skip to main |
skip to sidebar
وصل معها هذا الاحساس لدرجه اصبحت انكاره مهمه شبه مستحيله....حاولت تجنب ان يطغى هذا الاحساس على فعاليات يومها او ان يشغل اداركها طوال اليوم لكنه اصبح اقوى شئ فشئ كأنه يتغذى على المواقف السلبيه و يزيد و ينتشر.....فى البدايه كان فكره عابره ثم تتطور الامر معها فاصبحت تلك الفكره الراحله ضيف كثير المجئ و دون ان تشعر اصبح ذاك الشعور و تلك الفكره "صاحب مكان" ليس مجرد ضيف يحتفل بمجيئه و ذهابه....انها فكره انها متواجده فى الجزء الخاطئ من الكره الارضيه!!!!.....ضحكت فى البدايه من التعبير لكن ذلك الفكره سرطانيه الانتشار اثبتت نفسها سريعا
نعم انها فى الجزء الخاطئ من الكره الارضيه....افكارها لا تتفق ابدا مع ما يتفق عليه اهل هذا الجزء من الارض ...تعجب لضيق عقلهم و يعجبوا لغرابه افكارها....تختنق من اوسع مكان فيه بينما يقنع باقى الناس حولها بنصف ذلك.....لا تجد غضاضه فى ان يفعل المرء شيئا علنا و ان ظن المجتمع غرابه التصرف بينما يشجع الناس على التصرف سرا و ان كان من الكبائر....اصبحت تضيف علامات التعجب بعد كل عباره تسمعها...تضيف علامات التعجب بعد كل تصرف يقنع المجتمع
تعجب من مجتمع يتوق الى العوده الى الخلف و كأن ما مضى كان ناجحا لنعود اليه....يعجب المجتمع منها لرغبتها فى القفز الى الامام على الرغم من جهلها بما به....تصرخ فى وجههم بان الامعروف افضل من المعروف الفاشل و لكنهم بدلا من الاخد و الرد فى الرأى معها يخبروها بان تخفض صوتها
حين تقتنع بفكره الى حد الايمان بها يعلو صوتها و تحتد كلماتها دون دوعى بل انها من فرط حماسها لا تستطيع ان تقولب كل هذا الكلام فى جمل عقلانيه....و لكنها اكتشفت بالممارسه بان الناس يقتنعوا اكثر بذلك الخافض لصوته منمقا فى جمله البلاغيه الخاليه تماما من المعنى او الاقتناع....لا تستطيع سوى ان تضيف علامات تعجب لذلك.....تود لو تصرخ-مجددا-فى وجههم بان ينظروا لما تقدم بدلا من انتقاد طريقه التقديم ,انظروا لما اتحدث به بدلا من ان تنظروا الى طريقه حديثى...كفوا عن "اكل الاونطه" بمعسول الكلام و انتقدوا الكلمات فى معناها و ليس زخرفتها
تخبرهم بان ما يقال بحماس يجب ان يسمع بحماس حتى لو كانت "معسله قوى قوى يا بطاطا" ...تخبرهم بان انواع البشر الوان منها الازرق انه ذلك المرتب المنمق الممل ذو الكلام المتحذلق خاليا من ابداع او افاده لكنه شديد الترتيب كالطوب...و ذلك النوع الاصفر و هو المتحمس المتعثر العبقرى نوعا بافكاره المثيره الضاربه بالتقليديه عرض الحائط لكن تقديمه غير منظم او مزخرف.....تود لو تخبرهم انها تميل للون الاصفر....لكنها تعلم انهم لن يفهموا شئ فتحبط فتتعثر فى الكلام اكثر و تتكرر الدائره
ربما هى فعلا فى الجزء الخطأ من الارض و لكن أترحل؟؟...تضحك قائله و لكن تلك قصه اخرى تماما
جلست فى سريرها الدافئ و تدثرت بين الاغطيه تعبث بكتاب ...تضحك بينما تكتب تلك الكلمات التى توصف فى الحد الاقصى بالكذب و بحد الادنى بخداع النفس فلا هو سريرها ولا هو بدافئ و لا الاغطيه تستحق هذا اللقب.....فالسرير مجرد سرير عام فى نزل الشباب للاقصر و لعل استخدمه قبلها المئات ممن لا تثق فى درجه نظافتهم لكنه سرير مريح نوعا بمرتبه اسفنجيه تجعل القفز عليه ممتع....ليس بالدافئ بالتاكيد فدرجه حراره الصعيد نهارا حاره كجنهم و ليلا بارده كالقطب الشمالى فلا الملابس الخفيفه نفعت ولا الثقيله شفعت.....اما الاغطيه فحدث ولا حرج فهى خفيفه كالمناديل الورقيه .....هى قاهريه مولدا و سكننا فلم تتعود على طقس الاقصر خلال رحلتها الجامعيه القصيره
أمسكت كتاب مترجم لطه حسين حيث كان طه حسين هو الكاتب بالفرنسيه و غيره ترجمه..اسم الكتاب "طه حسين من الشاطئ الاخر" اعجبها الاسم فهى حرفيا فى هذا الجانب ....سعدت بالكتاب لندرته و جلست تستجلب الدفء لتستمتع برأى طه حسين فى وضع قواعد النحو عند العباسيين...همست لنفسها بكونه موضوع اكاديمى بحت لكنها على كل حال تحب ان ترى العالم من خارج ثقب الابره المعتاد......
رن هاتفها المحمول باهتزازته المعتاده و نغمتها الاثيره حين تشدو فيروز "بتمرق علي امرق ما بتمرق ما تمرق مش فارقة معاي ,بتعشق علي اعشق ما بتعشق ما تعشق مش فرقة معاي" ....كعادتها تركت الهاتف يرن أطول قليلا مما تسمع لتغنى بصوتها المحبب لها فقط مع فيروز لتؤكد لذاتها انها لا تهتم "ولا بشلن" كما تعبر......
تركت الهاتف يرن فالمتصل عائلتها التى تتصل روتينا من بدايه الرحله للاطئمنان لا اكثر....فالنهايه اجابت بألو المعتاده.....بعد السلام و التحيات و الطمأنه المعتاده جاء صوت اختها : شفتى اللى حصل فى الماتش؟؟.....فأجابت بسؤالها عن الماتش اصلا ففى النزل لا تليفزيون ولا راديو و لا اى عامل خارجى غير الشجر و النيل و الجبل ...اجابت اختها: صباح الفل ده الاهلى بيلعب فى بورسعيد بس بين الشوطين الجمهور مبهدل الدنيا شماريخ و صواريخ ..اجابتها بان ما يحدث عادى جدا و انها مبالغه كعادتها....سألت عن الفائز حتى نهايه الشوط الاول....فاجأبت ان الاهلى متقدم بهدف لللاعب البرازيلى جونيور....ضحكت موضحه ان طالما جونيور صاحب جون التقدم فالماتش سيلغى بالتاكيد فالنحس يجرى وراء هذا اللاعب كالقطار....سألت عن سبب عدم الغاء الماتش...فاجابت اختها ان كل ما يحدث بين الشوطين و لا يحق للحكم ذلك الا اذا حدث اثناء المباراه...اغلقت الهاتف بعد ان وصت باخبارها اول بأول بالاحداث
رجعت لكتابها الاثير ....قرأت مقال طه حسين "الاتجاهات الدينيه فى الادب المصرى المعاصر" ...دونت خواطرها عن المقال بانه مقال جميل بعنوان طويل مبالغ فيه
سمعت صوت الرساله فهبت لقرأتها على امل ان يكون الخبر جون اخر للاهلى ....قرأت رساله من اختها :(اتنين واحد للمصرى ,ماتش زى الزفت).......زفرت و شتمت خطه جوزيه الجبانه فى اصراره على عدم الدفع بوليد سليمان فى الامام و حرق دمها كعادته بجونيور الفاشل و عدم الاخد بنصيحتها باللعب باحمد فتحى فى وسط الملعب و الاستعانه بشريف عبد الفضيل فى الجهه اليمنى....تمنت ان تحمل الرساله التاليه هدف تعادل على الاقل معبرا عن ان نقطه من المصرى فى بورسعيد انجاز فى حد ذاته......
تدثرت اخيرا مع ابقاء الهاتف بجوارها حتى لا تتجمد من البرد فى الذهاب و العوده و كلها امل فى سماع رساله جديده و عدم انتهاء الماتش 2 صفر.....فتحت كتابها و قرأت مقال "مسيره الشاعر الكبرى" يتحدث فيها طه حسين عن المتنبى وحياته بالفرنسيه اختصارا و لاحظت ان رأى طه حسين غير رأيه قليلا عن شرحه المطول فى كتاب "عن المتنبى" لنفس الكاتب و بدا طه حسين اكثر تعاطفا مع الشاعر عن ذى قبل خاصه ان المقال كتب بعد الكتاب بعشر سنوات....
بينما تدون ملاحظتها عن المقال ....رن صوت الهاتف معلنا عن رساله....ابتسمت من الامل و فتحتها فكانت اختها بنص رساله :(ثلاثه واحد).. فقدت الامل و لعنت الخساره و حسام حسن بخططه الهجوميه و حظه المنطلق......فضلت النوم على ان تجلس مثلجه و حزينه
بينما تغمض عينها اتت الرساله الثالثه : (الماتش خلص و الجمهور نزل و ضرب اللعيبه بتاعتنا و ابوكى قفل التليفزيون و مش عارفين نتفرج).......غضبت اكتر و اهتم قلبها اكتر و اسلمت نفسها للنوم مبكرا على غير عادتها خاصه فى رحلاتها.....
سمعت الكثير اثناء نومها عن كون "احد" قد مات و ان الشباب فى النزل محتقنين......لم تنهض لتعرف التفاصيل فلعله ممثل او مطرب تافه هكذا برر لها عقلها بين جنبات النوم......
صحت مبكرا و بينما تهم لدخول الحمام المشترك تحمل فوطه و صابونه و نظارتها الطبيه .....سألت فتاه تغسل اسنانها عن احداث الامس....لم تستطع الفتاه بيان ما كانت تقول بسبب وجود المعجون فى فمها لكنها اشارت بموت العدد 7 و العدد 1....سألت بمرح هو كون سبع شخص قد توفى ....غضبت البنت و كررت الاشاره....سألتها بجديه اكتر عن اذا قتل 17 فرد ....فبصقت الفتاه المعجون من فمها و قالت فى غضب : 71 واحد اتقتل امبارح ....سألتها عن الظروف....فأجابت ان المكان كانت مباراه الاهلى و المصرى ...صرخت فى وجهها بالكذب و ان ما حدث لم يتعدى الاعتداء على اللاعبين و غاردت المكان غاضبه من كون المكان المنعزل بيئه خصبه للاشاعات و التهويل.....
ما ان دخلت غرفتها حتى اتصلت هاتفيا بامها و سألتها عن ما حدث....اجابتها بتفاصيل المأساه و موت عشرات الاشخاص و اصابته المئات و الاهوال التى حدثت.....سألتها و الدموع ترقرق فى عينها عن دور الامن....فاجابت بانهم كانوا مشاهدين لا اكثر و اضافت الا تحزن و انها فى رحله لتسرى عن نفسها المرهقه....اجابتها بصوت مخنوق من الدموع ب "حاضر".....
نظرت لكتاب طه حسين و الغرفه....و فجأه اصبح الكتاب فى عينها نوع من العبث و رفاهيه المثقفين... و الرحله ضرب من ضروب الخيال و المتعه لها بينما مصر تنتحب.. و من بين جنبات الحزن هب خاطر مزعج ماذا حدث لذلك الشاب من التراس الاهلى الذى تعرفه؟؟...زميل جامعى و زميل لها فى اكثر من مشروع ...هل يكون هل ذهب الى المباراه هل تراه قتل هل جرح او تشوه؟؟ ....و فى لحظات كانت تجرى بين جنابات النزل تبحث عن اتصال بالانترنت....واجهت لائحه اسماء القتلى و المصابين ...زفرت زفره الخوف و بدأت تقرأ الاسماء....انه اسوء احساس فى الوجود ان تبحث عن صديق بين الموتى و المصابين لهذه الدرجه وصلنا؟؟...بعد تفقد اكثر من مره لم تجد اسمه..زفرت هذه المره زفره الارتياح لكن لحظات السعاده كانت اقصر من اللازم فهل لعدم وجود من تعرفه شخصيا تنمحى المأساه؟؟ هل يبعث للحياه من ضاعوا بلا ثمن؟
قررت الحداد بعدم الخروج من الغرفه طوال اليوم....اغلقت فيروز و شغلت "فين الدبابه" و مسحت ملاحظات الكتاب و دونت بخط عريض "يسقط يسقط حكم العسكر"....
سيناريو:
مرسى يكسب...
الميدان نصه يفضى...
يثار جدل على اين يحلف مرسى القسم...
يأمل الثوار ان يحلف امام مجلس الشعب "المنحل" ورفض الاعلان الدستورى....
يخذلهم مرسى و يقسم امام الدستوريه....
يتحفظ على الاعلان الدستورى بس هيقفبله فى الاخر....
يزعلوا الثوار و يحسوا انهم اتخدعوا و ان حكم العسكر لم يسقط...
مظاهرات يومين و خلاص تنتهى بالتدريج مع بقاء قله فى الميدان.....
يزلوا شباب الاخوان يبقولوا للناس بلاش تظاهر عشان الريس يعمل "النهضه"...
حوار مجتمعى كبير عن الاستقرار و عجله الانتاج و شرعيه الصندوق...
انتخابات جديده برلمانيه...
برضه الاخوان ياخدوها....
اللجنه الدستوريه تعمل دستور زى الطين محدش يرضى بيه...
استفتاء جديد و نرجع لنعم و لا....
يدفع الليبرالين الناس ل لا و الاسلاميين لنعم
يطلع الاستفتاء نعم و نلبس دستور متفصل
و نعيش 4 سنين فى حكم عسكرى و اخوانى دفعه واحده....
البس يا شعب عشان خارجيين
تجرى مسرعه كعادتها فى التأخر على مواعيد الكلية
مهما حاولت ان توفق مواعيدها مع مودها الشخصى تفشل
فحين يكون المزاج متعكر تخرج مبكرا بلا مرايا ولا تزين
و حين يكون المزاج رائق تخرج متاخرة.. ايضا بلا مرايا
تهرول فى طريق كليتها المستقيم امتار طويلة و ينتهى بمنعطف
تهرول محاوله الحفاظ على توازن جسمها على كعب الحذاء العالى
تؤنب نفسها كل يوم فى نفس الموقف على شراء حذاء غير مريح
و تذكر ذاتها -كعادتها اليوميه- بشراء زوج اخر أقل كعبا و سعرا
يشجعها الطريق المستقيم الغير محتاج لتفكير و تدبر
فى أن تسرح فى خيالتها فى لون الحذاء الامل ...تفكر كحلى بالتاكيد
يشجعها الطريق المستقيم الغير محتاج لتفكير و تدبر
فى أن ترتكب مغامراتها اليوميه فتغلق عينيها تحت نضاره الشمس الكبيرة
تمشى مغمضه العينين لثوانى تخالها طويلة من خوفها من الاصطدام
تستمتع بمغامراتها الصغيرة و تحفظها لنفسها كسر منمنم لها فقط
تحرج ان تخبر به أصدقائها و يصير الطقس السرى محل للضحكات العادية
تحاول -جاهدا-ان يكون وجهها خلال كل الافكار جامد كالقناع بلا تعبيرات
تقولب نفسها فى قالب الفتاه الذاهبه للكليه بلا افكار صغيره او مغامرات منمنه
بلا اصوات تصرخ فى اذنيها بشراء حذاء كحلى مريح..فقط فتاه عاديه
******************
ما ان تنتهى من افكارها اليوميه المجنونه ...و حلم الحذاء الكحلى المستحيل
تفتح شنطتها المزدحمه بشتى الاشياء الا لوازم البنات من المكياج
تخرج سماعه موبايلها -الكحيت- كما تطلق عليه علنا بلا خجل
تحاول إخراج سماعه الموبايل دون حوادث كبيره او ان تفرغ محتويات الشنطه على الملآ
تضع السماعه من فوق الحجاب بلا تخفى ...تظهرها فى تبجح الشباب لا خجل البنات
لا تحب ابدا ان تضعها كعاده البنات تحت الحجاب فى تنكر
تقرر انها حره فى سماع الموسيقى و انها ليست فى حاجه للاختباء
هى لا تضعها كطريقه للغش فى امتحان ثانويه عامه ...انها تستمع و تستمتع بلا اعذار
كأنها تعلنها نعم استمع الى الموسيقى فلا تضايقنى بسؤالك عن شارع لا اعلم مكانه
نعم استمع الى الموسيقى فلا تطلب منى جنيه مع اضافه كل سنه و انتى طيبه
نعم استمع الى الموسيقى و الله غفور رحيم على الرغم من قناعتها انها ليست حرام
تنظر بقوه لعين شاب ملتحى يستعيذ بالله و ينظر لها -من فوق لتحت-
تتمنى لو تصيغ -من لم يكن منكم بخطيئه فليرمها بحجر- فى نظره
تتاكد انه و لو لمره سمع تلك الموسيقى الساحره والا فهو بائس لا محاله
تضع سماعتها و تضغط عليها بقوه لتستمع لاغنيها اليوميه باعلى صوت
*************************
تستمع للمقدمه الموسيقيه القصيره جدا
ثم يأتى صوت الكورس يهتف فى اذنها
"كل الجروح ليها دوا يا طير يا حايم في الهوا..
اطوى الجناح على اللى الجراح
اطوى الجناح على اللى راح واضحك
ويلا نطير سووووى"
تاخد نفس عميق و تستعد لدخلتها مع على الحجار
و تتلو قسمها اليومى بلا كلل او ملل
ثم تغنى بلا صوت او حركه للشفايف
"أنا مش حابيع الصدق بالأكاذيب
ولا أقولش للحمل الوديع يا ديب
ولا أقولش للديب يا أعز حبيب"
تفكر يوميا لماذا تغنى هذا المقطع بكل هذا الحماس ؟؟
اعجبت للمعنى لدرجه ان جعلتها شعارها فى الحياه
تربط الاغنيه بالسياسه دائما ...بلا سبب محدد
الصدق و الاكاذيب هم الثوره و السلطه
و الحمل هم شباب الثوره من تحلم من ان تكون منهم يوما
اما الديب فالعسكر و الاخوان و السلفيين و حتى الليبرالين..انهم اهل السياسه يا سيدى
و تردد جمله محمد عبده "اعوذ بالله من السياسه و من ساس و يسوس و من سائس و مسوس"
تعترف ان المعنى يعطى كثير من الاحتمالات لكنه المعنى الاقرب لها
تعترف بسذاجه رأيها و طفولته لكنها تستمتع برؤيه الحياه بالابيض و الاسود
تستمع الى الموسيقى الحماسيه الفاصله بين الكوبليهات
تاخد نفس اخر لتغنى بلا صوت مؤكده على الحروف لتشجع نفسها
"الصدق مهما عز فى الازمه مش ههتز,
الصدق مهما عز فى الازمه مش ههتز
ساعات يكون كتم الأنين
ساعات يكون كتم الأنين أصدق"
تعتبر الاغنيه اجمل من اى كتاب تنميه ذاتيه مزيف قرأته يوما
تحمسها الكلمات و لحن عمر خيرت و تجتهد لكتم تعبيرات وجهها
يـأتى صوت على الحجار مؤكدا و تتركه يغنى وحده دون مشاركه
"وأنا مهما أقع راح أقوم
وأنا مهما أقع راح أقوم
ودي .. مسألة مبدأ"
تفكر انها تقوم كثيرا بعد الوقوع هذه الايام
فاما ان الوقعات كثيره او ان قوه ارادتها زادت مؤخرا
تفضل -كعادتها اليوميه- الرأى الثانى و ينقذها ذلك من الاكئتاب
يهمس لها على الحجار ملخصا وضع الكون
"بيكدبوا الصدق اما الكدب يتصدق
يالليل يالليل تطول بكرة تلقى ؟ الفجر بيشقشق"
تتنهد كعادتها فى انتظار هذا البكره الذى لا يأتى ابدا
و ما ان تشعر بالاكئتاب يزحف على روحها
حتى تركز سماعها على نقطه النور القادمه
"أنا فى انتظار الصباح
أنا احتويت الجراح
وخلاص نسيت اللى راح
ومن جديد حابدأ
ودي .. مسألة مبدأ"
تنتهى الاغنيه فجاه بلا موسيقى كما بدأت بلا موسيقى
تود لو تفابل عمر خيرت فقط لتلومه على قصر الاغنيه
تتذكر انها كانت تتر مسلسل و لا حيله له
**************
تصل اخيرا الى المحاضرات ,
تصل متأخره عشر دقائق لكن المحاضره لم تبدأ بعد
تسب نفسها للحضور مؤخرا ,
و تسب النظام المنوط به بدء المحاضره بعد ميعادها بنصف ساعه
تخلع سماعتها و نزواتها الصغيره
تنسى مشروع الحذاء الكحلى و تخلع النضاره الشمس الضخمه
ترتدى نضارتها الطبيه الممله ,
تخرج من مملكه النفس حيث هى المواطنه الوحيدة
لتنضم للقطيع من جديد , تتنمى يوميا لو ان الطريق اطول
و مع نهايه الجزء الاول من السيكشن اضع سماعات الاذن موصلا بالموبايل و اغمض عينى قليلا للاسترخاء و اسمع فى الحان زياد الرحبانى "ما في حديث .. و الجو تعيس .. ضيعانو كيف خلص الحب .. بأي حديث مافي حديث .. لشو الحديث .. خلص الحب... مافي مجال لأي سؤال إلا بحال بعد في حب".....
و فى وسط كل هذا الهدوء النسبى افتح عيونى لاجد هرج و مرج و حوارات.....انزع السماعات و اهتف : فى ايه؟؟؟...جاء الرد: النايب بيقول خرجوا البنات بره عشان الدكتور مانع الاختلاط.......
لحظه صمت و اندهاش....اضيف بشفيق استايل : اااايه؟؟؟....احاول استيضاح الامر فاكتشف التالى :
دكتور القلب الشهير المعروف انه سلفى مبلغ النايب (الدكتور الصغير اللى لسه متخرج جديد) بالفصل بين الطالبات و الطلبه لان الدكتور ميسمحش بالاختلاط بين الطلبه....
مرضتش اتحرك قبل ما اتاكد فرحت للنايب الصغير و وجهت له سؤال مباشر: ايه هو السبب الرسمى للوضع ده؟؟؟....فاجابنى انها تعليمات الدكتور و انه كل مره يجى يدرس بيدى "اوردر" بكده....
ما اقدرش اوصف احساسى وقتها ....مزيج من الغضب و الكراهيه و الضعف و قله الحيله....
الوضع كالتالى حوالى 50 بنت و 9 شاب فى راوند واحد طول عمرنا مع بعض ...عمرنا محسينا اننا بنات و شباب....5 سنين مع بعض كطلبه طب مش اكتر ....5 سنين لا عمرنا شبكنا فى ايد بعض او حصل موقف خارج و لو مره .....و زى ما انتوا شايفين عدد الشباب قليل و كده كده بيقعدوا مع بعض فى اخر صف ....
يجى دكتور يقرر فجأه انه يعلمنا الادب و الدين و يدخل الخلاف و الوقيعه بين صحاب و هتشوف بالتفاصيل...
فؤجئنا بالنايب بيطلع البنات من الاوضه (اللى هى قاعه كبيره حوالى 60 كرسى) و يطلعنا فى الطرقه الاول ثم يقول لنا ندخل فى غرفه ضيقه جدا لا تزيد عن 20 كرسى و يقولنا نستنى الدكتور الاضافى هنا لان الدكتور الاصلى هيدرس للشباب فى -التسعه- فى القاعه الكبيره....
هنا حصل الهرج الاكبر بين البنات ازاى ندخل قاعه بالحجم ده؟؟....و بدأت اقتراحات الاضراب و عدم حضور السيكشن او تقديم شكوى....
هنا بقى حصلت الجزء الثانى من البهدله الا و هو صراخ النايبه فى وش زميلتنا و زعيقها ليها لانها معترضه على اللى بيحصل ...و بنتشتم و نتبهدل قدام العيانين الرايح و الجاى.....
و لما نقرر اننا نقف على باب القاعه الكبيره و نرفض دخول "الحق" بضم الحاء ....نفاجئ بصديقتنا خارجه من القاعه غاضبه و لما سألنا عن سبب زعلها اكتشفنا ان الشباب اللى المفروض انهم صاحبنا اللى واخدين مكانا جوا كاتبين على البورد "لما تبقوا زى بنات اليورو ابقوا ادخلوا" !!!!!!!!! و هنا جاء الجزء التالت من البهدله و مسح الكرامه بالارض
بعد خناقه مطوله دخلنا مكان الشباب فى القاعه الكبيره و دخلناهم فى الاوضه الاصغر....اللى فقعنى فعلا ان البنات اقتنعت ان ده انتصار و رد لكرامتهم المهانه!!!! و لا كأن الفصل ده مهين فى حد ذاته و ان دخولنا فى عصر قندهار و طورا بورا ده طبيعى
و المأساه او الملهاه فى الامر لا ادرى اياهم ان الدكتور الكبير يجى -متاخر طبعا- و يقول انه سوء تفاهم و انه قال للنائب يقسم الطلبه صفوف بنات و صفوف شباب مش انهم يخرجوا البنات بره.........و يكتمل الدرس بوجود البنات فقط فى القاعه مع الدكتور .......سوء تفاهم؟؟؟ كل الاحساس المهين ده سوء تفاهم؟؟!!!....انها المهانه......طبعا انا مش مضطره اكتب انى مسمعتش ولا كلمه من الدرس و ان الغضب و قله الحيله مازالوا مسيطرين على اعصابى حتى الان لذا فاعتذر اى اخطاء مطبعيه او لغويه فيما كتبت
كتبت قبلا فى هذا الموضوع ابان حدوثه فى جامعه بنى سويف و هو ما نفته الجامعه بعد ذلك.....لكنى بالتاكيد لم اتخيل انى سأوضع فى هذا الموقف قط
http://suchasmallaffairs.blogspot.com/2011/05/blog-post_14.html
فانا لم اقرر بعد كتابه شكوى ام لا حتى الان ....لكنى بالتاكيد جرحت حرج عميق فى كليتى و بلدى التى وضعتنى فى هذا الموقف....فاشهد يا وطنى ان يوم 12 يونيو 2012 لعلها كانت بدايه النهايه مع مجتمع ارفضه :((