اسم الرواية: ما الانسان سوى دراج كبير في هذة الدنيا
تأليف: هيرتا موللر
ترجمة: نبيل الحفار
عدد الصفحات: ١٥٤ صفحة
اصدارات هيئة أبو ظبي للثقافة و التراث (كلمة)
التقييم: ٥/٤
اذا سألت كاتبة تلك الكلمات عن اهم اكتشاف للانسان علي كوكبه الازرق الملئ ببؤس اكثر مما يحتمل لاجابت انها النار و الكهرباء و فن النوفيلات ....
لماذا "النوفيلا" ؟ ... لانها اجمل و اصعب صنف ادبي و لان كاتبها يحمل عبء تكثيف القصص القصيرة و عظمة ابداع و تعبير الروايات ، و لان المحافظة علي ذلك الخيط الدقيق لايقاع هذا المنتج الهش سريع الفساد هو اروع ما قد يكتبه مؤلف و ادعي انه اصعبه
فماذا فعلت هيرتا موللر اذن؟ قدمت لنا عدد قليل من الصفحات محملة بشحنة عظيمة من المشاعر و التأملات و بتفاصيل عينها الدقيقة التي تشبه الكاميرا تلتقط لنا ادق خلجات عضلات زاوية الفم عند تذكر بؤس الحرب ، و ألم عنق من اغتصبت عنوة ، و تلك الفراشة البيضاء الصغيرة التي سحقت بين الاصابع لانها ذكرت الجميع بمدى عدم طهارتهم
عندما يضيق الوطن باهله و يجن جنون الديك الابيض فيقتل نفسه هل يبقي لل"شرف" معني؟ هل عذرية الفتاة الوحيدة اهم ام الخروج من الوطن قبل ان يتلهم ابناؤه؟ و هل نفع الطحين الطحان يوما؟ .... اسئلة لا يهتم ڤينديش و اسرته كما نتصور بل ان الاحداث تفرض نفسها بسرعه بحيث تقلل من قيمة الاحلام و التأملات و الكوابيس و همسات جمهور الكنيسة يوم الاحد
تمشي الفتاة و تميل بمقدمة قدميها جانبا فيعجز الكون عن تقديم المساعدة ، لحظة يشعر فيها الجميع ان المسيح نفسه لن يستطيع ان يقنع القس ان يهب العائلة شهادة الخروج من المدينة التي اصفر فيها الشجر صيفا و اكلت فيها شجرة التفاح ثمارتها حتي المسيح المصلوب عاريا علي رأس الشارع لا يقدر علي منع تقديم الثمن الذى يعرفه الجميع و يسكت عنه الجميع
العهر او تحمل شوكات القنفذ الكامن في المعدة؟ العهر او الحبس الابدى في قرية يفر ابناءها واحد دون الاخر؟ العهر او الانتظار الي الابد في قائمة لا تحوى اسمك؟ .... لا تقدم هيرتا حلول كثيرة بل تكتفي باثارة حالة الوجوب و حالة الوتر المشدود ذلك ، لا تهتم كثيرا بالحب المنسي بين حوائط سينما تقدم افلام روسية منخفضة التكلفة ، لا تقدم لنا هيرتا حلول ولا تقول ابدا ان النساء يحملن العار فوق رؤسهن طول العمر ، فقط تقدم لنا ماضي الام كدليل عن مستقبل الابنة ، لا يغفر احد لمرأة فتحت ساقيها لتطعم فمها يوما
لكن كيف قدمت هيرتا موللر العظيمة هذا كله و اكثر في اجمل شكل ادبي في نوفيلا صغيرة كتلك تحمل اسم طويل كهذا؟ ربما هو السؤال الذى لم يعادل يوما ١٠ مليون كرونة سويدية فقط و جائزة نوبل الذهبية في ٢٠٠٩ و انما انضمامها لقائمة شرف طويلة
دينا نبيل
مارس٢٠١٦
تأليف: هيرتا موللر
ترجمة: نبيل الحفار
عدد الصفحات: ١٥٤ صفحة
اصدارات هيئة أبو ظبي للثقافة و التراث (كلمة)
التقييم: ٥/٤
اذا سألت كاتبة تلك الكلمات عن اهم اكتشاف للانسان علي كوكبه الازرق الملئ ببؤس اكثر مما يحتمل لاجابت انها النار و الكهرباء و فن النوفيلات ....
لماذا "النوفيلا" ؟ ... لانها اجمل و اصعب صنف ادبي و لان كاتبها يحمل عبء تكثيف القصص القصيرة و عظمة ابداع و تعبير الروايات ، و لان المحافظة علي ذلك الخيط الدقيق لايقاع هذا المنتج الهش سريع الفساد هو اروع ما قد يكتبه مؤلف و ادعي انه اصعبه
فماذا فعلت هيرتا موللر اذن؟ قدمت لنا عدد قليل من الصفحات محملة بشحنة عظيمة من المشاعر و التأملات و بتفاصيل عينها الدقيقة التي تشبه الكاميرا تلتقط لنا ادق خلجات عضلات زاوية الفم عند تذكر بؤس الحرب ، و ألم عنق من اغتصبت عنوة ، و تلك الفراشة البيضاء الصغيرة التي سحقت بين الاصابع لانها ذكرت الجميع بمدى عدم طهارتهم
عندما يضيق الوطن باهله و يجن جنون الديك الابيض فيقتل نفسه هل يبقي لل"شرف" معني؟ هل عذرية الفتاة الوحيدة اهم ام الخروج من الوطن قبل ان يتلهم ابناؤه؟ و هل نفع الطحين الطحان يوما؟ .... اسئلة لا يهتم ڤينديش و اسرته كما نتصور بل ان الاحداث تفرض نفسها بسرعه بحيث تقلل من قيمة الاحلام و التأملات و الكوابيس و همسات جمهور الكنيسة يوم الاحد
تمشي الفتاة و تميل بمقدمة قدميها جانبا فيعجز الكون عن تقديم المساعدة ، لحظة يشعر فيها الجميع ان المسيح نفسه لن يستطيع ان يقنع القس ان يهب العائلة شهادة الخروج من المدينة التي اصفر فيها الشجر صيفا و اكلت فيها شجرة التفاح ثمارتها حتي المسيح المصلوب عاريا علي رأس الشارع لا يقدر علي منع تقديم الثمن الذى يعرفه الجميع و يسكت عنه الجميع
العهر او تحمل شوكات القنفذ الكامن في المعدة؟ العهر او الحبس الابدى في قرية يفر ابناءها واحد دون الاخر؟ العهر او الانتظار الي الابد في قائمة لا تحوى اسمك؟ .... لا تقدم هيرتا حلول كثيرة بل تكتفي باثارة حالة الوجوب و حالة الوتر المشدود ذلك ، لا تهتم كثيرا بالحب المنسي بين حوائط سينما تقدم افلام روسية منخفضة التكلفة ، لا تقدم لنا هيرتا حلول ولا تقول ابدا ان النساء يحملن العار فوق رؤسهن طول العمر ، فقط تقدم لنا ماضي الام كدليل عن مستقبل الابنة ، لا يغفر احد لمرأة فتحت ساقيها لتطعم فمها يوما
لكن كيف قدمت هيرتا موللر العظيمة هذا كله و اكثر في اجمل شكل ادبي في نوفيلا صغيرة كتلك تحمل اسم طويل كهذا؟ ربما هو السؤال الذى لم يعادل يوما ١٠ مليون كرونة سويدية فقط و جائزة نوبل الذهبية في ٢٠٠٩ و انما انضمامها لقائمة شرف طويلة
دينا نبيل
مارس٢٠١٦
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....