الاثنين، 15 يوليو 2013

حوليات15:الصوفية و أنا

مش بس لانه اسبوع الروحانيات على حوليات لكن لان التصوف بقى جزء من روحى مؤخرا من غير ما احس..يمكن اكون مش فاهمها بشكل تام و يقف اكتر من مصطلح عقبه فى طريقى..لكن بشكل ما صاروا جزء من وجدانى..

دايما بحس اننا محتاجين لمحات الصوفية فى الروح..و لمسات السلفيه فى العبادات..و روح مصر الاصيله فى التصرفات و مش محتاجين الاخوان فى اى حاجة خالص :)

لمحات الصوفية دى بتحمى العبادات من النمطية و التكرار اللى بينزع القدسيه..الصوفية هى حل لقتل "خطف صلاة العصر" ...لانها مش بتعمد على حاسبات الحسنات لا بتعمد على انك تندمج مع اللى خلقك ومع المخلوقات التانية
***********************
و على الرغم من فذلكته احيانا الا انى مستمتعه جدا ببرنامج يوسف زيدان فى رمضان على دريم و خاصه لما قال : "و يجى واحد يادوب بيفك الخط يقرا كلمتين فى كتاب صوفية مسمعش الكلام ده قبل كده ولا درسه فيقول ده كلام غريب و كفر" ايوه يا استاذ يوسف اهو انا عندى نفسى المشكلة دى برضه

لما بتكلم عن الصوفية بحب و اتصدم بالناس اللى بتكفرهم بتلخبط و مش بعرف ارد , عموما فى قاعدة عامه انك كل ما عرفت عن موضوع تفاصيل اكتر كل ما بقى صعب تلخيصه او زى ما قال "النفرى" احد الاباء الروحانين للصوفية: "كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة"

افهم الناس ازاى الحب؟ هو حب شمس التبريزى يتفهم؟ ولا كلام جلال الرومى يتشرح؟ولا شعر ابن عربى و نجم الدين الكبرى و الحلاج يتفصص و يتعمل فيه مذاكرات ليله امتحان؟ لا طبعا...اذا كان الحب ما يتحسش يبقى ايه اللى يتحس 
**********************
بحاول افتكر بدايات علاقتى بالصوفية فأفشل....امممم يمكن كانت البداية شعر الحلاج؟اظن ممكن ...و على ذاكرة السمكة التى امتلكها كانت البداية فى اغنية 

http://www.youtube.com/watch?v=VJFH-UidZUs&feature=player_embedded
الـــعَيْـنُ تُبـْـصِرُ مَن تَهْوَى وتَفقده
ونَاظِرُ القَلْبِ لا يَخْلُو مِـــن الـنَظَر
إن كَانَ لَيْسَ مَعْى فَالذِكرُ مِنهُ مَعْي
يَرَاهُ قَلْبِى وإنّ غَابَ عَنْ بَصَرِى
الوَجْدُ يُطربُ مَن فِي الوَجْدِ رَاحتٌ
والوَجْدُ عِنْدَ وُجُودِ الحَقِّ مَفَقُود
 قَدْ كَانَ يُوحِشُني وَجدْي ويُؤنِسُني
 لِرُؤيةِ وَجْدِ مَن فِي الوَجْدِ موجود


يومها اعجبت باللحن اولا...الحان و غناء عيسى بولص و باسل زايد كانت ببساطة عبقرية...ربما فقط فى المره التاسعه اللى ابتديت اسمع فيها الكلمات فعلا...و كعادتى -التى طورتها لاحقا- مع الحلاج اذهلنى فى سمو كلماته...تأخذك دون ان تدرى الى عالم خيالى تكاد تلمس فيه النجوم....و تتوالى الاغانى و يتوالى الشعر مع حلاجى انا...الى ان اصل الى مأساته
***********************
كانت قراءتى لمسرحية "مأساة الحلاج" للممتع صلاح عبد الصبور نقطة تحول سواء على صعيد السياسة او الصوفية:

اذا وليتم لا تنسوا ان تضعوا خمر السلطه فى اكواب العدل...قالها الحلاج فصلبوه ,لم يأخذوه بحديث الصوفيه و الحب الالهى كما ادعوا و انقدوا القطع الذهبيه فى ايدى الفقراء ليشيروا فاسق زنديق كافر بل اخدوه فى حديث القحط و الظلم و الملك و الفقر ..قتلوه بالكلمات و قتلوه من احبوه بان تركوه و قتله الظلم بدم بارد و سلطه دينيه ,قتله الحب بيد و قتلته الكراهيه بيد

ممتعه و قاسيه على قلبى و كأنى بصلاح عبد الصبور ينزف لا يكتب...خمسه نجوم و رب الكعبه ..استطاع صلاح عبد الصبور ان يجعل الحلاج مناره لكل ما يريد قوله فى السياسه فلا تشغل بالك بقصه الحلاج الحقيقيه بل استمتع بعذاب و نزيف صلاح عبد الصبور و فكر و كفى


و اتبعه بديوان الطواسين للحلاج ثم "تجليات الحلاج" ليوسف زيدان ايضا
***************************
و تستمر الرحلة الى ان نصل للعام السابق و مسلسل "الخواجة عبد القادر" ليأخدك عمر خيرت معه الى عالم السحرى ممزوجا بصديقى الوفى و اشعاره الحلاج لتصل -حرفيا- تلك المره الى النجوم ...لتجلس فى محيطها لساعه يوميا لمده شهر و هى تذكرنى بقوه برواية نقطة النور ل بهاء طاهر بالمناسبه

هل تعلم تلك الهمهمات التى تغنيها المجموعة بلفظ الجلالة (الله...الله...الله) قبل ان تنطلق فى الحان عمر خيرت بكلمات الحلاج؟

والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي

************************
ثم أصل الى رحاب نجم الدين الكبرى على يد يوسف زيدان فى كتابه المتألق:
الكتاب مقسم بوضوح الى شقين منفصلين متصلين

الاول:مقدمه طويله اشبه بالدراسه بقلم الرائع يوسف زيدان شارحا عن تاريخ الشيخ نجم الدين و افضاله و اصحابه و معلميه و تلامذته و الجو التاريخى وصولا الى مشهد استشهاده...جاء هذا الجزء ممتع على الرغم من طوله و على الرغم من شعورك بانه موجهه للدراسين و المنشغلين بالبحث اكثر مما هو موجه الى القارئ العادى...ليوسف زيدان اليد العليا فى هذا الجزء حاضر الروح و كأنه يكلمك مباشره

الثانى: هو كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال بكامله بقلم نجم الدين كبرى نفسه....جاء الكتاب منساب الكلمات بسيط لطيف خفيف على الروح خاصه من حيث الالفاظ و التعبيرات على غير عاده كتب القدماء التى كثيرا ما تكون معقده و صعبه لغويا على القارئ المعاصر....شرح الكتاب ببساطه و بعمق عن الصوفيه بكثير من التفصيل لا ادعى انى فهمتها كلها لكنى احتفظ بها لقراءه ثانيه محتمله اكثر تدقيقا ...يتميز الكتاب بتقديمك لعالم الصوفيه المعقد بلطف و يجعلك مع مرور الصفحات تشعر بالصفاء الذهنى و المتعه الروحيه فكأنك تنظر للاسلام من زاويه ورديه حالمه رائعه حيث عشق العبوديه و الاستمتاع بالقرب من الله

فى هذا الجزء يتوارى صوت يوسف زيدان مكتفيا بالتعليق و الشرح فى اضيق الحدود تاركا للشيخ العلامه اليد العليا

اكرر لا ادعى فهم الكتاب بالكامل لكنه بالتاكيد كتاب ممتع و مفيد على اكثر من وجه

************************

و المرحلة التاليه كانت جلال الدين الرومى و شمس التبريزى...فى كتاب قواعد العشق الاربعون للكاتبة التركية اللى خطفنى لقونيا و رقصة المولوية ..ايد فوق و ايد تحت و تلف فى توب واسع ابيض ...ايد فوق و ايد تحت كأنك بتاخد من حب ربنا و توزع عالناس و انت بتلف فى مدارك الخاص زى باقى مخلوقات لله و كل فى فلك يسبحون

ثم دواوين جلال الدين الرومى نفسه: المنثوى و الرباعيات و شمس الدين التبريزى ..اللى قريتهم و طرت كعادتى معاهم فوق السحاب
**********************
هل ده مجال لذكر الحاجات اللى قريتها فى الصوفية؟ لا طبعا انا عموما بقرا كتير فى كل المجالات 

بس خلينى احاول تلخيص تأثير أهل الصوفة عليا فى كلمات الشيخ الاكبر ابن عربى:



1 التعليقات:

Emtiaz Zourob يقول...

اليوم على الجودريدز صادفني كتاب عالم صوفي .. على قد ما أنا حابة اقرأه إلا أني خايفة ادخل هذا العالم وما اعرفش اطلع منه ثاني . . واكيد ح تكوني أنت السبب يا دينا :)

أنا قرأت مقتطفات عن الحلاج وقرأت تجليات الحلاج ليوسف زيدان .. وسمعت شعره في مقدمة الخواجة عبد القادر وأعجبت به كثير كثير .. لدرجة اني بسمعه وارجع ثاني اسمعه من جديد .. " ادمنته يعني "

وربنا يستر .. أنا بصراحة بيبهرني عالم الصوفيين بس زوجي بيحذرني من الدخول عميقا فيه :)

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....