رواية: جوستين (الجزء الاول من رباعية الاسكندرية)
تأليف: لورانس داريل
عدد الصفحات ٣١٩ صفحة
طباعه دار الشروق
التقييم ٥/٤
ما سبب عظمة "رباعية الاسكندرية؟ تفكر كثيرا...هى ليست الدراما ولا تصاعد الاحداث بالتاكيد ، ف"جوستين" لا تمتلك بداية و وسط و نهاية بالمعنى التقليدى ، بل لمحات و لقطات و كثير من التبصر
و الان بعد انتهاء ال٣١٩ صفحة يمكنى اخيرا فهم ذلك ...جوستين ليست رواية عادية لكاتب و قارئ عادى بل قوة جامعه لمعانى الشعر
كم كانت مملة احيانا...كم وددت ان اقذف بها بعيدا...كم تمنيت حدوث حدث صخم يقلب تأملاتها الفلسفية الى واقع ، لكنى فهمت اخيرا سبب تلك العبقرية
جوستين الرواية مثال يدرس بدون ادنى مبالغه عن كيف "تصنع شخصية؟ و كيف تنفخ الروح فى شخصيتك الدرامية التى ترقد بين سطور كلماتك لتصير شخص ثلاثى الابعاد يمتلك ارادته و عاداته الغريبة"
يلفت نظر القارئ كيف دار بنا داريل فى ظل الشخصيات كلها و شوقنا اكثر للتعرف اليهم دون ان يخل بان يجعل ل"جوستين" صاحبة نصيب الاسد ، نسيم الزوج...كليا ثنائية الجنس..سكوبى احمر الوجة ...ميليسا المسكينه و اخيرا راوى جزء اصيل فى قصة متشابكة ، كيف يصمم لورانس كل تلك الشخصيات بالدقة نفسها التى يصنع فيها "جوستين" الخائنة معذبة نسيم ، الارناوطى ، الراوى، كليا و تقريبا الجميع و اولهم نفسها
جوستين صاحبة الشتات النفسى بمراحله فى البحث عن سؤال لا تعلم ما هو قبل اجابته
حتى مدينتنا التى لا تقل خيالية عن الشخصيات فى رأيى على عكس ما صرح به المؤلف بان (شخصيات القصة خيالية، المدينه فقط هى الحقيقية) ....جمع داريل سحر الاماكن كلها فى تلك الاسكندرية البعيدة ، كل ما قد يقال عن تأثير مدينه ما على نفس قاله لورانس عنها ، (المدينة قفص ، لا اماكن اخرى...هذة دوما يابستك الارضية التى تراها عائد من السفر ، ولا سفن موجودة لتأخذك من نفسك) هذة ربما لخص لنا الامر فى قصيدة المدينة التى وضعها فى "نقاط العمل" و هو شئ يستحق الدراسة فى حد ذاته
يضع داريل فى نهاية الرواية و بعد انتهاء الاحداث صفحات قليلة لو تعلمون قيمة و درس للكاتب القادم....صفحات من سطور قصيرة توصف شخصياته ، عاداتهم، وصفهم يأكلون او يفكرون ، احداث صغيرة لم تذكر فى الرواية ، اسرارهم الصغيرة ، ارائهم فى بعضهم البعض
و بتلك السطور الغير متماسكة وحدها تدرك لاى مدى وصل لورانس داريل فى تجسيد بنات افكاره
ماذا فعل داريل فى جوستين؟ ...حمسنى باكثر الطرق التواء ان اهرول الى "بلتازار" الجزء الثانى من رباعيته العجيبة
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....