الاثنين، 15 ديسمبر 2014

الجبروت و الجبار ل مادلين اولبريت

بينما امر على رفوف المكتبة اذ لمحته..ذلك الكتاب السميك بغلاف احمر تتصدره صورة مادلين اولبراييت مبتسمة ابتسامة غامضة نوعا...دفعنى لقراءة الكتاب رغبتى فى معرفة كيف تفكر تلك المرأة التى طالما كرهتها فى صغرى , فمنصب وزير الخارجية الامريكي دائما ما حظى برجال و نساء يمتلؤون بالقوة و غالبا الكراهية من بلادنا العربية...و تتركز ذاكرتى فى مادلين على تنورتها السوداء القصيرة كاشقة على جزء غير قليل من ساقها...و تخيلت ان الكتاب مجرد مذكرات لشاغرة منصب رفيع

لذا كانت مفاجأة عندما وجدت ان موضوع الكتاب عن الدين و السياسة و المفاجأة الاكبر انى اعجبت فعلا بالكتاب و تشابه افكارى مع افكار مادلين كثيرا...فكلانا مؤمن بدينه ذا قناعة واضحة به,مقتنع بان معظم الاديان تؤدى نفس الوظيفة,نمتلك قدر كبير من التسامح مع الغير,و كلانا مقتنع ان استخدام شعارات الدين فى السياسة غالبا نية سيئة و نتائج اسوأ

كان عندى قناعة ان موضوع "الدين" محسوم فى بلد متقدم غربى اصيل زى الولايات المتحدة...لكن اتضح ان رأى يوسف زيدان الذى عارضته من قبل صحيح رغم كل شئ"لا يمكن فصل الدين عن السياسة حتى لو اردنا" فمازال رؤساء امريكا يخبروا شعبهم بان امريكا مميزة عند الله او ان الرئيس بشخصة موكل من الله

مازالت القوة المتشددة التى يسمع الى المواطن الامريكى اليها تدين المنظمات النسوية و منها حادثة حقيقية حدثت لمادلين نفسها حين وصفوها بالشيطان لمجرد مشاركتها مع هيلارى كلينتون فى مؤتمر فى الصين عن حقوق المرأة
***********
فى الشق السياسى تتحدث بقوة منتقده سياسيات الرئيس بوش و حكومته التى اغرقت امريكا فى بحر الارهاب و اغرقت العالم كله به بتصرفات طائشة بعد 11 ايلول باحداثة...كيف ان العراق كما كانت افغانستان مستنقع للجميع , كيف ان حكومة بوش و بدلا مع جمع البلاد الاسلامية المعتدلة -المتضررة نفسها بالارهاب- الى حزمة البلاد الاخرى لمواجة شبح العنف , توجهت الى صب الزيت على النار و النتيجة الطبيعية مئات القتلى فى حوادث عنف متفرقه و الالاف من جراء حرب العراق
*************
و فى فصل مميز يدعى"الصليب و الهلال و النجمة" تتحدث فيه عن صدام الاديان السماوية الثلاث فى حروب متتالية و فى ظل عدم وجود فوز ساحق لاحدهما على الاخر عبر التاريخ تظل الدائرة مستمرة...فصدق او لا تصدق فالثلاث اديان التى تعبد نفس الاله هم الاكثر عنفا تجاة بعضهم البعض

فتقول
فى تراث اليهود القدماء تعزى الانتصارات الى ارادة الله, و قد ارجع المسلمون الاوائل فضل الانتصارات العسكرية الى الله, و كان الاسبانيون الكاثوليك واثقين من ان الانتصارات فى انجاز امبرطورية وراء البحار مكافأة من الله على اضطهاد المسحيين الهراطقة و المسلمين و اليهود

و فى كل الحالات هناك نصا دينى ما يشجع الجميع الى قتل بعضهم البعض باسم الاله...نفس الاله
**************
لكن ما صدمنى اكثر من اى شئ هو هذا الجهل المطبق عند الغرب لمفاهيم الاسلام اصلا...ففى خطبة قس يوجه حديثة الى الناس بان: الصراع كله صراع دينى, صراع بما اذا كان هبل اله مكه الذى يرمز الى القمر و المعروف باسم الله هو الاسمى ام اله اليهود و المسحيين الوارد فى الكتاب المقدس

الى هذا الحد يكون الجهل؟..ففى فصل قصير لكنه غنى للقارئ الغربى تستعين مادلين بفقيه اسلامى لمحاولة تلخيص الاسلام و تاريخة و مذاهبه فى 7 صفحات ...و المثير للعجب ان اول جمله فى هذا الفصل كان : المسلمون يعبدون الله نفسه الذى يعبده المسيحيون و اليهود حدثت نفسى أمن الممكن ان يكون قتال السياسيات و الكراهيه و العنف ناتجين فقط بسبب الجهل...و على الرغم من ان تلك الفرضية مريحة لكنها قطعا ليس كل المعضله لعله جزء لكن افتراض ان الامر كله على هذا الشكل مضلل الى حد بعيد
******************
و طبعا فى كتاب يتحدث عن الدين لم يكن تجنب دولة كالسعودية ممكن...و كعادة وجهة النظر الامريكية فالسعودية هى شعب مقموع و نساء من وراء حجاب كثيف لا يستطعن حتى قيادة سيارة و نخبة جشعه تنهب ثروة السعودية ولا تطبق على نفسها نفس القواعد "الاخلاقية" التى تفرضها على الشعب

ربما كان هذا صحيحا..ربما لا...لست ادرى لكنى انحاز لاختيار الشعب السعودى ان اختار هذا النوع من الحياة و لكن الكارثة تكمن فى اننا لن نستطيع تقييم اختيار هذا الشعب او نسبته
***************
اختلفت و اتفقت مع الكتاب لكنه فى المجمل كتاب جيد يكشف كثير من وجه النظر الامريكية التى نرفض فى التفكير بها

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....