الجمعة، 28 فبراير 2014

شرف ل صنع الله ابراهيم

ستخطو مع أشرف -او شرف كما تنادى امه عزيز عينها- الى عالم السجن "الواقعى" النسخة المصرية ربما لتنزع من ذهنك كل معلوماتك المغلوطة عن السجن التى غالبا كان مصدرها افلام السينما الامريكية و امثال
The Shawshank Redemption

السجن المصرى بكل تفاصيله كنسخة مصغرة عن مجتمع مصرى نال حظه الاكبر من التشويه لحد صعب الغاؤه او اصلاحه او حتى تأديبه...و نوع مختلف من الادب عن "ادب السجون"المعهود اللى فضلنا نقراه فالعمل -لسبب ما- لا يشعرك بمرارة السجن من حيث كبت الحرية فشخصيات "شرف" ليس عصافير تواقة للحرية فقد حسم صنع الله الامر من فترة حين حكم بان تلك الشخصيات لم و لن تكون اكثر حظا فى العالم الخارجى 

و عندما يكون "صنع الله ابراهيم" هو المؤلف فيكون المتوقع نوع معين من الادب لم يخب ظنى ابدا كما ان -كعادتى مع صنع الله- تكون اغانى الشيخ امام مع رفيق عمره نجم خلفية لكل سطر من العمل
***************



هما مين واحنا مين
هما الامر والسلاطين
هما المال والحكم معاهم
واحنا فقرا ومحكومين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيحكم مين
***************
كعادته يحارب صنع الله شركات المالتى ناشونال , محاربا ضد تحول البشر الى كائنات استهلاكية او "حيوانات استهلاكية شغلتهم حشو المصارين" على حسب تعبير نجم الشهير , فى جولة اخرى بعد روايته "اللجنة" لكن تلك المره بجرعه اكبر يشير فى وضوح و جلاء الى شركات العابرة للقارات التى صارت لسبب ما اقوى من الدول ذاتها

تلك المرة بالارقام و الدلائل و بكثير من الاسهاب الذى قد يبعث الملل و مباشرة و تجنب لكثير من الحيل الدرامية لكن ليس لمحبى صنع الله المعتادين على "هضم اللزلط" لمؤلف عبقرى يملك رسالة يود لو ان تصل للعالم كله و لاهل بلده خصوصا

كذلك هى نغمة "نظرية المؤامرة" التى عاده اهاجمها لكن مره اخرى نهضم اللزلط ربما لانها ليست ثرثرة شخص يشير للمؤامرات بهوس بل لمس لوتر حساس نعيشه يوميا فتجد نفسك تتذكر كلمات تشاك بولانيك

الأشياء التي تمكلها ينتهي بها الأمر إلى تملكك

نحن نشتري أشياء لا نحتاجها، بأموال لا نملكها، للرد علي اشخاص لا نحبهم
***************
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما الفيلا والعربيه
والنساوين المتنقيه.. طبعاً
حيوانات استهلاكيه
شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بياكل مين
***************
مصر من التأميم للخصصة , نأمم اللى خصصناه و نخصص اللى أمناه ...و هكذا دواليك , و فى كل قرار -يعكس ما قبله- يطلع من يقنعنا انه الحل النهائى لجميع مشاكلنا و اننا من الغد سنعيش فى المدينة الفاضلة و "الفقرا هياكلوا بطاطا و هيمشوا بكل الاطه , و بدال ما يسموا شلاطة هيسموا عيالهم جان" على رأى عم الشيخ امام مره تانية

و ربما تفهم اخيرا معنى امثال من عينة "و كأنك يا بدر لا رحت ولا جيت" و "و كأنك يا ابو زيد ما غزيت" مبتكرون هما المصريون فى اختراع صيغ معبرة عن البؤس
***************
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما مناظر بالمزيكه
والزفه وشغل البولوتيكا
ودماغهم طبعا استيكه
بس البركه فى النياشين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيخدع مين
***************
سلسلة طويلة من القهر تبدأ برئيس الجمهورية نفسه -بضغط الغرب- و تسرى انحدارا على رؤوس المروؤسين ربما لتنهى الى "شرف" ذاته او لعل اسفل السلسلة هى امه المسكينة او والده ذو الجلطة

سلسلة طويلة تجبره على الهروب من فعل الى داخل السجن لينتهى بيه الامر للامر ذاته كنوع من النجاة ...الشرف عن الفقرا ترف 
***************
هما مين واحنا مين
هما الامرا والسلاطين
هما بيلبسوا اخر موضه
واحنا بنسكن سبعه ف اوضه
هم بياكلوا حمام وفراخ
واحنا الفول دوّخنا وداخ
هم بيمشوا بطيارات
واحنا نموت في الأوتوبيسات
هم حياتهم تمضي جميلة
هم فصيلة واحنا فصيلة
***************
ربما يجب ان نختم ببشارة نجم بان لما الشعب يقوم و ينادى , يا احنا يا هما فى الدنيا دى ....ان تكون النهاية كما فكر و ان لا تستمر تلك الحلقة المفرغة من 7 الالف سنه الى 7 اخرى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....