اسم الرواية: الزوج الابدى
تأليف: دوستويفيسكى
ترجمة: محمد ماشتى
عدد الصفحات: ٢٢٢ صفحة
اصدارات المركز الثقافي العربي
التقييم: ٥/٣.٥
الزوج الابدى هى ليست الابلة ولا الجريمة و العقاب بالتاكيد لكنها نوفيلا صغيرة تحمل توقيع دوستويفيسكى الفعلى و العقلى و ان وضعناها في مكانتها تلك سيصلح حكمنا عليها
رواية صغيرة تمسك بتلالبيب فكرة الشغف و الهوس الى اخر حدودها ، علاقة صغيرة مركبة شديدة التعقيد بين فيلتشانيوف و بافيل بافيلوفيتش تتخد منحى عجائبى مجنون طيلة الصفحات بين الحب و الكراهية و الاعجاب و الازدراء و محاولات القتل و القبلات علي الفم في نشوة السكر
يتناول دوستويفيسكى حبكة الزوج المغدور و عشيق الزوجة التى تبدو معتادة حد الابتذال و التى تحولت لفترة ليست بالقصيرة كموضوع مكرر للتمثليات الاذاعية و الروايات المتداولة للتسلية ، ياخدها الروسي العبقرى الى حدودها فينزع الضلع الثالث من العلاقة و هى الزوجة نفسها لنجد الزوج و العشيق في حالة الهوس المتبادل حتى في غياب الابنة مشكوكة النسب بينهم ، و هى رواية توعدك بالنهايات فلا توفي و تشوقك لنقطة التوقف باحداثها الكبيرة لكن تخلي بك
و كالعادة شخصيات دوستويفسيكى اميل لمرض العصاب اكثر من اى شئ فنراها مضطربة متوترة تحمل دائما هموم مرض جسدى في الطريق و اخر عقلى يتربص في لحظات الضعف و هنا "الزوج الابدى" ليست استثناء فحتى شخصياتها الثانوية تميل لهذا الشكل من ابناء افكار دوستويفسيكى .... و في قالبها نجد اثر مسرحى واضح من حيث وحدة النص و المكان و الشخصيات و الجمل الطويلة المتبادلة
و هو في البداية يرسم لنا شخصية "بافيل بافيلوفيتش" كزوج ابدى خالص لا يصلح الا ان يملأ مكانته ك زوج في انتظار محموم لان يخدع ليمارس الاعيب الصفح و الانتقام لكنه لا يقف بها عن تلك الحدود ابدا بل يمتد بها كشخصية ثلاثية الابعاد تحمل هموم و مخاوف و نزوات الجنون المؤقت و ربما حنان ينتظر من يسبغه عليه
و بالمثل نجد دوستويفسيكى يرسم لنا فيلتشانيوف رجل جذاب ، من ابناء الطبقة العليا و في طريقه للانسحاب من وسطه قسرا لدخوله في حدود الافلاس و انتظاره المضنى للحكم في ارث قديم ... و هى نفس التفاصيل التى منحها بلزاك لبطل قصته "الجلد المسحور" بشكل مثير للفضول ، لكن الى ماذا يتجه العبقرى الفرنسي و مقابله الروسي بعد ذلك فأمر مختلف ، فينما يسلط بلزاك على الخيبات المتتالية علي بطله حين يضعه طريق فاوست حيث لعنة الحب و المال ، بينما يتوجه دستويفسكى بطله نحو المرض الجسدى و الهواجس القاتلة فيتوجه بطريق ما الى مصير اكثر اشراقا
لكن ما جعل "الزوج الابدى " اكثر من نوفيلا تحمل اسم مؤلف عبقرى هو دراسة حالة الشغف و الهوس بين البطلين و هم لمن اراد من مؤلفينا الجدد الهام و درس لكيف تصنع علاقة متوترة رائعة بين شخصيات عملك يتذكرك بها القارئ حتى بعد مرور قرنين من الزمن
دينا نبيل
٧ اكتوبر ٢٠١٥
تأليف: دوستويفيسكى
ترجمة: محمد ماشتى
عدد الصفحات: ٢٢٢ صفحة
اصدارات المركز الثقافي العربي
التقييم: ٥/٣.٥
الزوج الابدى هى ليست الابلة ولا الجريمة و العقاب بالتاكيد لكنها نوفيلا صغيرة تحمل توقيع دوستويفيسكى الفعلى و العقلى و ان وضعناها في مكانتها تلك سيصلح حكمنا عليها
رواية صغيرة تمسك بتلالبيب فكرة الشغف و الهوس الى اخر حدودها ، علاقة صغيرة مركبة شديدة التعقيد بين فيلتشانيوف و بافيل بافيلوفيتش تتخد منحى عجائبى مجنون طيلة الصفحات بين الحب و الكراهية و الاعجاب و الازدراء و محاولات القتل و القبلات علي الفم في نشوة السكر
يتناول دوستويفيسكى حبكة الزوج المغدور و عشيق الزوجة التى تبدو معتادة حد الابتذال و التى تحولت لفترة ليست بالقصيرة كموضوع مكرر للتمثليات الاذاعية و الروايات المتداولة للتسلية ، ياخدها الروسي العبقرى الى حدودها فينزع الضلع الثالث من العلاقة و هى الزوجة نفسها لنجد الزوج و العشيق في حالة الهوس المتبادل حتى في غياب الابنة مشكوكة النسب بينهم ، و هى رواية توعدك بالنهايات فلا توفي و تشوقك لنقطة التوقف باحداثها الكبيرة لكن تخلي بك
و كالعادة شخصيات دوستويفسيكى اميل لمرض العصاب اكثر من اى شئ فنراها مضطربة متوترة تحمل دائما هموم مرض جسدى في الطريق و اخر عقلى يتربص في لحظات الضعف و هنا "الزوج الابدى" ليست استثناء فحتى شخصياتها الثانوية تميل لهذا الشكل من ابناء افكار دوستويفسيكى .... و في قالبها نجد اثر مسرحى واضح من حيث وحدة النص و المكان و الشخصيات و الجمل الطويلة المتبادلة
و هو في البداية يرسم لنا شخصية "بافيل بافيلوفيتش" كزوج ابدى خالص لا يصلح الا ان يملأ مكانته ك زوج في انتظار محموم لان يخدع ليمارس الاعيب الصفح و الانتقام لكنه لا يقف بها عن تلك الحدود ابدا بل يمتد بها كشخصية ثلاثية الابعاد تحمل هموم و مخاوف و نزوات الجنون المؤقت و ربما حنان ينتظر من يسبغه عليه
و بالمثل نجد دوستويفسيكى يرسم لنا فيلتشانيوف رجل جذاب ، من ابناء الطبقة العليا و في طريقه للانسحاب من وسطه قسرا لدخوله في حدود الافلاس و انتظاره المضنى للحكم في ارث قديم ... و هى نفس التفاصيل التى منحها بلزاك لبطل قصته "الجلد المسحور" بشكل مثير للفضول ، لكن الى ماذا يتجه العبقرى الفرنسي و مقابله الروسي بعد ذلك فأمر مختلف ، فينما يسلط بلزاك على الخيبات المتتالية علي بطله حين يضعه طريق فاوست حيث لعنة الحب و المال ، بينما يتوجه دستويفسكى بطله نحو المرض الجسدى و الهواجس القاتلة فيتوجه بطريق ما الى مصير اكثر اشراقا
لكن ما جعل "الزوج الابدى " اكثر من نوفيلا تحمل اسم مؤلف عبقرى هو دراسة حالة الشغف و الهوس بين البطلين و هم لمن اراد من مؤلفينا الجدد الهام و درس لكيف تصنع علاقة متوترة رائعة بين شخصيات عملك يتذكرك بها القارئ حتى بعد مرور قرنين من الزمن
دينا نبيل
٧ اكتوبر ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....