الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

يوميات من أجندة الثورة..من بروليتاريا الاشياء الصغيرة..


بروليتاريا الاشياء الصغيرة..
احد اجمل المدونات اللى متابعها تلك المدونه الممتعه...اشعر بها تكتب ما لا استطيع ان اصيغه و كأنى باحلام  مستغانمي تتحدث فى السياسه...توأم مصر هى قطعا تونس خاصه سياسيا يجمعنا الهم و ظلم الشباب...انقل لكم هذا البوست الممتع
http://wajdblog.wordpress.com/


يوميات من أجندة الثورة



يناير
في شهر يناير تتوقف طواحين الهواء
وتدور عجلات التاريخ
ينتفض الشعب يريد الحياة
فينتفض القدر ويستجيب
في شهر يناير ,,يفر الطاغية مرعوبا ,,
دون حقائب سفر يترك الوطن ,,
كل الطغاة يرحلون دون ملابس داخلية
كل الطغاة يحتضرون طويلا طويلا قبل أن يلفظوا انفاسهم الأخيرة
في شهر يناير
نحصي الشهداء واحدا واحدا ,,
في شهر يناير ,,نعيد مراجعة جدول الضرب والجمع
ونحصي الشهداء مرة أخرى
في شهر يناير ,,تصبح زيارة القبور ,,طقوسنا اليومية ,,
سراديق العزاء ,,زياراتنا اليومية
في شهر يناير ,,نعيد صياغة أولويات أشيائنا الصغيرة
نهجر البيت عن طيب خاطر ,,لنسكن في الشارع
غرف نومنا دون ألحفة حريرية ,,غرف نومنا أرض باردة وسماء بلا نجوم ,,غرف نومنا عنوانها سهل حفظه ,,دون رقم اكتب ما يلي ,,فلانة بنت فلان مقيمة في الشارع ,,الشارع كل الوطن
فبراير
في شهر فبراير ,,يركض حبي اليك فوق كل الاحتمالات
كطفل شقي يركض في كل الاتجاهات ..
فمن يوقفه؟
في شهر فبراير ,,يسقط الهرم المقلوب للنظام
حزب لقيط ,يحل ,,لا أسفا عليه
في شهر فبراير ,,يصبح عيد الحب
عيدا لحب الوطن ,,لا حبيبة غير أرض الوطن ,,لا عشيقة غير أرض الوطن
كل النساء يحسدن جمال الوطن ,,عند قدمي تونس ,,ينام كل العشاق
في شهر فبراير
أركض في شارع الحبيب بورقيبة
ألتف بعلم مصر ,,أدثر نفسي بعلم النصر ,,بنجوم قادمة على عجل من سماء مصر الى سمائي
ثورة في تونس ,,ثورة في مصر ,,ما احلى الاحتفال بالنصر مرتين
آذار
في شهر آذار نخرج من معتقلات احلامنا
لندخل سجون إنكساراتنا
في شهر آذار ترتج الأرض مرتين
وتنجرف الأرض مرتين
ويمحي خط الاستواء فيها مرتين
نيسان
في شهر نيسان ..وفي زمن حالة الطوارئ ..
أؤجل كتاباتي عن الحب والألم وأشياء أخرى
في شهر نيسان صرت أخشى ان تلعق الهزيمة كل انتصاراتي الصغيرة بملاعق من رصاص ,,,فأموت
في شهر نيسان قاسية هي الكتابة عن الخبر الحربي وفي الخبر الخربي
في شهر نيسان تبقى بيانات الصمود والمقاومة استراحة الصحفي الوحيدة
حين يسمعها تقرأ بصوت عال ,,,فيبتسم
آيار
زهور نيسان قطفت ,,وحل آيار دون زهرة واحدة للوطن
حالة طوارئ ,,مرة اخرى ,,هدية متأخرة لسكان عاصمة الوطن
كل سهرات الحب مؤجلة ,,كل سهرات الحب مسجلة ,,في دفاتر النسيان
في شهر آيار أكتب اليك من المعتقل
لوالله كل الكلام اليك يسافر ,,يكتب نفسه ثم يمحي ,,يسأل عنك
أجيبه إنك صامت ,,فيعتب علي وينطوي
في شهر آيار ,,قداس في ساحة القلب ينعى الفتى حمزة ,,
كل الفؤاد يبكي الفتى حمزة,,
وكل القصائد ترثي الفتى حمزة
في شهر آيار ,,
بقروا بطنك يا حمزة ,,فاجهضت كل النساء
صلبوك يا حمزة ,,فنزف كل الاطفال
قطعوا اوصالك يا حمزة ,,ومعها قطعت اواصال العروبة فينا
نزفت يا حمزة ,,حتى جفت دماؤك
صرخت يا حمزة ,,حتى غاب صوتك
استنجدت يا حمزة ,,ولم ياتيك احد ,,
كل مائة عام ,نبكي حمزة وحمزة وحمزة
يونيو
في شهر يونيو ,,تسقط اوراق رزنامة الانتخابات
شهر اثنان ثلاثة اربعة ,,,
الانتخابات لا تأت
متى تأتي ؟؟ لا تأتي
طوابير الانتظار في صف الوطن
طويلة ,,طويلة ,,طويلة
شهر يوليو صار أبعد
وصار الحلم أبعد
,,رزنامة الانتخابات
,,اوراقها كثيرة
تقويماتها كثيرة
طوابير الانتظار في صف الوطن
طويلة طويلة طويلة
يوليو
في يوليو كان مولدي ذات ليلة مقمرة
وفي يوليو كانت نهايتي ذات ليلة مقمرة
جبت أرياف بلادي كأنها أرض محايدة ,,
تعرفت من جديد على تلالها ,,سهولها
جبالها ,,الجداول الصغيرة التي تكبر
عند سفحها
رسمتها على كفي ,,حفظتها
وكتبت لك عن موطني وعن مولدي
ثم بدأت رحلة التفتيش عنك وعني ,,
في أجنحة الطواحين الهوائية
في شباك الصيادين المرمية
في فناجين قهوة العرافين
في خرافات العجائز في الليالي المقمرة
بحثت عن أحرف إسمك وإسمي
وصدقت أساطير الأولين
كل شيئ يولد وينتهي
في الليالي المقمرة
أغسطس
في شهر أغسطس صحوت على مجزرة
في شهر رمضان يصحو الصائم على مجزرة
قتلوا ذبحوا سرقوا الجثث من المشرحة
لا لم يشبعوا
عادوا ,,
فقتلوا ذبحوا ,,عشرة ,,عشرين ,,ثلاثين ,أربعين
تاهت الأرقام في الوكالات
عن ضحايا المذبحة ,,
وتنافست القنوات على نقل
الصور من المشرحة
هذه الصور تأتيكم من سوريا الممانعة
جيشها لا يعرف الجولان
لكنه بارع في اصطياد أرواح الفتيان
هذه الصور تأتيكم من سوريا الممانعة
قال خطيب وهو يعدل عمامته ,,مصححا : لا بل انها المؤامرة
أيلول
كان أيلول خارج لهفتي
وأكبر من صدمتي
أسقط من غيمة نحو أخرى
أعبر من كوكب نحو آخر
الأيادي الإلهية تتلقفني
تنزلني من جسر إلى آخر
أين يداك ؟
قلت إنك ستنتظرني عند المرفأ
لتشدني من خصري وترفعني إليك
ثم تحسدني كل الصبايا عليك
أين يداك ؟
جبنت يا صغيري
حين رأيت أن الجسر كان مرتفعا قليلا ممتدا قليلا وأن أيدي الآلهة تتوقف قليلا
لتزج بنا في أتون قصتنا قليلا
وتعلمنا ان نشتاق قليلا قليلا
في شهر أيلول
وبعد ستين عاما من الانتظار
رأيت ذلك الشيخ ينحني عند شجر الزيتون
في الناصرة
ثم غير بعيد
رأيت كرسيا أزرق
صنع من شجر الزيتون
يحلمون به ويحملون
كرسي يطوفون به ويحلقون
ويتمنون لو في الامم المتحدة
يمثلون..
اكتوبر
وقرب الموعد
..كم انتظرت
كم صبرت
كم تخيلت ورسمت
بطاقة تصويت أضعها في صندوق اقتراع
يا ربي كم من مرة حلمت
تأخر الموعد ,,ثم قرب الموعد
جاء أكتوبر
صرت أفضل ,,صرت أكبر ,,صرت أقل تشنجا واندفاعا
حتما صرت أفضل
مثل عروس لا تنام ليلة عرسها
انتظرت الفجر عند الباب ,,
حتى رأيته يتثاءب
لن يسبقني أحد ,,خبرت نفسي ,
ركضت في العتمة نحو مكتب الاقتراع
حملت حبي ,,نشيد وطني ,,
طيف البوعزيزي
يرقص في رأسي
,غمست اصبعي
في حبر أزرق
تماسكت ,عضضت شفتي السفلى ,جلدت ,,كابرت ,,
لكن الدمع غلبني
فضح شجني وفخري
عدت إلي بيتي أنا واصبعي الأزرق
تلك العلامة على أني انتخبت

نوفمبر
في شهر نوفمبر
عاد التحرير الى الواجهة
صدحت الحناجر في الميدان
واختطفت الأبصار في الميدان
بداخل كل عربي فينا
هناك ميدان اسمه تحرير
نحج إليه كلما اشتد علينا الظلم وطفح الكيل
وكلما تعثرت أحلامنا وأوشكنا على وأدها
نسمع صوتا ينادي ,,عودواإلى الميدان
في شهر نوفمبر
رأيت أول مولود للثورة في بلدي
مولود بهي الطلعة إسمه التأسيسي
سمعنا لغوا كثيرا ,,مشاورات ,,تحالفات
تكتلات ثم انسحابات
ثلث معطل
وصلاحيات واسعات
بمقاسات تحتاج إلى
حميات
..
صمتنا ,ثم
أرسلنا بطاقة تهنئة
عليها جملة واحدة
أمامكم سنة واحدة
لتحملوا طفلكم وترحلوا
أنجبوا لنا دستورا
حتى دون ممارسة الحب
معكم سنة واحدة لتنجبوا لنا دستورا
ثم ارحلوا
ارحل ,,كانت كلمة البدء ,,وستكون كلمة النهاية

http://wajdblog.wordpress.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....