Ordinary Men: Reserve Police Battalion 101 and the Final Solution in Poland
Christopher R. Browning
قرأت هذا الكتاب تحت شعار: لايهمني اسمك..لايهمني عنوانك..لايهمني لونك ولاميلادك..يهمني الإنسان و لو ملوش عنوان
و كسبيل من التغيير قررت التخلى عن العصبيات و الشوفنية و انظر للتاريخ نظرة طائر محلق و لو قليلا...لم اسمح لضميرى ان اكتفى فى قرئاتى على كتب من عينه "كذبة الهلوكوست" و "مبالغات اليهود" و هكذا...و على سبيل التغيير ان اقرأ اصل الحكاية من كاتب امريكى متخصص فى الهلوكوست و بلغته
الانجليزية الاصلية, و لعل ما اثلج قلبى -و لو قليلا- ان الكتاب مأخوذ من اوراق محاكم الستينات التى تمت فى المانيا لمحاسبة جرائم النازية لذا فمجال التحييز ضيق
سمعت عن الكتاب خلال متقطفات ممدوح عدوان له فى كتاب الرائع حيونة الانسان و لفت انتباهى لذا قررت قرأته
************************
بعد مقدمة قصيره عن الفرقة 101 و الملابسات العامه لما جرى لها و ما فعل رجالها العاديون من افعال تدل ان البشر يمكن ان يتغيروا فى ثوان
يعرض المؤلف فيما يقارب ال60 صفحة الاجواء التاريخية لاحداث الابادة نفسها و يركز الحديث عن دخول قوات البوليس-و هى قوات غير مألوفه فى الحروب- فى عمليات الابادة و التطهير العرقى للالمانيا , يشرح لقارئه اسباب دخول تلك الفئه فى الاصل الى معترك الحرب خاصه فى تجاربها الاولى فى روسيا و البشاعات الانسانية التى تمتعت من عمل جبرى او اقصاء و ترحيل من البلاد و صولا الى اعدام الرجال و النساء و الشيوخ و الاطفال رميا بالرصاص فى الموقع اما بحجه معاونة هؤلاء لاعداء المانيا او تهريب سلع او بلا حاجة الى تبرير فى احوال اخرى, جدير بالذكر هى ورود تلك المذكرة من احد قواد الجيش الالمانى الى رئيسه المباشر يشكو فيها من تكليف ضباط قوات اخرى من الجيش بقتل العمال اليهود بالعمل الجبرى فى مصنع يديره للجيش صاحب المذكرة ,غريب ان تلك الشكوى من تضارب الاوامر يصبح يوما من الايام اعتراف مكتوب -و هم قله- من الجيش النازى بحقيقة العمل الجبرى و قتل اليهود و اسرهم
ملاحظة اخرى ان المؤلف طيله تلك الصفحات ال70 يتحدث بلهجة خبريه محايده لدرجة كبيره اقرب الى الصياغه الصحفية و تقريبا بلا تعليق...فحين يتحدث عن مقتل 45 سيده باطلاق الرصاص عليهن و السبب الرسمى الوارد فى المذكرة هى عدم ارتدائهن لشاره تمييزهم كيهود فهو يتحدث بلهجة اقرب الى اخبارك بان الجو بارد غدا
***************
و ما ان وصلنا الى الفصل السابع التى يحكى فيه عن تفاصيل 13 يوليو 1942حتى تغيرت اللهجة الخبرية و نجدنا قد تحولنا الى كتاب ادبى بحت..يروى تفاصيل تحول هؤلاء الموظفين الى اطراف من مذبحة جماعية
عن ذلك القائد الذى رفض مشاهدة جنوده يقتلون و قرر البقاء فى مكتبه مدعيا بالانشغال , عن ذلك القائد الاقل رتبة الذى يرفض الاشتراك فى قتل نساء و اطفال فيقبل ان يكون مختصا فقط بجزء العمالة الجبرية لرجال تلك العائلات و كأن ذلك يجنبه العار او يجعل منه غير مشارك فى المذبحة
عن تفاصيل عمل هؤلاء بين عامل و فنى و ضابط على وشك التقاعد معظمهم ليسوا اعضاء فى الحزب النازى فى الاصل ...و هذا ما يجعل الامر مثير للاهتمام فدراسة هولاء العمال بعدم وجود اى خبرة حربية او انتماء فكرى الى مشتركين فى واحدة من اغرب المذابح الجماعية التى مرت على...فهم ليسوا مجموعة من الجيش النظامى او كارهى اليهود بشكل خاص فدراسة سيكولوجية هؤلاء متعة عقلية خالصة
عن تبريرات هؤلاء من انسحبوا فمعظمهم قال ببساطة بانه لم يكن متهم بالاستمرار فى سلك الشرطة مغلفا تلك الحقيقة بغطاء اخلاقى كرفضه لقتل العزل...و لكن الاكثر غرابة هى تبريرات من شاركوا فى الجريمة بالفعل و منها تلك الشهادة من المحاكمة التى اجريت فى الستينات بانه كان يخلص الاطفال من عذابهم بعد موت الام , هكذا قد يبرر انسان لنفسة قتل طفل , هكذا يمكن ان نصل نحن البشر
Christopher R. Browning
قرأت هذا الكتاب تحت شعار: لايهمني اسمك..لايهمني عنوانك..لايهمني لونك ولاميلادك..يهمني الإنسان و لو ملوش عنوان
و كسبيل من التغيير قررت التخلى عن العصبيات و الشوفنية و انظر للتاريخ نظرة طائر محلق و لو قليلا...لم اسمح لضميرى ان اكتفى فى قرئاتى على كتب من عينه "كذبة الهلوكوست" و "مبالغات اليهود" و هكذا...و على سبيل التغيير ان اقرأ اصل الحكاية من كاتب امريكى متخصص فى الهلوكوست و بلغته
الانجليزية الاصلية, و لعل ما اثلج قلبى -و لو قليلا- ان الكتاب مأخوذ من اوراق محاكم الستينات التى تمت فى المانيا لمحاسبة جرائم النازية لذا فمجال التحييز ضيق
سمعت عن الكتاب خلال متقطفات ممدوح عدوان له فى كتاب الرائع حيونة الانسان و لفت انتباهى لذا قررت قرأته
************************
بعد مقدمة قصيره عن الفرقة 101 و الملابسات العامه لما جرى لها و ما فعل رجالها العاديون من افعال تدل ان البشر يمكن ان يتغيروا فى ثوان
يعرض المؤلف فيما يقارب ال60 صفحة الاجواء التاريخية لاحداث الابادة نفسها و يركز الحديث عن دخول قوات البوليس-و هى قوات غير مألوفه فى الحروب- فى عمليات الابادة و التطهير العرقى للالمانيا , يشرح لقارئه اسباب دخول تلك الفئه فى الاصل الى معترك الحرب خاصه فى تجاربها الاولى فى روسيا و البشاعات الانسانية التى تمتعت من عمل جبرى او اقصاء و ترحيل من البلاد و صولا الى اعدام الرجال و النساء و الشيوخ و الاطفال رميا بالرصاص فى الموقع اما بحجه معاونة هؤلاء لاعداء المانيا او تهريب سلع او بلا حاجة الى تبرير فى احوال اخرى, جدير بالذكر هى ورود تلك المذكرة من احد قواد الجيش الالمانى الى رئيسه المباشر يشكو فيها من تكليف ضباط قوات اخرى من الجيش بقتل العمال اليهود بالعمل الجبرى فى مصنع يديره للجيش صاحب المذكرة ,غريب ان تلك الشكوى من تضارب الاوامر يصبح يوما من الايام اعتراف مكتوب -و هم قله- من الجيش النازى بحقيقة العمل الجبرى و قتل اليهود و اسرهم
ملاحظة اخرى ان المؤلف طيله تلك الصفحات ال70 يتحدث بلهجة خبريه محايده لدرجة كبيره اقرب الى الصياغه الصحفية و تقريبا بلا تعليق...فحين يتحدث عن مقتل 45 سيده باطلاق الرصاص عليهن و السبب الرسمى الوارد فى المذكرة هى عدم ارتدائهن لشاره تمييزهم كيهود فهو يتحدث بلهجة اقرب الى اخبارك بان الجو بارد غدا
***************
و ما ان وصلنا الى الفصل السابع التى يحكى فيه عن تفاصيل 13 يوليو 1942حتى تغيرت اللهجة الخبرية و نجدنا قد تحولنا الى كتاب ادبى بحت..يروى تفاصيل تحول هؤلاء الموظفين الى اطراف من مذبحة جماعية
عن ذلك القائد الذى رفض مشاهدة جنوده يقتلون و قرر البقاء فى مكتبه مدعيا بالانشغال , عن ذلك القائد الاقل رتبة الذى يرفض الاشتراك فى قتل نساء و اطفال فيقبل ان يكون مختصا فقط بجزء العمالة الجبرية لرجال تلك العائلات و كأن ذلك يجنبه العار او يجعل منه غير مشارك فى المذبحة
عن تفاصيل عمل هؤلاء بين عامل و فنى و ضابط على وشك التقاعد معظمهم ليسوا اعضاء فى الحزب النازى فى الاصل ...و هذا ما يجعل الامر مثير للاهتمام فدراسة هولاء العمال بعدم وجود اى خبرة حربية او انتماء فكرى الى مشتركين فى واحدة من اغرب المذابح الجماعية التى مرت على...فهم ليسوا مجموعة من الجيش النظامى او كارهى اليهود بشكل خاص فدراسة سيكولوجية هؤلاء متعة عقلية خالصة
عن تبريرات هؤلاء من انسحبوا فمعظمهم قال ببساطة بانه لم يكن متهم بالاستمرار فى سلك الشرطة مغلفا تلك الحقيقة بغطاء اخلاقى كرفضه لقتل العزل...و لكن الاكثر غرابة هى تبريرات من شاركوا فى الجريمة بالفعل و منها تلك الشهادة من المحاكمة التى اجريت فى الستينات بانه كان يخلص الاطفال من عذابهم بعد موت الام , هكذا قد يبرر انسان لنفسة قتل طفل , هكذا يمكن ان نصل نحن البشر
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....