الأحد، 26 أكتوبر 2014

خبر من طرف الاخرة ل عبد الحكيم قاسم

رواية: طرف من خبر الاخرة
تأليف: عبد الحكيم قاسم
عدد الصفحات: ١١٦ صفحة
اصدارات الهيئة المصرية للكتاب

"البحث عن الموت تحت اكوام العجز و رادءة الوقت و الناس" جمل تأتى قرب منتصف الرواية على لسان الميت داخل لحده و فى نقاشه الفلسفى مع الملكين..و لا اراها الا رسالة و تهدف كتابة الرواية برمتها

حين يأتى الموت يجلب معه المعرفة ، تسقط حواجز الاسرار و تنكشف خبايا الاخبار و النفوس ...معرفة لا تجلب حزنا ولا فرح بل انضمام الى كيان اكبر ليعاد شريط الحياة بتفاصيله تلك التى تعرفها و عيشت عمرك فيها و تلك ان تكشفت لك ربما متأخرا جدا.....هكذا تخيل عبد الحكيم قاسم تلك الاوقات بين ان ينسحب من اللحد الاهل و الخلان ليذهبوا هم الى البيوت بوجوه مبللة بالدموع و حمراء من "اللطم" سرعان ما ستجف و تبرد ، و بين قدوم الملكان

و بقدومهما يتحول الموضوع برمته من نموذج الرواية التقليدى الى كتاب تأملات فلسفية يجمعها اطار رواية لتصل اسهل -و لو قليلا- الى القارئ ، ليخذك عبد الحكيم فى رحلة افكار العصر الذهبى للشريعة حتى تتلاقى الفطرة و الشرع فى تناغم مؤقت سرعان ما تفسده ضرورات الخوف لتتدمر -كعادتها- عبقرية الانسان الفرد، و يتجسد ثالوث العسف و الفردوس و الحلم ليستمر الهرم "الدينى" قائما بقمته الرفيعه ضاغطا بكل ثقله على هؤلاء التى شاء صاحب النموذج الهرمى على ان يحتلوا قاعدته العريضه ، و لا يبقى للمرء اختيار بالهروب من القاعدة الا بالانكار الذى يجبرك على الوقوف خارج الهرم او بالنفاق الذى يدفعك الى قمته

لكنى لم استطيع كبت اعجابى بشجاعة مؤلف قال ما اراد حتى و ان كان فى قالب "خطر" يستطيع ان يغضب الكثيرين او ما هو اكثر بكثير و لنا فى "ايات شيطانية" ، "اولاد حارتنا" و "نائب عزارئيل" اسوه ليست بالحسنة ابدا....و ايضا شجاعه نشر تلك الرواية القصيرة الخطيرة فى اطار طبعة حكومية واسعه التوزيع

تلك القصة التى كتبت فى المانيا الغربية عام ١٩٨١ و التى لا تتجاوز المئة صفحة الا بقليل تحمل مزيج غريب بين المحلية الضاربة فى جذور قرية مصرية منسية و بين عموم و شيوع قضايا البشر بغض النظر عن دين او عرق....بتقنية روائية و محتوى فلسفى و اسلوب الجمل القصيرة المكثفة و الالفاظ المشبعة بنكهة الفكر كان عبد الحكيم قاسم يقدم لنا طرف من خبر الاخرة

دينا نبيل
٢٥ اكتوبر ٢٠١٤

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....