تردد امى دائما "الشيطان يكمن فى التفاصيل" و ارد عليها دائما بان الابداع يكمن فى التفاصيل...مر الكثيرون بتلك التجارب الرهيبه لكن لم يكتب منهم احد بتلك الطريقه التى تمس القلب بكل رقه و قسوه ربما لان معظم هؤلاء قد قتلوا او اصيبوا خلال الرحله الرهيبه اما الباقى فقد فقدوا بالتاكيد الامل و ربما جزء كبير من الشخصيه
بعد مرور 50 صفحه لم استطع تلخيص رأيى فيما قرأت سوى انى اشتم رائحه كتاب 5 نجوم....
جميل ان المجتمع الدولى خد باله من اشمائيل و سمع حكايته ...بس فكره ان فى غيره ملايين زيه اما قتلوا او محدش سمع حكايتهم فكره مرعبه فى حد ذاتها و كون المجتمع الدولى بيتفرج دى بقى مصيبه
تتعجب دائما حين ترى بعينيك فى تلك الروايه لاى مستوى يستطيع ان يتحول الانسان...تتعجب كيف يتحول طفل سعيد يغنى الراب و ملقيا لاشعار شيكسبير بين الاصدقاء الى طفل ضائع تائه وحيد لايام و ايام و يتحول هدف الحياه الى هدف تجنب الموت....تتعجب كيف تحول هذا الطفل الضائع -فى لمحه بصر- الى وحش قاتل دامى منقوعا فى المخدرات و الدماء كما عبر المؤلف ان القتل قد صار لديه اسهل من شرب الماء.....تراه يتحول الى طفل متكيف فى دار التهيئه لكنه ابدا لن يرجع الى براءته الاولى مهما فعلوا و مهما فعل هو
الروايه الرائعه او لنقل تلك الحياه المكتوبه تتميز بكونها شبيه بوصف الحلاج فى قصيدته
وما وجدت لقلبي راحة أبــــــــــــدا وكـيف ذاك، وقد هُيّت للكــدر؟
لــقد ركبت على التغرير، واعجبـــــا ممن يريد النجا في المسلك الخطـر
كــــــأنني بين أمـــواج تقلبنــــــي مقلبا بين إصعاد ومنحــــــدر
الحــزن في مهجتي والنــــار في كبــــدي والدمع يشهد لي فاستشهدوا بصري
فهى تسلمك من صعودا الى هبوطا ثم الى صعود الى هبوط...مفأجاتها -الغير ساره غالبا- تتوالى على القارئ بلا هواده فهى تدنيك من الامل ثم تسلبه منك بلا رحمه و مجرد تخيل ان تلك الاحداث حدثت بالفعل لطفل هو فى حد ذاته كارثه تدمى القلوب حتى اذا كنت تحسب ذاتك قويا مثلى
يذكرنى بالكتاب العذب "تلك العتمه الباهره" ل بن جلون
مؤلم..موجع..حقيقى..قاسى..وتجربه انسانيه رائع
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....