Dina Nabil
عزيزى Mahmoud Basim
قلت لى ادام الله توفيقك فى كل قول و فعل و سهل لك صعوبة كل أمر و حرر روحى و روحك من الأسر عن ذاك الصدع البشرى الضخم من المادية و الروحانية و ان كنت قصرت الامر على العالم الغربى لكنى ما اظن ان الامر اقتصر على ذلك
تتعجب و يثير الذهن عندما يكتب ابو حيان التوحيدى فى الامتاع و المؤانسة فى قالب رسائل كتلك التى تقطع رحلتها ذهابا و ايابا بينى و بينك عن ذلك الصدع ، لعله اثبات اخر على قول الياد ان الانسان البدائى كان يبحث عن عالم ابسط
فتجد ابو حيان المسكين -المتخيل انه فى اخر الازمان- متحدثا عن تقلبات الدهر و ان عصره مشتت بين الدين و الدنيا و يقول لصاحبه (هذا لان الانسان صغير الحجم ، ضعيف الحول لا يستطيع ان يجمع بين شهواته و اخد حظوظ بدنه و ادراك ارادته و بين السعى فى طلب المنزلة عند ربه...فان صفق وجهه و قال نعمل تارة لتلك و تارة لتلك فهذا المتذبذب الذى لا هو من هذة ولا من هذة و من تنخث و تليث لا كان رجلا ولا امراة ولا يكون ابا ولا اما)
قاسيا كان التوحيدى الا ترى يا صديقى المسكين المصاب بما صنعته ايدينا نحن ابناء المعطف الابيض الا ترى؟! ...فحتى ذلك البين بين لا يتركه لنا فى سلام دون تأنيب و ارهاب و وكز فى ضميرنا الذى لا نعلم ان كان حيا بعد او ذهب لمثواه الاخير
ربما الكل على حق و لكن لا نعلم بعد...فصديقنا جين بابيست لامار بشر بالتطور الذى خطها فى ١٨٠٩ محط سخرية و هجوم الى ان جاء داروين ليحصد وحده المجد و التمجيد ، لامار المسكين الى تلقى فى حياته اكثر مما تلقى أحمد جعفر من جمهور الزمالك
او ربما الكل على خطأ ولا نعلم ذلك ايضا بعد.. ف هناك من عاش و مات على قناعة ان كوكبنا البائس الازرق الصغير ثابت الى ابد و ان كرة اللهب التى سميت اصطلاحا بالشمس تدور
او اننا تشبعنا بالمادية حتى جننا جميعا كالرفيق دونكان ماكدوجال الذى قضى عمره يوزن المرضى قبل و بعد الموت ليعلن ان الروح البشرية كتلتها ٢١ جرام
ذكرت هيرمان هيسه ، اتعرف انى قرأت "الكريات الزجاجية" ٦ مرات و لم اصل قط لصفحتها الاخيرة؟ هل تدرك بعد مأساتى؟!
هل تؤمن بالعوالم الموزاية يا من تتلقى رسائلى و تجيب رغم ارهاقك؟ هل اخبرتك من قبل انى مولعة بها؟ ... يعجبنى احيانا ان اقتنع بان عالمنا هو فقط النسخة المشوشة عن عالم اكثر وضوحا ....رأى سطحى؟! لكنه مريح رغم كل شئ
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....