اسم الرواية: الحياة فى مكان أخر
تأليف: ميلان كونديرا
ترجمة: محمد التهامي العمارى
عدد الصفحات: ٣٥٠ صفحة
اصدارات المركز الثقافي العربي
التقييم ٥/٣
نجد هنا ميلان كونديرا مختلف قليلا عن عزيزنا الذى تعودنا عليه... فنراه في نصف الرواية الاولي علي الاقل يلجأ للسرد الزمني الكلاسيكي في مخالفة لطريقة كونديرا في وضع اللحظات -لا الاحداث- تحت الميكروسكوب بعدسته الفاحصة
نراه مختلفا ولا نفضل ذلك او علي الاقل صاحبة تلك الكلمات لا تفضل ذلك ... صحيح ان كونديرا حتي و ان سار مسار كلاسيكي لن يكون كلاسيكي خالص و صحيح ان لمسات كونديرا واضحة حتي في هذا النصف التقليدى-هل يمكن وصفه حتي بالممل؟!- من العمل ... و نحن نتعجب قليلا عندما نعرف ان تلك هي رواية كونديرا الثلاثة عندما نقارنها ب"المزحة" روايته الاولي المتفجرة بالطاقة
*******************
لكننا ما ان نتجاوز الصفحات المئة الاولي حتي نشهد عودة الابن الضال فيرجع كونديرا الي عالمه المصنوع بدقة من اللحظات و الملاحظات الدقيقة
نرى واقع كلمة "الموت" في نفس الشاب فقط كبعد تجريدى و حلم شاسع سرمدى مقابل للحياة الواقعية المبتذلة و الرمادية
لو كانت الرواية التي بين ايدينا تحمل اسم اخر غير "الحياة في مكان اخر" ربما كان اسمها ليكون "الشباب" ففيها تظهر قدرة كونديرا العظيمة علي سبر اغوار تلك الفترة البائسة العظيمة من حياة البشر التي يتوقع الجميع انها "اكثر مراحل الحياة اكتمالا" فلا يرى فيها الا الفراغ الساحق الصامت المميت ....ربما يجب ان نشير ايضا ان هذا العمل -تماما ككل اعمال كونديرا الاخرى- كان من الممكن ان تسمي "كائن لا تحتمل خفته" كما سيشير هو لاحقا في روايته الاهم "الخلود"
سيشير كونديرا لرغبتنا دائما ان نكون جزء من "الوحش ذو الالف رأس" المسمي الجمهور ، سنود دائما -مهما انكرنا- ان نكون رأي يتماهي معه ،سنحن كعادتنا الي اليوم الذى تتطابق افكارنا معه و ان نترك كراهيتنا للعبارات المسكوكة سابقة التجهيز
سيخلط اعوام ١٨٤٨ و ١٨٧٠ و ١٩٤٥ في باريس و بودابست و براج و فيينا في زمكان واحد منطلق ... و لن نتعجب حينها لاننا قراء كونديرا نعلم ان الحشود هي ازلية و التاريخ متكرر و الهزيمة واحدة
سيذكرنا بفترات عمرنا التي عشقنا فيها الورود و الجبال و كلمة "اه" الصغيرة حين نقايض جمال الخصوصيات بجمال عموميات بفهمها الناس و عندما زال الابتذال عن الطبيعة المنبوذة ، فيغني شيللر ببساطة:
Seid umschlungen Millionen
Diesen Kuß der ganzen Welt
******************
سيشعرنا كونديرا بكل ذلك لكن ستظل "الحياة في مكان اخر" مجرد اخت صغيرة لاعمال كونديرا الاهم "الخلود" و "كائن لا تحتمل خفته" و "المزحة"
دينا نبيل
فبراير ٢٠١٦
تأليف: ميلان كونديرا
ترجمة: محمد التهامي العمارى
عدد الصفحات: ٣٥٠ صفحة
اصدارات المركز الثقافي العربي
التقييم ٥/٣
نجد هنا ميلان كونديرا مختلف قليلا عن عزيزنا الذى تعودنا عليه... فنراه في نصف الرواية الاولي علي الاقل يلجأ للسرد الزمني الكلاسيكي في مخالفة لطريقة كونديرا في وضع اللحظات -لا الاحداث- تحت الميكروسكوب بعدسته الفاحصة
نراه مختلفا ولا نفضل ذلك او علي الاقل صاحبة تلك الكلمات لا تفضل ذلك ... صحيح ان كونديرا حتي و ان سار مسار كلاسيكي لن يكون كلاسيكي خالص و صحيح ان لمسات كونديرا واضحة حتي في هذا النصف التقليدى-هل يمكن وصفه حتي بالممل؟!- من العمل ... و نحن نتعجب قليلا عندما نعرف ان تلك هي رواية كونديرا الثلاثة عندما نقارنها ب"المزحة" روايته الاولي المتفجرة بالطاقة
*******************
لكننا ما ان نتجاوز الصفحات المئة الاولي حتي نشهد عودة الابن الضال فيرجع كونديرا الي عالمه المصنوع بدقة من اللحظات و الملاحظات الدقيقة
نرى واقع كلمة "الموت" في نفس الشاب فقط كبعد تجريدى و حلم شاسع سرمدى مقابل للحياة الواقعية المبتذلة و الرمادية
لو كانت الرواية التي بين ايدينا تحمل اسم اخر غير "الحياة في مكان اخر" ربما كان اسمها ليكون "الشباب" ففيها تظهر قدرة كونديرا العظيمة علي سبر اغوار تلك الفترة البائسة العظيمة من حياة البشر التي يتوقع الجميع انها "اكثر مراحل الحياة اكتمالا" فلا يرى فيها الا الفراغ الساحق الصامت المميت ....ربما يجب ان نشير ايضا ان هذا العمل -تماما ككل اعمال كونديرا الاخرى- كان من الممكن ان تسمي "كائن لا تحتمل خفته" كما سيشير هو لاحقا في روايته الاهم "الخلود"
سيشير كونديرا لرغبتنا دائما ان نكون جزء من "الوحش ذو الالف رأس" المسمي الجمهور ، سنود دائما -مهما انكرنا- ان نكون رأي يتماهي معه ،سنحن كعادتنا الي اليوم الذى تتطابق افكارنا معه و ان نترك كراهيتنا للعبارات المسكوكة سابقة التجهيز
سيخلط اعوام ١٨٤٨ و ١٨٧٠ و ١٩٤٥ في باريس و بودابست و براج و فيينا في زمكان واحد منطلق ... و لن نتعجب حينها لاننا قراء كونديرا نعلم ان الحشود هي ازلية و التاريخ متكرر و الهزيمة واحدة
سيذكرنا بفترات عمرنا التي عشقنا فيها الورود و الجبال و كلمة "اه" الصغيرة حين نقايض جمال الخصوصيات بجمال عموميات بفهمها الناس و عندما زال الابتذال عن الطبيعة المنبوذة ، فيغني شيللر ببساطة:
Seid umschlungen Millionen
Diesen Kuß der ganzen Welt
******************
سيشعرنا كونديرا بكل ذلك لكن ستظل "الحياة في مكان اخر" مجرد اخت صغيرة لاعمال كونديرا الاهم "الخلود" و "كائن لا تحتمل خفته" و "المزحة"
دينا نبيل
فبراير ٢٠١٦