الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

قصة حصار لشبونة ل سارامجو

رواية: قصة حصار لشبونة
المؤلف: جوزيه سارامجو
عدد الصفحات: ٤٨٦ صفحة
اصدارات هيئة ابو ظبى للثقافة و التراث
ترجمة : على رؤوف البمبى
التقييم: ٥/٤

ستدرك من الصفحات الاولى لماذا كانت "قصة حصار لشبونة" هى القصة المفضلة لسارامجو عند الكثيرين ، فهى تحمل خفة غير معهودة فى اعمال البرتغالى المجنون و قدر من الملل اقل من المعتاد فى اعماله الاخرى الشهيرة

ايقاع سريع -و لو نسبيا- و تعليقات ساخرة ممتعة من المؤلف الذى لم يترك مساحة خالية الا و قدم لنا فيه وجبة دسمة من الافكار و الفلسفة و تأملات

***********************
كانت توصيات المترجم منذ المقدمة على ضرورة بذل الجهد من القارئ ليصل الى جمال هذا العمل ، و ما اراه الا محقا  فوجود الصعوبات المعتادة فى ادب البرتغالى العبقرى كمزج الجمل الوصفية و الحوارية بلا فواصل و وجوب تركيز القارئ جيدا فقط ليدرك من يتحدث لمن فى الجملة ....يضاف عليها تلك المرة صعوبة التنقل بين لشبونة الحاضر و الماضى بلا فواصل مرة اخرى ليبذل القارئ جهدين الاول ان يدرك من يتحدث الان و صعوبة تحديد هذا "الان" اذا كان فى ظلال ماضى الحصار عام ١١٤٧ م ، او ان يكون هذا الان هى لشبونة الاوروبية الحديثة التى يزورها السياح حاملين الكاميرات
************************
تظل لى مشكلة مع المترجم فى تلك النسخة الراقية ، ربما هى شكوى من نوع غريب ، شكوتى ان الرواية مترجمة "افضل من اللازم" اختيار منمق للالفاظ اشعرنى باختلاف الروح و كأنى اقرأ لغير سارامجو المنطلق العفوى المجنون...كما كثرت التنويهات و الاشارات و التفسيرات بتعليقات متتابعة من المترجم، لعل على عبد الرؤوف يقوم بدوره على افضل ما يكون لكنى افضل مترجمى غائب اكثر مختبئ وراء النص لا امامه ، و كأن مترجمنا اكتسب نفس عدوى البطل حين تجاوز دوره كمصحح

***********************
يمزج سارامجو ها هنا بين حبكتين كلاسيكية فى اعماله ، حبكة الرجل متوسط العمر ذو الحياة الهادئة الرتيبة التى لا تلبث ان تتغير بحدث مفاجئ يجبر البطل البسيط الى محاربة الصعوبات النفسية على الاقل مثل روايات : الاخر مثلى و كل الاسماء ، و بين حبكة تناول حدث تاريخى معين بزاوية مغايرة لا تحكمها احداث التاريخ حتمية الحدوث بل تقلبات سارامجو الفكرية و اضافاته الساخرة و المجنونة ك روايات: المسيح يروى انجيله و قايين.....ولا ينتج عن هذا الدمج الا عن رواية تحمل خطين دراميين متوازيين غالبا ومتداخلتين احيانا

"بالليل و فى هذا الفضاء بين البيوت الوطيئة تتجمع الاشباح الثلاثة: شبح ما كان، و شبح ما كان على وشك ان يكون,  و شبح ما كان يمكن ان يكون...لا يتكلمون,  ينظرون الى بعضهم كالعميان و يصمتون" ....تلك الجملة الواردة فى الصفحة ١٠٦ بعفوية و دون اشارة  لاهميتها هى -ببساطة- ما بنى عليه البرتغالى المجنون رائعته كعادته مع القارئ

دينا نبيل
٢١ اكتوبر. ٢٠١٤

1 التعليقات:

محمد يوسف يقول...

السلام عليكم
يتوفر لدينا فتحات اجباريه باعداد كبيرة ومستهدفة وباسعار مميزة
في حال اردت عروض معينة لارسال زوار حقيقيون ومستهدفون متفعالون لموقعكم الرجاء التواصل معنا بالرد على البريد الحالي : Mohamed.y@exarab.com

فائق الاحترام والتقدير
وتمنياتنا بالتوفيق
الدعم الفني :الشركه العربية للاعلان

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....