اسم الكتاب: ابراهيم باشا في سوريا
اسم المؤلف: سليمان أبو عز الدين
تقديم و تعليق: لطيف محمد سالم
عدد الصفحات: ٣١١ صفحة
اصدارت دار الشروق
التقييم: ٥/٤
في تاريخ كل الدول فترات اهتم بها المؤرخين و حفظ تفاصيلها العامة و المثقفين غير المتخصصين و هناك دائما فترات مهمة حازت بقدر اقل من الاهتمام و الدراسة تنتظر في جوانب الكتب من يتفرغ لها قليلا و يلقي الضوء علي اهميتها في تحريك مسار الاحداث الاخرى ... و لهذا النوع من الاحداث نحمد الله علي وجود دكتور يونان لبيب رزق خاصة بعد توليه رئاسة مركز الدراسات التاريخية في الشروق
مؤلف الكتاب سليمان ابو عز الدين كاتب شامى يكتب بحياديه و منهج تاريخى ممتعه عن "احتلال" مصرى لبلاده ، و عن شخصية ابراهيم باشا قصيرة العمر شديدة التأثير في تاريخ المنطقة
لكن الممتع حقا ان الكتاب لم يبدأ مباشرة بفترة ١٨٣١ ل ١٨٤١ اى فترة الحكم المصرى للشام ... بل بدأ بمقدمة ممتعه و مفصله ل دكتورة لطيفة محمد سالم تمهد للكتاب و ترسم شكل الساحة الدولية فى عصره
بل ان المؤلف ذاته يبدأ بكيف صعد محمد علي لكرسى المحروسة من الاصل ... و كيف تداخلت خطوط السياسة في ارض مصر من الالفي بك المسافر للانجلترا و الحالم بملك مصر بانفصال عن العثمانيين بقوة الانجليز و بين الرشاوى التى تلقها قبطان باشا الرسول من الاستانه لمصر من السفير الفرنسى لتزكية محمد علي ، و ب احمد باشا احد وزراء العثمانين المار بالصدفة في طريقه للمدينه المنورة و كيف كاد ان ينصب علي كرسى مصر بطريق طرف من الجيش ، بل و كيف في لحظة تساوت قوة حكم العثمانيين بحجمهم بقوه محمد علي الصاعدة
تتصاعد ال"مطامع" المصرية في بلاد الشام الشاملة للسوريا و لبنان و فلسطين بشق اقتصادى و شق امنى عسكرى فى محاوله لحماية مصر من حدودها الشرقية الثغرة الاهم في تاريخها
نتفاجئ ايضا بشكيمة محمد علي امام الدولة العثمانية خاصة قبيل الاجتياح المصري للشام و حصار عكة ... و الفرمان العثمانى بعزل محمد علي كوالى لمصر فنجد ان عزيز مصر كما يحب ان يسميه مؤلفنا يحتجز رسول الاستانه في الميناء ثلاثون يوم بحجه العزل الصحى ثم يستخرج فتوة شرعية بخروج السلطان العثمانى نفسه عن ملة و جواب خلعه ... و نبرر ذلك ربما انه تم في لحظة تاريخية مميزة حين تغرب شمس امبراطورية و تتحداها قوة صاعدة في بداية مجدها
و نرى تفاصيل غابت عنا في حصار ابراهيم باشا علي رأس جيش مصرى صاعد ل عكا ... التى دوخت نابليون باقل من ثلاثة عقود ... و نسمع يوميات الحصار حيه و دقيقة ... نكاد نرى ال٤٥٠٠ جندى في الجيش المصرى مقتول بين مصريين و سودانيين و البان ... ندقق في تفاصيل موقعه الزراعه و شكل تشكيل المدافع التى حسمت المعركة ...
نرى انتصار للقائد الشاب في موقعه قونية حين هزم الجيش العثمانى بضعف العدد و أسر قائده و قتل من الجيش العثمانى ٣٠٠٠ قتيل مقابل خسائر مصرية ب٢٦٢ ، كان انتصار مدوى في انحاء السلطنه و ربما كانت لتكون نهاية مبكرة لرجل اوروبا العجوز ... لكن ليس بالحرب وحدها تسقط الدول فهناك دائما السياسة
خوف انجليزى فرنسى من تقارب بين روسيا و العثمانية ادى لتقارب الحلف الاول للعثمانية و محاربه محمد علي بما استطاعوا لان الجميع اتفق ان الوضع الحالي افضل من المجازفة مع سياسى محنك في اوج مجده
وقائع يرويها المؤلف كانها حيه يلمسها و ليست كلام علي ورق التاريخ الاصفر من كثر الهجران
*************
تنسحب مصر من الاناضول تحت الضغط الاوروبي و تكتفي بمكسب لم تعلم انه مؤقت يتركز في الشام و تكريت ... و في الاول المتضمن سوريا و لبنان و فلسطين يتركز سبب كتابه الكتاب من البداية
تفاصيل اداريه كثيرة عن تعديلات في القضاء و الضرائب و نظام التجنيد تحت الحكم المصرى ، تفاصيل ربما تبدو مملة قليلا لكنها مهمة جدا لمؤلفها و لتأريخ فترة هامه في قصة موطنه
من احتكار الحرير الي التجنيد الاجبارى الي السواحل الي "الفردة" علي الرؤوس حتى علي المسلمين بعد سنوات من فرضها ك جزية علي اهل الكتاب ،و بعد التلاعب في سعر العمله و بالتاكيد نزع سلاح الاهالى قسرا رغم العادات الاحتماعية التى توجب حمل سلاح ك نوع من العزوة و حماية الشرف .. في العموم لم يكن تقبل اهل الشام لاجراءات محمد علي كما كان اهل مصر من تحت الحكم المباشر و سيطرة سياسية و عسكرية استطاعت دائما ان تقضي علي الاحتجاج في مهده ... لذا فكان شعب الشعب لا مدافعه هو سبب فشل الحملة بعد مرور عقد علي النصر
ثورة تلو الاخرى و هوجة وراء التاليه في مدن الشام الواسعه من القدس الي صفد ، من من نابلس الي الخليل و الكرك ، و من دمشق الي طرابلس الي النصيرية ، و من بيروت ل بعلبك ... و كل نجاح صغير لمدينة تشجع الاخرى و كل قتيل في معركة يولد ثأر في المدينة المجاورة .. و مع اجراء اخطاء كنزع سلاح اللبنانين و تسليح الدروز بالاضافه لتحريض الدولة العثمانية قضي علي الحلم المصرى القديم في بسط النفوذ وراء سينا
بعد الاتفاق الاوروبي التركى مع المصريين قرر محمد علي ان الانسحاب من الشام مقابل استمرار نسله في الحكم حل سياسى يرضي قليل من طموحه الطاغي
كان التواجد المصرى احتلال بالمعنى الحديث لكنه كان لسبب ما بداية نهضة حضاريه في المدن و القري المطمئنه في الشام في شكل الحكم و في العلم و في حتى اثارة التطلع للاستقلال
و لمرات كثيرة نشكر دكتور لطيفة محمد سالم في القاء النور علي شخصية ابراهيم باشا الذى تمثل للمصريين بصورة الفاتح لدرجة منعت حتى ثورة يوليو من التفكير في ازاله تماثله الذي ربما نسى المصريين الان سبب بناءه
دينا نبيل
اغسطس ٢٠١٥
اسم المؤلف: سليمان أبو عز الدين
تقديم و تعليق: لطيف محمد سالم
عدد الصفحات: ٣١١ صفحة
اصدارت دار الشروق
التقييم: ٥/٤
في تاريخ كل الدول فترات اهتم بها المؤرخين و حفظ تفاصيلها العامة و المثقفين غير المتخصصين و هناك دائما فترات مهمة حازت بقدر اقل من الاهتمام و الدراسة تنتظر في جوانب الكتب من يتفرغ لها قليلا و يلقي الضوء علي اهميتها في تحريك مسار الاحداث الاخرى ... و لهذا النوع من الاحداث نحمد الله علي وجود دكتور يونان لبيب رزق خاصة بعد توليه رئاسة مركز الدراسات التاريخية في الشروق
مؤلف الكتاب سليمان ابو عز الدين كاتب شامى يكتب بحياديه و منهج تاريخى ممتعه عن "احتلال" مصرى لبلاده ، و عن شخصية ابراهيم باشا قصيرة العمر شديدة التأثير في تاريخ المنطقة
لكن الممتع حقا ان الكتاب لم يبدأ مباشرة بفترة ١٨٣١ ل ١٨٤١ اى فترة الحكم المصرى للشام ... بل بدأ بمقدمة ممتعه و مفصله ل دكتورة لطيفة محمد سالم تمهد للكتاب و ترسم شكل الساحة الدولية فى عصره
بل ان المؤلف ذاته يبدأ بكيف صعد محمد علي لكرسى المحروسة من الاصل ... و كيف تداخلت خطوط السياسة في ارض مصر من الالفي بك المسافر للانجلترا و الحالم بملك مصر بانفصال عن العثمانيين بقوة الانجليز و بين الرشاوى التى تلقها قبطان باشا الرسول من الاستانه لمصر من السفير الفرنسى لتزكية محمد علي ، و ب احمد باشا احد وزراء العثمانين المار بالصدفة في طريقه للمدينه المنورة و كيف كاد ان ينصب علي كرسى مصر بطريق طرف من الجيش ، بل و كيف في لحظة تساوت قوة حكم العثمانيين بحجمهم بقوه محمد علي الصاعدة
تتصاعد ال"مطامع" المصرية في بلاد الشام الشاملة للسوريا و لبنان و فلسطين بشق اقتصادى و شق امنى عسكرى فى محاوله لحماية مصر من حدودها الشرقية الثغرة الاهم في تاريخها
نتفاجئ ايضا بشكيمة محمد علي امام الدولة العثمانية خاصة قبيل الاجتياح المصري للشام و حصار عكة ... و الفرمان العثمانى بعزل محمد علي كوالى لمصر فنجد ان عزيز مصر كما يحب ان يسميه مؤلفنا يحتجز رسول الاستانه في الميناء ثلاثون يوم بحجه العزل الصحى ثم يستخرج فتوة شرعية بخروج السلطان العثمانى نفسه عن ملة و جواب خلعه ... و نبرر ذلك ربما انه تم في لحظة تاريخية مميزة حين تغرب شمس امبراطورية و تتحداها قوة صاعدة في بداية مجدها
و نرى تفاصيل غابت عنا في حصار ابراهيم باشا علي رأس جيش مصرى صاعد ل عكا ... التى دوخت نابليون باقل من ثلاثة عقود ... و نسمع يوميات الحصار حيه و دقيقة ... نكاد نرى ال٤٥٠٠ جندى في الجيش المصرى مقتول بين مصريين و سودانيين و البان ... ندقق في تفاصيل موقعه الزراعه و شكل تشكيل المدافع التى حسمت المعركة ...
نرى انتصار للقائد الشاب في موقعه قونية حين هزم الجيش العثمانى بضعف العدد و أسر قائده و قتل من الجيش العثمانى ٣٠٠٠ قتيل مقابل خسائر مصرية ب٢٦٢ ، كان انتصار مدوى في انحاء السلطنه و ربما كانت لتكون نهاية مبكرة لرجل اوروبا العجوز ... لكن ليس بالحرب وحدها تسقط الدول فهناك دائما السياسة
خوف انجليزى فرنسى من تقارب بين روسيا و العثمانية ادى لتقارب الحلف الاول للعثمانية و محاربه محمد علي بما استطاعوا لان الجميع اتفق ان الوضع الحالي افضل من المجازفة مع سياسى محنك في اوج مجده
وقائع يرويها المؤلف كانها حيه يلمسها و ليست كلام علي ورق التاريخ الاصفر من كثر الهجران
*************
تنسحب مصر من الاناضول تحت الضغط الاوروبي و تكتفي بمكسب لم تعلم انه مؤقت يتركز في الشام و تكريت ... و في الاول المتضمن سوريا و لبنان و فلسطين يتركز سبب كتابه الكتاب من البداية
تفاصيل اداريه كثيرة عن تعديلات في القضاء و الضرائب و نظام التجنيد تحت الحكم المصرى ، تفاصيل ربما تبدو مملة قليلا لكنها مهمة جدا لمؤلفها و لتأريخ فترة هامه في قصة موطنه
من احتكار الحرير الي التجنيد الاجبارى الي السواحل الي "الفردة" علي الرؤوس حتى علي المسلمين بعد سنوات من فرضها ك جزية علي اهل الكتاب ،و بعد التلاعب في سعر العمله و بالتاكيد نزع سلاح الاهالى قسرا رغم العادات الاحتماعية التى توجب حمل سلاح ك نوع من العزوة و حماية الشرف .. في العموم لم يكن تقبل اهل الشام لاجراءات محمد علي كما كان اهل مصر من تحت الحكم المباشر و سيطرة سياسية و عسكرية استطاعت دائما ان تقضي علي الاحتجاج في مهده ... لذا فكان شعب الشعب لا مدافعه هو سبب فشل الحملة بعد مرور عقد علي النصر
ثورة تلو الاخرى و هوجة وراء التاليه في مدن الشام الواسعه من القدس الي صفد ، من من نابلس الي الخليل و الكرك ، و من دمشق الي طرابلس الي النصيرية ، و من بيروت ل بعلبك ... و كل نجاح صغير لمدينة تشجع الاخرى و كل قتيل في معركة يولد ثأر في المدينة المجاورة .. و مع اجراء اخطاء كنزع سلاح اللبنانين و تسليح الدروز بالاضافه لتحريض الدولة العثمانية قضي علي الحلم المصرى القديم في بسط النفوذ وراء سينا
بعد الاتفاق الاوروبي التركى مع المصريين قرر محمد علي ان الانسحاب من الشام مقابل استمرار نسله في الحكم حل سياسى يرضي قليل من طموحه الطاغي
كان التواجد المصرى احتلال بالمعنى الحديث لكنه كان لسبب ما بداية نهضة حضاريه في المدن و القري المطمئنه في الشام في شكل الحكم و في العلم و في حتى اثارة التطلع للاستقلال
و لمرات كثيرة نشكر دكتور لطيفة محمد سالم في القاء النور علي شخصية ابراهيم باشا الذى تمثل للمصريين بصورة الفاتح لدرجة منعت حتى ثورة يوليو من التفكير في ازاله تماثله الذي ربما نسى المصريين الان سبب بناءه
دينا نبيل
اغسطس ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....