السبت، 8 نوفمبر 2014

الانجيل يرويه المسيح ل سارامجو

رواية : الانجيل يرويه المسيح
تأليف: جوزية سارامجو
عدد الصفحات: ٤٠٠ صفحة
ترجمة: سهيل نجم
التقييم: ٥/٣

"ان الله لا يغفر لنا عن الذنوب التى جعلنا نقترفها" اذا اخذت برأيى فتلك الجملة الوصفية القصيرة التى وردت بين افكار "يوسف" راكعا على ركبته باكيا بعد ان سرق قوته هى تلخيص لرأى سارامجو عن الدين برمته

تطارد فكرة "قتل الاطفال" سارامجو بقسوة ، لا يغفر لمن يسمح بها و ان كان مقدسا عند غيره...ترى فى "الانجيل يرويه المسيح" بوادر الفكرة التى سيبنى عليها بعدها بسنوات طويلة رواية سارامجو الاخيرة قبل ان يموت "قايين" ، قتل اطفال بيت لحم على يد جنود الملك او اطفال عمورة.....سارامجو لا يغفر ، بل انه يكرس انتقامه بسلاحة الوحيد الذى يملكه.....أدبه و رواياته

فكرة اخرى شغلت ذهن البرتغالى المجنون لسنوات و لم يستطع الفكاك منها الا و هى القاعدة التوراتية عن ذنب الاباء الذى يتحمله الابناء ، فكرة طالما ابرز "جنونها" سارامجو كلما سنحت له الفرصة سواء فى الانجيل يرويه المسيح او قايين او حتى قصة حصار لشبونة التى اصنفها ك رواية "نصف" تاريخيه
********************
اذا كان "الاله" فى ادب نجيب محفوظ -اولاد حارتنا نموذجا- هى شخصية سلبية لا تتدخل كثيرا سوى باشارة بين جيل و اخر ، يغلق عليه بابه و يتساءل الناس و يتشككون فى وجوده لولا ايمان باهت على شمعه أمل وحيدة....ف"الاله" فى ادب نظير نجيب البرتغالى مختلف ، ف"الاله" هنا شخصية فعالة و نشطة لكنها تلعب دور -يمكن ان نصنفه- شرير ، فتداخلاته كثيرة لكن لا ينتج عنها سوى الشر بشكل او بأخر

ربما تلعب عقيدة سارامجو كملحد دور كبير فى علاقته ب"الدين" و "الاله" فى ادب و لا يتضح ذلك اكثر من "الانجيل يرويه المسيح" و بعدها بسنوات طوال "قايين" و التطور بين العملين يحتاج دراسة ادبية لا محل لها هنا
*********************
يرفع جوزية ساتر الزمن -فى حوار متخيل بين يسوع و الاله فى حضور الشيطان- امام يسوع ليريه نواتج رسالته التى سيدفع ثمنها عمره ، يريه المذابح للذين يقدسونه و المذابح التى ارتكبها من يقدسونه ، من مات -رجما و صلبا و سحلا و غرقا و  خنقا و حرقا و على الخازوق - من اجله ، و من مات حيا فى دير و عزله باسمه ، سيريه محاكم التفتيش و اجراءاتها

مشهد قد يبدو مبتذلا اذا كتب بيد غير يد سارامجو ، و يمكن نقده بالنقد "التقليدى" انه مباشر و مقصود  و ربما يصلح لمقال اكثر من قالب الرواية....و ربما ذلك كله صحيح لكنى كعاداتى ابدى تحيز لصالح البرتغالى المبتكر
*********************
تلك الرواية التى بدأت بداية ساحرة فى اطناب ممتع يصف لنا سارامجو لوحة صلب المسيح بتفاصيلها الدقيقة جدا و فى صفحات طويلة متتاليه يجسد فيها شخصيات العمل الذى سنتربط بها بوجه جديد و مختلف عن صورتهم التقليدية فى الاناجيل المعتادة ، و التى تنتهى نهاية عادية ليست -بالتاكيد- بثوريه نهاية الرواية التوأم لها "قايين"
*********************
ببساطة...لا يغفر سارامجو لمن يقتلون الاطفال .....او يجففوا شجرات التين

٥ نوفمبر ٢٠١٤

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....