اسم الرواية: في بلاط الخليفة
تأليف: محمد ابراهيم
عدد الصفحات: ١٩٨ صفحة
اصدارات دار كيان
التقييم: ٥/٣.٥
ما هو العامل المشترك العجيب بين رواية "في بلاط الخليفة" للرائع محمد ابراهيم و بين رواية "شقيقان" ل ميلتون حاطوم التى ربما لم يقرأها احد في منطقتنا العربية؟ .. هو كل شئ او اللاشئ على حد سواء
الاولى تتحدث عن عمر بن الخطاب و الفتوحات في عهد عمر و الاسلام في ظل عمر ... و الثانية تتحدث عن توأم مختلف الطباع و قصص العائلة بينهم
كثيرا ما تحدثنا عن فكرة رائعة طلت في ذهن المؤلف و اساء تنفيذها كما افسد علينا قنديل "انا عشقت" حين حول القصة الملهمة لفتاة تتجمد في انتظار حبيب تائه في شعب مصر الي مجرد قصة اخرى عن الفساد المصرى و صعود رأس المال ... لكننا هنا نتحدث عن العكس ، حين يمتلك الكاتب فكرة نمطية تقليدية حد الجنون و يحاول بكل ما استطاع من ادوات ان يصنع منها عمل رائع بكل تقلبات الدراما و تكنيك التجزئة و ربما سحر اللغة و الملحوظات الصغيرة الذكية التى لا يراها الا خبير
و نترك حاطوم و قنديل قليلا و نتفرغ ل محمد ابراهيم في روايته الناجحة الاولى ... بداية نبدى مفاجأة سارة ان هذا العمل الهادئ حاز نوع من النجاح التجارى و ان القارئ العربي حين يقدم له نوع حقيقى من الادب يقبل عليه بشغف و ان "الخلطة" التجارية لرواية تحمل اسم غريب و موضوع اغرب مستوحى من افلام السهرة لقنوات الافلام الامريكية نموذج يمكن كسره احيانا و كثيرا ان صممنا
عندما يجد المؤلف نفسه يصمم لرواية عن موضوع كلاسيكى و نمطى لشخصية لم يمل منها خطباء الامة في كل اسبوع .. في كل مرة الحديث عن اسلام عمر ، كيف انفعل حين توفي الله نبيه ، عدل عمر ، كيف انغلق وجه الفتنة في عهد عمر و ربما عن درة عمر او حماره الهزيل في دخوله لبيت المقدس
هنا يلجأ المؤلف لادواته الدرامية منها صنع شخصيات نصف تاريخية تجعله يتحلل من تزمت اللفظ عند الشخصية التاريخية ذاتها و ينجح كثيرا في ذلك في فصلي فتح ايران و مصر عندما ننظر الى الفاتحين الجدد بعيون ابناء تلك الاقطار ، ستلجأ الى اللغة تزيد في التنميق و ابتكار تعبيرات جديدة و تشبيهات بديعية قدر الامكان و لمحات دقيقة منمنمة ربما لا يراها الا خبير ، ستحاول اللجؤ الى طريقة تقطيع المشاهد و الخطوط لمحاولة ايجاد ايقاع للعمل خاصة في مشاهد المعارك الطويلة
و حسن فعل محمد ابراهيم حين اتبع طريقة القفزات الدرامية و التجاوز عن بعض القصة للتركيز و اضاءة الاجزاء الاكثر اهمية للقارئ و الكاتب خاصة في سيرة طويلة محفوظ لاقرب خليفة لقلب المسلمين السنة في العالم
لكن القيد الذى وضعته في يدك حين قررت ان تكتب في سيرة كتلك سيحد من رغبتك في كشف خبايا النفوس و الهواجس و الاحلام و البعد عن تصوير البشر كنماذج درامية ثنائية الابعاد ... و ستكتشف بعد حين انها رواية رائعة التنفيذ عن موضوع جد نمطي ، جد كلاسيكى ، و لن نتجاوز و نقول جد ممل ، و القارئ المتمرس يجد مثال اكثر قسوة لما نتحدث عنه عندما حاول توفيق الحكيم رواية قصة النبي محمد في مسرحية قصيرة اسمها (محمد صلي الله عليه و سلم: سيرة حوارية) حين كان القيد اضيق بكثير فلجأ الحكيم لطريقة القص و اللزق من كتب السيرة مخلف لنا احد اضعف اعماله علي الاطلاق
لكن مؤلفنا الشاب استطاع ان يخرج من معركته مع الكلاسيكية باقل قدر من الخسائر استطاعه ، و ان فعل هذا كله في موضوع ضيق القالب كهذا فلا يسعنا الا الانتظار و الامل حين نراه يكتب عمل لاحق متحرر من القيد الذى وضعه لنفسه
ملحوظة١: الرواية مميزة اكثر لانها تجربتى الاولى مع شراء كتاب عربي شرعي ، عن طريق تطبيق كتبي .. و تفاصيل التجربه ستقدم في مقال لاحق
ملحوظة٢: الرواية اكثر تميزا لانها الكتاب رقم ١٠٠ في القراءة ل عام ٢٠١٥ لكاتبة تلك السطور
دينا نبيل
سبتمبر ٢٠١٥
تأليف: محمد ابراهيم
عدد الصفحات: ١٩٨ صفحة
اصدارات دار كيان
التقييم: ٥/٣.٥
ما هو العامل المشترك العجيب بين رواية "في بلاط الخليفة" للرائع محمد ابراهيم و بين رواية "شقيقان" ل ميلتون حاطوم التى ربما لم يقرأها احد في منطقتنا العربية؟ .. هو كل شئ او اللاشئ على حد سواء
الاولى تتحدث عن عمر بن الخطاب و الفتوحات في عهد عمر و الاسلام في ظل عمر ... و الثانية تتحدث عن توأم مختلف الطباع و قصص العائلة بينهم
كثيرا ما تحدثنا عن فكرة رائعة طلت في ذهن المؤلف و اساء تنفيذها كما افسد علينا قنديل "انا عشقت" حين حول القصة الملهمة لفتاة تتجمد في انتظار حبيب تائه في شعب مصر الي مجرد قصة اخرى عن الفساد المصرى و صعود رأس المال ... لكننا هنا نتحدث عن العكس ، حين يمتلك الكاتب فكرة نمطية تقليدية حد الجنون و يحاول بكل ما استطاع من ادوات ان يصنع منها عمل رائع بكل تقلبات الدراما و تكنيك التجزئة و ربما سحر اللغة و الملحوظات الصغيرة الذكية التى لا يراها الا خبير
و نترك حاطوم و قنديل قليلا و نتفرغ ل محمد ابراهيم في روايته الناجحة الاولى ... بداية نبدى مفاجأة سارة ان هذا العمل الهادئ حاز نوع من النجاح التجارى و ان القارئ العربي حين يقدم له نوع حقيقى من الادب يقبل عليه بشغف و ان "الخلطة" التجارية لرواية تحمل اسم غريب و موضوع اغرب مستوحى من افلام السهرة لقنوات الافلام الامريكية نموذج يمكن كسره احيانا و كثيرا ان صممنا
عندما يجد المؤلف نفسه يصمم لرواية عن موضوع كلاسيكى و نمطى لشخصية لم يمل منها خطباء الامة في كل اسبوع .. في كل مرة الحديث عن اسلام عمر ، كيف انفعل حين توفي الله نبيه ، عدل عمر ، كيف انغلق وجه الفتنة في عهد عمر و ربما عن درة عمر او حماره الهزيل في دخوله لبيت المقدس
هنا يلجأ المؤلف لادواته الدرامية منها صنع شخصيات نصف تاريخية تجعله يتحلل من تزمت اللفظ عند الشخصية التاريخية ذاتها و ينجح كثيرا في ذلك في فصلي فتح ايران و مصر عندما ننظر الى الفاتحين الجدد بعيون ابناء تلك الاقطار ، ستلجأ الى اللغة تزيد في التنميق و ابتكار تعبيرات جديدة و تشبيهات بديعية قدر الامكان و لمحات دقيقة منمنمة ربما لا يراها الا خبير ، ستحاول اللجؤ الى طريقة تقطيع المشاهد و الخطوط لمحاولة ايجاد ايقاع للعمل خاصة في مشاهد المعارك الطويلة
و حسن فعل محمد ابراهيم حين اتبع طريقة القفزات الدرامية و التجاوز عن بعض القصة للتركيز و اضاءة الاجزاء الاكثر اهمية للقارئ و الكاتب خاصة في سيرة طويلة محفوظ لاقرب خليفة لقلب المسلمين السنة في العالم
لكن القيد الذى وضعته في يدك حين قررت ان تكتب في سيرة كتلك سيحد من رغبتك في كشف خبايا النفوس و الهواجس و الاحلام و البعد عن تصوير البشر كنماذج درامية ثنائية الابعاد ... و ستكتشف بعد حين انها رواية رائعة التنفيذ عن موضوع جد نمطي ، جد كلاسيكى ، و لن نتجاوز و نقول جد ممل ، و القارئ المتمرس يجد مثال اكثر قسوة لما نتحدث عنه عندما حاول توفيق الحكيم رواية قصة النبي محمد في مسرحية قصيرة اسمها (محمد صلي الله عليه و سلم: سيرة حوارية) حين كان القيد اضيق بكثير فلجأ الحكيم لطريقة القص و اللزق من كتب السيرة مخلف لنا احد اضعف اعماله علي الاطلاق
لكن مؤلفنا الشاب استطاع ان يخرج من معركته مع الكلاسيكية باقل قدر من الخسائر استطاعه ، و ان فعل هذا كله في موضوع ضيق القالب كهذا فلا يسعنا الا الانتظار و الامل حين نراه يكتب عمل لاحق متحرر من القيد الذى وضعه لنفسه
ملحوظة١: الرواية مميزة اكثر لانها تجربتى الاولى مع شراء كتاب عربي شرعي ، عن طريق تطبيق كتبي .. و تفاصيل التجربه ستقدم في مقال لاحق
ملحوظة٢: الرواية اكثر تميزا لانها الكتاب رقم ١٠٠ في القراءة ل عام ٢٠١٥ لكاتبة تلك السطور
دينا نبيل
سبتمبر ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....