الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

اسطورة العود الابدى

كتاب: اسطورة العود الابدى
تأليف: ميرسيا الياد
عدد الصفحات: ٢٨٦ صفحة
اصدارات مكتبة العجلونى
التقييم: ٥/٤

ميرسيا الياد هو بمثابة كنز لمحبى الانثربولوجى فى رأيى... فالرجل واسع المعرفة ، كثير الاطلاع على المصادر الاصلية يمتلك قدرة عاليه على تجميع امثلة كثيرة و متنوعه لاثبات نظرياته و وجهات نظره

الياد الذى يبسط لنا باسلوبه و لغته اعتى نظريات علم الانسان ليصنع منها جمل بسيطة ليفهمها القارئ العادى .... ليوضح لنا مفاهيم سرة العالم ، تكرار الخلق ، و رمزية السنه الجديدة

تقابلك عادات احتفال رأس العام لتكرار خلق الكون ، ممارسات الحب على الارض للحفاظ على خصوبة الارض الاولى ، العادات المتربطه باطوار القمر ... تتعجب قليلا من تشابه العادات. الافكار رغم البعد الجغرافى و الزمنى بين تلك النماذج

لم يكن الانسان البدائى برئ اذن بل كان يبحث هو بدوره على براءة ضائعة و ازمان ابسط فيعيد تكرار الحدث بادواته البسيطة فى محاكة للحدث الاصلى -القصة التى ابطالها الالهة و الابطال و انصاف البشر- للوصول الى حالة النقاء الاولى تلك

وسط كل ما ذكره من امثله تخص قبائل افريقية و استراليا و اسيا البعيدة ... كانت امثلة الاديان السماوية الثلاثة الاكثر اثارة ، نماذج بناء هيكل اليهود مثال على هيكل السماء ، مفاهيم اماكن المسلمين المقدسة و الذبح المقدس .. و بالقطع مفهوم نباتات جبال القدس الالهية ، التناول و غيرها

و اخيرا تفسيرات الياد عن مصير العالم فى المسيحية و ما اعتبره "مناهضة للتاريخ" فى نموذج الزمن الخطى من له بداية و نهاية ...نهاية تعيد للعالم نقاء الزمان الاول ... فى مقابل النموذج البدائى عن العود الابدى و مبادئ سنه الصيرورة

ربط الانسان القديم - و احتفظ هنا على لقب البدائى لاسباب يطول شرحها- بين الكوارث الطبيعية و المأساة و بين ذنوبه و اخطاؤه الصغيرة فى مقابل ما يعانيه ... رغم اضافته لعنصر حسد الجار و سحر الحاقد عليه ثم السبب الاخير عندما تفشل كل الحجج فيه الا و هو غضب او ارادة الاله الا ان ظل اخطاء تابوهات قديمة فى البال دائما ، فابتكرت الهندوسية مفهوم "الكارما" و صاغت الحضارات الاخرى مفاهيم بديلة كمفهوم "موت تموز و عذابه " لوجوب وجود العالم

ربما الان الوقت المناسب لاخبرك ان اجزاء كثيرة من الكتاب خاصه الصفحات الاولى تكرار لما ذكر فى كتابه : المقدس و العادى

كتاب "اسطورة العود الابدى" الذى خجل مؤلفه من ان يدعوه "مدخل الى فلسفة التاريخ" و هو ما اراه خجل فى غير محله فالكتاب يستحق اللقب الكبير

دينا نبيل
٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....