الخميس، 12 فبراير 2015

قصة الحضارة ١٤: روما ١

اسم الكتاب : روما ١ - المجلد الرابع عشر من مجلدات قصة الحضاره
تاليف : ويل ديورانت
ترجمة : محمد بدران
عدد الصفحات : ٣٥٦ صفحة
من اصدارات : دار نوبليس
ملحوظه : ذلك المجلد يوازي المجلد التاسع تبعا لطبعه دار الجيل ومكتبة الجامعه العربيه

في هذا المجلد يبدا " ديورنت " رحلته الطويله في كشف تاريخ روما والحضاره اللاتينيه ، يقسم المؤلف في عذا المجلد التاريخ الي ثلاث حقب كبيره .

في الحقبه الاولي ( من عام٨٠٠ الي ٥٠٨ ق.م) ما اسماه " اصل الرومان والحياه في التسكان " ولعل تلك الحقبه هي اقلها اثاره للاهتمام ومتعه ، ولا يقتصرالامر  هنا علي قله الموارد التاريخيه وقلة ثقتنا في اخبارها  ، بل ان الامر يتعدي ذلك!  ان هذا التحضير في مرحله ماقبل الجمهوريه هو ببساطه غير مثير للاهتمام ، فى تلك المرحله يروي لنا ديورنت سيطرة التسكانيين علي موارد روما ورحله هذا البلد في التخلص منهم خاصة مع اصلهم الهندو-اوروبي وقصور حياتهم الفنيه .

بينما في الحقبة الثانيه من عام ( ٥٠٨ لعام ٢٦٤ ق.م ) وهو ما اسماه المؤلف - الكفاح في سبيل الديموقراطيه ، وهو ذلك العصر من السلم النسبي الذي اسست فيه حضارة روما الوليدة للدستور التشريع ، الحكام ، القانون ، وتلم الحرب المستمره بين طبقات المجتمع المختلفه ، وهو مانجده مشابها لدرجه كبيره للنزاع في اثينا بين الفقراء والاغنياء ، الاحرار والعبيد ، التجار والصناع ، ولكن بالاضافه الي السلاح السحري الذي استخدمه فقراء روما حين انسحبوا اكثر من مره عبر التاريخ الي الجبال المقدسه رافضين الحرب ، ودفع ضرائب ليحصلوا في كل مره علي جزء من حقوقهم السياسيه والماديه علي السواء .

في تلك المرحله المهمه من تاريخ روما نجدها قد سلكت نفس طريق اثينا من قبلها حن اجتاحت مدن البلونيز ، فتفتح روما في هذا العصر بقية ايطاليا  وكنت روما في بادئ الامر مجرد عضوة في تحالف مدن ايطاليا ولكنها ما لبثت ان اصبحت زعيمه ومن ثم سيدته المطلقه!!!  وظلت بلاد الغالة حجر عثر امام روما العظيمه ، ويظل الشمال الايطالي مقلقلا الي عهد يوليوس قيصر ليبقي في حد ذاته عامل من عوامل حسم حرب قرطاجه الكبيره .

اما في الحقبه الثالثه وهي اكثرهم اثاره علي الااطلاق ، تلك الممتده من عام ( ٢٦٤ الي ٢٠٢ ق.م ) يقع الصراع - الذي كان لابد منها - بين قرطاج الوليده وروما الناشئه للسيطره علي البحر المتةسط في ظل احتضار اليونان .

وعلي الرغم من ظهور اسماء براقه في تلك الحرب الشرسه امثال : هملكار ، وسبيو .. تظل شخصه هنيبال هي الاكثر سحريه علي الاطلاق!  الشاب الذي حارب٣٦ عاما خارج ارض، وفي قلب بلاد العدو الذي قام بتلك الرحله التاريخيه ، بل وغير من قواعد العسكريه كامله ، فهزم البرد ، والثلوج ، والجبن ، وقارب ان يهزم الموت نفسه الا ان هزمته - كالعاده - الخيانه! ،ولا اعلم كيف كان سيكون شكل العالم اذا انتصر فيها هانيبال الشجاع ، ولا يسعك الا الشعور بالحزن فيب كل مره تقرا فيها تفاصل حياته المذهلة

************************************

وكعادته معنا لا يترك ديرنت شيئا للخيال ، فيوضح لنا في فصل خاص احوال روما من بدايه الجمهورية الي انتصارها الاسطورى علي قرطاج ، فيحدثنا عن نموذج الاسره في روما في هذا العصر المحافظ ، فيما اسماه ( روما الرواقيه ) حيث الاسره الابويه والاخلاق المبنيه علي الدين ، الاداب المتواضعه ، واقتصار الفن علي التقليد والسطحي من الامور ، استقلال الزراعه ، وبدائة الصناعه ، وتواضع الحياه العامه فى روما من ملبس و مأكل ، وقناعه المواطنين باحترام رب الاسره والاجلال من شان الموت ، بل ورؤيه الرومان في هذا العصر الي الحياه بعد الموت ، وهو فصل ضروري علي الرغم من ملله ، لتقارن انت كقارئ بين تلك الاحوال ما ستتحول اليه بعد فتح بلاد اليونان .

وفي تركيز خاص علي الهه الرومان نجدها اقل اثاره خاصه في هذا العصر عن الهه اليونان ، فاين مارش وجيوبيتر وتيرمنس من روعه وخيال بل ودراما الهه الاوليمب!  تلك التي الهمت بقصصها الملهاه والماساه في المسرح وغيره لقرون!

و لك ان تقارن هذا التقشف بما بتحولت له روما حين فتحت اثينا عسكريا و فتحت اثينا روما ثقافيا فالثراء و الترف اصبحوا الاساس و ما خلاه استثناء بتوفر عامل المال المتدفق من المدن الخاسرة من جانب و من ثقافة الترف المستجلبة معاها مع جانب اخر

و كان من المنطقى تدفق سلعه اثينا الاهم الى روما المنتصرة : الفلسفة....و مثال صغير على ذلك حادثة بسيطة عام ١٥٩ ق م حين زار مدير المكتبة الرواقية روما و كسرت ساقه فيها فامضى وقت النقاهة فى المحاضرات و فى صحبه الشباب ، و حتى رفض مجلس الشيوخ لذلك بل و "ترحيل" بعض الفلاسفة لم يمنع الطوفان فى شئ فسافر شباب روما الى منهل اليونان نفسه ليتذوق طعم فلسفة التشكك بعد طول صيام

و ينتهى الكتاب بنهاية قرطاج الحزينة التى لم تكتفى بان تساوى المدينة الجميلة بالارض و ضياع جزء غالى من تراث البشرية و حرث ارضها بالملح ....بل قتل جميع اهلها او الاسترقاق

و لم يكن هذا الترف و الانتقام و الانتصار الا طريق للثورة ...فى قصة يحكيها المجلد الخامس عشر من قصة الحضارة الطويلة

دينا نبيل
٢٠ يناير ٢٠١٥

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....