السبت، 22 يناير 2011

الفأر ...

لم يزل يثبت نظره على المنور المظلم وقد اكتشف فأرا صغيرا يعبث بين الزباله...

يقفز ثم يختقى..يعود من جديد فيغيد الحياه للزباله..ثم يختفى, و كان ينتظر عوده الفأر فى شوق مفاجئ و كأن الفأر رمز الحياه وسط النفاقات و الظلام.

وهل يستطيع الفأر مقاومه العفن و القاذورات , و الحائط القديم, و النفايات التى تنهال عليه من كل مكان؟؟....ولو لم يخنقه العفن....لو كان قد اعتاد العفن و الرائحه الميته فهل سيعيش وسط الظلام و الاحجار الثقيله و الكل يريد القضاء عليه....و طعامه ربما يكون مسموما..او جزء من مصيده لا يراها , و لن يراها سوى فوات الاوان؟!؟

مسكين الفأر ...لن يعيش طويلا ..مصيره أن يتعفن ..و يصبح هو نفسه جزءا من قاذورات و ظلام المنور!؟

لم يكن يدرى الى متى سيعيش الفأر و كم اشفق عليه..و على سذاجته و اصراره على البقاء..كان يقفز ..ويختفى..و يراوغ..و يختبئ..و يظهر فجأه و يجرى فجأه.

كان يفيض بالحياه و كانت اطرافه صغيره و مرنه ,كان حجمه ضئيل و لومه باهت و جسده قذر و ذيله رفيع يتحسس كل شئ فى يأس و جرأه..

ماذا لو هرب؟؟و اين يذهب؟؟

هل عليه العيش دوما بين النفايات و بقايا الماضى و اشلاء الفقر؟؟

وهل للفأر من مخرج؟

هو امن فى المنور المظلم , و جائع وتائه خارج المنور,و ميت بالتاكيد خارج المنور.

الظلام يعطى الامان.

التاريخ يعطى الدفء.

العفن يساعد على الاسترخاء.

و القاذورات تعطى الاستقرار.

اما الجدار القديم فيعطى الاحساس بالثقه بالغد.

الثقه بان الغد قادم لا محاله, و الجدار دائم لا محاله, و العمر ضائع لا محاله, و الهزيمه مكتوبه لا محاله....

من كتاب : "الدكتوره هناء"
تأليف : د0ريم بسيونى

4 التعليقات:

Kem يقول...

واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو
مش عارف اقول حاجة
بس بجد عجبنى جدا
معرفش ازاى فكرنى بحالنا
و فكرنى باغنية شيرين خلتنى اخاف
تحياتى

غير معرف يقول...

هذه القصة
جعلتني التزم الصمت منذ أن قرأتها في تدوينتك الجميلة "اي ما يقارب 24 ساعة"
ولا أعرف كيف أعلق عليها
ولكن ما أعرفه
هو هذا الظلام الذي يعيش فيه الفأر
لأننا جميعا مثله ننتظر من ينير لنا الطريق...

د/دودى يقول...

اغانى الشتا : للاسف شبه واقعنا فعلا و اكررها للاسف

د/دودى يقول...

ماشى بنور الله : هننير له الطريق من غير ما نولع فى نفسنا ولا نحرقهم...

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....