما افلح فيه انا هو اللعب بالكلمات، و هو الاستغراق في احلام اليقظة، و لأن ما اريده بالفعل هو هذا: ان تذهبوا جميعا الي الجحيم. هو ذا ما اريد! انني بحاجة الي سلام. و لكي يتركوني اعيش في سلام ، انا مستعد لبيع الارض كلها بفلس واحد صغير ، و علي الفور...  "
***************
هل يمكننا ان ننعت هذا النص الفريد بانه كافكي الروح رغم انه كتب قبل مولد كافكا؟ و هل يمكننا ان ندعي ان روح كامو موجودة محلقة علي العمل رغم ان حبر الكتابة قد جف قبل ان يأتي سارتر الي عالمنا؟ و هل كان دوستويفسكي عظيما متقدما بكل هذا المقدار دون ان يدرك قراء عصره؟ و الاهم كيف توصل مؤلفين روسيا العظيمة في هذا العهد المبكر جدا الي حداثة عصرية كتلك؟!

ربما لا يمكننا الاجابة علي معظم تلك الاسئلة لكن دائما يمكنا التصريح بعظمة عمل استثنائي كهذا حتي في وجوده ضمن اعمال دوستويفسكي الاستثنائية الاخرى ... هل تتصور وجود عمل مميز وسط اعمال مميزة؟ هذا هو حال "مذكرات قبو"

قلنا ان من المستحيل ان نصرح ان العمل يحمل روح كامو قبل ان يولد لكن ليس من المستحيل ان عمل استثنائي كهذا متأثر باعمال العظيم جوجول و نستطيع ان نشم رائحة قصتي "المعطف" و "يوميات رجل مجنون" هنا

و لكننا نعترف ايضا ان قدرة دوستويفسكي السابقة لعصرها دائما صنعت عمل فلسفي مصمم ل"مقابل البطل" الذى صار بعد ذلك بزمن طويل اثناء نشاط حركات "تيار الوعي" و "ادب الحداثة" القاعدة الدرامية ذاتها قبل ان تتراجع الحركات الادبية في العالم للخلف فيعود البطل الوسيم المغوار الشجاع الطيب هو النموذج .. و كأن العالم نسي رواية "بطل من هذا الزمن" و كأنها لم تكتب لعالم ينسي اكثر يجب

بطل عصرى في زمن قديم، لا يحمل سوى الشك و الخجل و كراهية فلسفية و احساس دائم بالعجز امام القدر و الناس ، بطل عصرى يتنحي دائما قبل الاصطدام و لا يتنحي له احد ، بطل عصرى يبكي بالدموع الغزيرة و يصرخ ملئ رئتيه قليلا و يعيش في عوالمه الخيالية و الموازية كثيرا ، بطل عصرى يحمل هموم عصر اقل سوءا مما تخيل و لم يكن يعلم ان القادم اسوء ، بطل عصرى يركل قصر البلور فيحطمه لانه يعلم حق اليقين ان المثالية يجب ان تظل حلما بعيدا عن التحقيق ، بطل عصرى يكتب لجمهور غير موجود و يبرر اكثر مما يفسر ، يعلم ان حاصل اثنين في اثنين هم اربعه رغم كل اعتراضاته و احزانه و افكاره
****************
"   اذا سألني سائل :(و ما الذى تفضل ان يختفي العالم او ان تحرم من فنجان الشاي؟) ، أرد عليه: فليختف العالم باسره شريطة ان يبقي فنجان شايي مضمونا ، علي الدوام)  "

دينا نبيل
مارس٢٠١٦

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....