اسم الرواية: الجلد المسحور
تأليف: بلزاك
ترجمة: فريد انطويوس
عدد الصفحات: ٤١٩ صفحة
اصدارات دار عويدات
التقييم: ٥/٣
بلزاك مؤلف الملهاة الانسانية كثيرة الاجزاء و الشهيرة عالميا رغم محليتها التى لا تتواري يهدى لنا احد فصولها في روايته "جلد الحمار الوحشى" الذي شاء مترجمنا العربي ان يحولها الي "الجلد المسحور" بتبرير ان العنوان الاصلي لا يهم القارئ في شئ و ان التسمية التى اختارها تتماشى مع العمل ليضرب لنا مصدقيته -رغم مستوى الترجمة المميز- من اول صفحة و يجعلنا نقف لنقارن ترجمتنا للعربية باللغات الاخرى
كاتبة تلك الكلمات تؤمن بخلود العمل الفنى و ان "الحمار الذهبي" صالحة للقراءة حتى عصرنا ، لكنها تشكك في استمتاع جمهور اليوم فعلا برواية الجلد المسحور... فهى بوتقة لافكار الكاتب السياسية و رؤيته لباريس تلك الايام و في بعض الاوقات بتفاصيل لا تهم القارئ الا في اطار التاريخ ، و لكننا قطعنا نشير الى خلود بعض اجزاءها في نماذج الصحفى المترشى و السياسى الفاسد و المعارضة الهشة و منادو الحريات المأجورين و الخطب الجوفاء ... و هى نماذج درامية ربما يتأفف منها الادب الحديث لانه لا يتوانى ابدا عن استخدامها
****************
لكن عيب الجلد المسحور يتركز في ٣ خصائص اولهم انها تعيد مناقشة تسليم الانسان لقوى اعلي و تعاقد الانسان للحصول علي مجد مقابل حياته و هو نفس مواضيع فاوست -التى اشار لها بلزاك اكثر من مرة في متن العمل- و صورة ديوران جراى و لكن بدون بريق تفرد تلك الاعمال لذا فهى ليست اختيارنا الاول عندما نتحدث عن رهان الانسان بحياته
و التانى انها متوقعة جدا تنعدم فيها المفاجأت و التواءات الدراما التى صنعت لفن الرواية روحه و هى تسير كقطار دقيق المواعيد لا تحيد ولا تصدمنا حتى في نهايتها
و الثالثة ان اسلوب السرد فيها يميل الى الاسهاب الى حدود الجنون و هى تقول في ٤٠٠ صفحة ما كان ممكن ان يقال في اقل من المائتين ، و ان جملة حوارية لاحد ابطالها استمرت ثمانية صفحات دون انقطاع
****************
لكنها وسط كلاسيكيتها الموجعة تتألق احيانا مثلا عندما يصف لنا بلزاك حارس المعاطف علي باب نادى القمار ، فيصف لنا رجل ارهقته المقامرة دهرا لحد انه لا يتفاجئ من شئ ولا امل لديه لشئ و ربما بقي له بعد مجد بعيد لا يحكى عنه استمتاعه برؤية رجال جديدة تسقط في الشباك مثله .... و حين يضع بلزاك بطله وسط محل للتحف و الانتيكات فيروى من خلال عينيه و ذلك الموقف البسيط تاريخ الانسانية الحضارية برمته كل حقبه ممثله في قطعة ما
و ربما لتلك اللمحات وحدها نتطلع الى قراءة اكثر في احوال باريس ذلك العصر التى جمعها يومها و اسماها الملهاة الانسانية للعظيم دائما و ابدا بلزاك
دينا نبيل
٢ سبتمبر ٢٠١٥
تأليف: بلزاك
ترجمة: فريد انطويوس
عدد الصفحات: ٤١٩ صفحة
اصدارات دار عويدات
التقييم: ٥/٣
بلزاك مؤلف الملهاة الانسانية كثيرة الاجزاء و الشهيرة عالميا رغم محليتها التى لا تتواري يهدى لنا احد فصولها في روايته "جلد الحمار الوحشى" الذي شاء مترجمنا العربي ان يحولها الي "الجلد المسحور" بتبرير ان العنوان الاصلي لا يهم القارئ في شئ و ان التسمية التى اختارها تتماشى مع العمل ليضرب لنا مصدقيته -رغم مستوى الترجمة المميز- من اول صفحة و يجعلنا نقف لنقارن ترجمتنا للعربية باللغات الاخرى
كاتبة تلك الكلمات تؤمن بخلود العمل الفنى و ان "الحمار الذهبي" صالحة للقراءة حتى عصرنا ، لكنها تشكك في استمتاع جمهور اليوم فعلا برواية الجلد المسحور... فهى بوتقة لافكار الكاتب السياسية و رؤيته لباريس تلك الايام و في بعض الاوقات بتفاصيل لا تهم القارئ الا في اطار التاريخ ، و لكننا قطعنا نشير الى خلود بعض اجزاءها في نماذج الصحفى المترشى و السياسى الفاسد و المعارضة الهشة و منادو الحريات المأجورين و الخطب الجوفاء ... و هى نماذج درامية ربما يتأفف منها الادب الحديث لانه لا يتوانى ابدا عن استخدامها
****************
لكن عيب الجلد المسحور يتركز في ٣ خصائص اولهم انها تعيد مناقشة تسليم الانسان لقوى اعلي و تعاقد الانسان للحصول علي مجد مقابل حياته و هو نفس مواضيع فاوست -التى اشار لها بلزاك اكثر من مرة في متن العمل- و صورة ديوران جراى و لكن بدون بريق تفرد تلك الاعمال لذا فهى ليست اختيارنا الاول عندما نتحدث عن رهان الانسان بحياته
و التانى انها متوقعة جدا تنعدم فيها المفاجأت و التواءات الدراما التى صنعت لفن الرواية روحه و هى تسير كقطار دقيق المواعيد لا تحيد ولا تصدمنا حتى في نهايتها
و الثالثة ان اسلوب السرد فيها يميل الى الاسهاب الى حدود الجنون و هى تقول في ٤٠٠ صفحة ما كان ممكن ان يقال في اقل من المائتين ، و ان جملة حوارية لاحد ابطالها استمرت ثمانية صفحات دون انقطاع
****************
لكنها وسط كلاسيكيتها الموجعة تتألق احيانا مثلا عندما يصف لنا بلزاك حارس المعاطف علي باب نادى القمار ، فيصف لنا رجل ارهقته المقامرة دهرا لحد انه لا يتفاجئ من شئ ولا امل لديه لشئ و ربما بقي له بعد مجد بعيد لا يحكى عنه استمتاعه برؤية رجال جديدة تسقط في الشباك مثله .... و حين يضع بلزاك بطله وسط محل للتحف و الانتيكات فيروى من خلال عينيه و ذلك الموقف البسيط تاريخ الانسانية الحضارية برمته كل حقبه ممثله في قطعة ما
و ربما لتلك اللمحات وحدها نتطلع الى قراءة اكثر في احوال باريس ذلك العصر التى جمعها يومها و اسماها الملهاة الانسانية للعظيم دائما و ابدا بلزاك
دينا نبيل
٢ سبتمبر ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....