اسم الرواية: اعترافات قناع
تأليف: يوكو ميشيما
ترجمة: اسامة الغزولى
عدد الصفحات: 173 صفحة
اصدارات دار التنوير
الرواية باقصى درجات الذاتية لدرجة ان الحدث الخارجى عن الشخصية و افكارها الغريبة و عالمها المختلف تبدو للقارئ ثانوية , استثناء من قاعدة الاختلاف ...و هى غير معتنى بها اصلا مهما كبرت او زادت اهميتها
وحدها الافكار, الظنون, الاحلام, المخاوف فى تلك الرواية هى محط الاهتمام و هى عموما جديرة بهذا الاهتمام
و المؤلف يمتلك قدرة ممتعة على استخدام التشبيهات المبتكرة فيرى الحزن فى الجمال و لا يرى فى الثلوج البيضاء حين تتساقط من سماء صباح طوكيو الا ضماد ابيض يغطى جروح مدينته المرهقة
الاجزاء الاولى من العمل بمثابة بانوراما للشذوذ...و الامر هنا لا يتعلق باستخدام الاعضاء الجنسية فقط بل فى الاختلاف التام تقريبا فى طريقة التفكير و تفسير الاشياء و التصرفات , و هى صادقة دقيقة مصممة بعناية لدرجة تجعلنا نصدق انها مذكرات فعلية لشخصية غير اجتماعية متوسطة الثراء ذات طرق ملتوية فى الخيال , و الامر يمتد احيانا الى تفاصيل "قذرة" او شهوانية مباشرة يتحدث عنها بطلها بمنتهى البساطة و فيها يبدو اهمية تيار الوعى الذى استخدمه يوكيوميشيما و عدم قدرة طريقة الحكى الكلاسيكية على تلبية ما يتطلبه العمل
حب متأصل للمأساوية و علامات صغيرة فى الطريق عن مازوخية و سادية تتكون فى عالم يقدم العناء بالمجان..و احلام صبانية احيانا و مختلة كثيرا
و اضطرابات من عجز عن الخروج من الطفولة او الدخول الى الشباب , من صار حبيسا فى الاحلام و الخيالات و شعر بما يحثه على ان يبدأ العيش فعلا و ان كان متنكرا
ولان الانسان يرهب من الاختلاف فدفع يوكيوميشيما بطله الى دراسة المرأة لعله يجد فيها ما يرجعه الى القاعدة العامة لشباب سنه و فى مشهد مصمم بعناية نرى بطلنا الصغير فى رحلة عودته من المدرسة ينظر نظرات مدروسة مصطنعة سريعه التعب الى فتاة تنظر بلا مبالاة الى الشارع بينما يكاد يحطم مجهوده نظرات حتمية خانقة قاهرة للسائق الشاب الرياضى ...و ربما بهذا المشهد وحده يظهر ما اراد ت القصة روايته
انسان يضع قناع محكم فوق ذاته الحقيقة لدرجة انه تحول الى مجرد قناع فى النهاية
دينا نبيل
يوليو 2015
تأليف: يوكو ميشيما
ترجمة: اسامة الغزولى
عدد الصفحات: 173 صفحة
اصدارات دار التنوير
الرواية باقصى درجات الذاتية لدرجة ان الحدث الخارجى عن الشخصية و افكارها الغريبة و عالمها المختلف تبدو للقارئ ثانوية , استثناء من قاعدة الاختلاف ...و هى غير معتنى بها اصلا مهما كبرت او زادت اهميتها
وحدها الافكار, الظنون, الاحلام, المخاوف فى تلك الرواية هى محط الاهتمام و هى عموما جديرة بهذا الاهتمام
و المؤلف يمتلك قدرة ممتعة على استخدام التشبيهات المبتكرة فيرى الحزن فى الجمال و لا يرى فى الثلوج البيضاء حين تتساقط من سماء صباح طوكيو الا ضماد ابيض يغطى جروح مدينته المرهقة
الاجزاء الاولى من العمل بمثابة بانوراما للشذوذ...و الامر هنا لا يتعلق باستخدام الاعضاء الجنسية فقط بل فى الاختلاف التام تقريبا فى طريقة التفكير و تفسير الاشياء و التصرفات , و هى صادقة دقيقة مصممة بعناية لدرجة تجعلنا نصدق انها مذكرات فعلية لشخصية غير اجتماعية متوسطة الثراء ذات طرق ملتوية فى الخيال , و الامر يمتد احيانا الى تفاصيل "قذرة" او شهوانية مباشرة يتحدث عنها بطلها بمنتهى البساطة و فيها يبدو اهمية تيار الوعى الذى استخدمه يوكيوميشيما و عدم قدرة طريقة الحكى الكلاسيكية على تلبية ما يتطلبه العمل
حب متأصل للمأساوية و علامات صغيرة فى الطريق عن مازوخية و سادية تتكون فى عالم يقدم العناء بالمجان..و احلام صبانية احيانا و مختلة كثيرا
و اضطرابات من عجز عن الخروج من الطفولة او الدخول الى الشباب , من صار حبيسا فى الاحلام و الخيالات و شعر بما يحثه على ان يبدأ العيش فعلا و ان كان متنكرا
ولان الانسان يرهب من الاختلاف فدفع يوكيوميشيما بطله الى دراسة المرأة لعله يجد فيها ما يرجعه الى القاعدة العامة لشباب سنه و فى مشهد مصمم بعناية نرى بطلنا الصغير فى رحلة عودته من المدرسة ينظر نظرات مدروسة مصطنعة سريعه التعب الى فتاة تنظر بلا مبالاة الى الشارع بينما يكاد يحطم مجهوده نظرات حتمية خانقة قاهرة للسائق الشاب الرياضى ...و ربما بهذا المشهد وحده يظهر ما اراد ت القصة روايته
انسان يضع قناع محكم فوق ذاته الحقيقة لدرجة انه تحول الى مجرد قناع فى النهاية
دينا نبيل
يوليو 2015
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....