الأحد، 15 نوفمبر 2015

الدون الهادئ ج١ تأليف: ميخائيل شولوخوف

اسم الرواية: الدون الهادئ ج١
تأليف: ميخائيل شولوخوف
ترجمة: علي الشوك ، امجد حسين ، غانم حمدون
عدد الصفحات: ٥٠٤ صفحة
اصدارات دار المدى

تظل قراءة الدون الهادئ حلم لكل قارئ يهتم بالادب الروسي ، حلم يهدده التأجيل دائما ربما لحجمها الضخم او لامل بعيد في اوقات اكثر هدوءا ستجعلنا نقرأ رائعه ميخائيل شولوخوف براحة بال ... و تتحدث كاتبة تلك الكلمات كثيرا لولا عدم رغبتها في ضيق للقارئ عن محاولات متعددة للالتزام بقراءة الملحمة الطويلة تلك ، لكن الاشياء الجميلة تحدث لمن ينتظر فتراها اخيرا حلت العقدة

من الصفحات الاولى سيجذبك شولوخوف لعالمه المحكم و الجرئ ، ربما ستتفاجئ من ايجاز قصة القوازقي الاول الذى مزج نسله بالتركية من سرعه تقلبها و ربما توحى -بالشكل الخاطئ- انها رواية اجيال ، لكنك ما ان تصل الى جيل بانتلاى و ابنيه بيوتر و جريجورى ستجد ان الرحال سيحط طويلا فيه و في ذلك العالم السحرى الموازى

بانتلاى الاعرج و بيوتر الهادئ و زوجته الجريئة و جريجورى الذى يصدم قارئه بقصة حب غير تقليدية ابدا ، فبينما يصنع الكاتب عادة قصص حب بريئة لشاب سيذهب للحرب قريبا مع عذراء وفية تنتظره و تمزق قلب المشاهد لبراءتها ، فيربط شولوخوف من البداية جريجورى باكسينيا زوجة الجار سبستيان ، بين الحب الجارف و عامل ضغط المجتمع و الاسرة و واجب الجار يجرى جريجورى و نجرى معه

لكن البدايات رغم جمالها ستظل بدايات و هو ما يصر عليه شولوخوف عندما يضع في المجلد الاول كل هذا الهدوء النفسي و الاستقرار و المشاكل الصغيرة ليضع لنا -دائما- وجه للمقارنة لاحقا عندما تسحق الحرب البعيدة كل شئ في قسوة باردة
***********
في الجزء الاول لن نرى سوى ساحات الدرس القريبة او البعيدة ، انبعاث جلبة الدرس ، صيحات سائقي الخيل ، صفير السياط ، و خشخشة الغرابيل و قد استلقت القرية في دفء ايلول المعتاد و قد اسمنها الحصاد و ارتخى الدون مثل ثعبان ملقي عبر الطريق .... و تحت كل سقف قوازقي دارت حياة حافلة بالحلاوة و المرارة تدوم و منعزلة عن الاخريين

غريشاكا العجوز اصابه البرد و يعانى من اسنانه ، و موخوف ينشب اظفاره في لحيته و قد سحقه العار و احساس الفضيحة ، و ستيبان يهدهد في قلبه حقده علي جريجورى و يمزق في نومه لحافه باصابعه الحديدية ، و تجرى نتاليا في السقيفة ترمى نفسهغ علي كومة الروث و تبكى سعادتها المسحوقة ، و كريستوتا الذى كان باع عجلا في المرض و صرف ثمنه في الشراب يؤنب ضميره ، اكسنيا تبات في حلم بعيد لجريجورى ، و جريجورى نفسه يتأوه لهاجس متكرر
***************
تحتفظ الحرب بقيمتها في المجلد الاول ، هنا لا تزال الحب و الجندية شرف حماية ارض الاجداد ، مازالت لمعة الوسام تسحر ، مازال العدو واضحا و الهدف صريح ، مازلنا نتألم عندما يجرح ذاك و يقتل ذلك و تترمل تلك ... لكن الحال يتبدل حتى قبل انتهاء هذا المجلد عندما تتداخل افكار الشيوعية في كل شئ مثيرة كل انواع الاسئلة عن جدوى الحرب و قتل "رفيق" و ان كان المانيا ... تتسرب ببطئ في الجبهة وصولا الى قلب جريجورى نفسه

و حينها يبدأ شولوخوف في لعبة الكراسي الموسيقية و التباديل المجنونة التى لم نكن نحن قراء المجلد الاول نتوقع -ابدا- انها ستفعل بنا كل ذلك فى رحلة الدون الطويلة البعيدة عن الهدوء

دينا نبيل
٨ اكتوبر ٢٠١٥

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....