الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

حوليات104: وعاظ السلاطين على الوردى

 وعاظ السلاطين على الوردى
272 صفحة
وعاظ السلاطين


لعن الله السياسة وساس ويسوس وسائس ومسوس، وكل ما اشتق من السياسة فإنها ما دخلت شيئًا إلا أفسدته...هكذا قيل على لسان حكيم -هو الشيخ محمد عبده- فى يوم ما على قطعة من ارض الله الواسعة

و هكذا يثبت لك الوردى طيلة الكتاب فهو يبين لك ببساطة و اقناع و اساليبه المنطقية ليريك ما تفعله السياسة حين تختلط بالدين و الوعظ

اخبرنى احد الاصدقاء ان على الوردى قد خدع القارئ باسم الكتاب...و اعتقد ان صديقى محق بدرجة ليست بالقليلة لان موضوع وعاظ السلاطين ذاته خالصا لم يتعدى الفصول الثلات الاولى ثم يتخذ على الوردى هذا المبدأ كمنطلق ليروى فيه نسخته الخاصه من التاريخ الاسلامى و العربى حيث لا يكتفى بسرد الاحداث انما يفعل ما فعله قبله العقاد و طه حسين حين اعملوا عقولهم ليكون التاريخ تحليلا و نقاش و ليس مجرد تواريخ و احداث
**************************
و اذا كنت قد قرأت كتابى "لصوص الله ل عبد الرزاق الجبران" و كتاب "الحقيقة الغائبة ل فرج فودة" و اعجبت باحدهما او كلاهما...فاعتقد ان كتاب وعاظ السلاطين سيكون كتابك المفضل القادم

ان كنت من هواه كتب السلفييه من نوعية "الناهية فى سب امير المؤمنين معاوية" و ان كنت من المؤمنين ان الشيعة هما جنس اخر من البشر لا يستحق حتى لقب الاسلام , و ان كنت من محبى التاريخ التقليدى فاعلم ان هذا
الكتاب ليس افضل ما ستقرأ بل و قد تكره على الوردى بسببه

فعلى الوردى ببساطة يسحب القدسية و عباءة الدين و هاله العصمة من حول التاريخ العربى و الاسلامى ليناقش و يفكر و يربط الاحداث ...و من الطبيعى الا يعجب الكثيرين بتلك الطريقة فهى تلغى عامل الجاذبية الارضية من
لمسلمات ليجعلك كرواد الفضاء دائخ لكن حر طليق

و ينحاز على الوردى عادة ضد التأريخ النمطى و طرقه المعتادة فى التصنيف البدائى بين الخير و الشر



*************************
بعض الفصول تتناول تلك العلاقة التاريخية شديدة التعقيد بين الثورة و الدولة...اما الدين فيعمل كعامل للثقل غالبا فاما ان ينحاز لجانب الثورة فتصير الثورة الاسلامية ضد الظالمين او ينحاز -كمعظم الاحوال- الى جانب الدولة فتصير "هوجة الصعاليك" ضد الملك الشرعى او ثورة الخوارج على الدين الحنيف



*************************
و يقدم الكاتب ايضا معادلة رائعة للتوفيق بين السنه و الشيعة مزود الكاتب باسباب الشقاق الاصلى...فكما يقول الانجيل "فى البدء كانت الكلمة" ففى قصتنا بين السنه و الشيعة نستطيع ان نقول ان: فى البدء كانت السياسة

الشقاق السياسى و ما اتبعه من شقوق عميقة اخدت فى التعاظم بين الاجيال و نشأت العادات الاجتماعية عبر العصور لتخلق ما لم يكن متواجد فى البدء
************************
اجمل ما فى الكتاب انى استفدت منه كم هائل من الكتب الاخرى التى سأبدء بها لتكمل لى الصورة و منها كتب سيد قطب عن العدالة الاجتماعية مثلا و كتب طه حسين عن الفتنة الكبرى و ضحى الاسلام ل احمد امين باجزائه الثلاث و كتب اخرى

كتاب ثرى ...من ذلك النوع الذى سيجبرك على التفكير و الاطلاع 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....