هى تجربتى الاولى مع المسيرى ...حاولت تجنب قراءة كتبه لفتره نظرا لصعوبة اساليبه و مصطلحاته...لكنها كانت مفاجأة سارة لى عندما جرت الصفحات بين يدى فى سهولة و يسر نسبى و تغلبت بطريقه ما على صعوبته
*************
فى وسط مشاغلى بين دوايين الحكومة و المرور لنقل ترخيص سيارتى من الجيزة لشبرا و هى مهمه لم يكتب عنها سوى عزيزى جلال امين... فكونى اقرأ الصهيونية و النازية و نهاية التاريخ ل عبد الوهاب المسيري مثير للارتباك ان تقرأ عن الفرق بين العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة بينما همك الاول ان تتلخص من روتين ختم كل ورقه بعد الامضاء
**************
للتعليق على الكتاب يجب الفصل الدقيق بين اسلوب الكتاب و محتواه ففى ذلك دقة يجب توافرها للحكم المنطقى
اولا: الاسلوب
هناك مقولة شهيرة بانك انلم تستطع شرح موضوع لطفل فى العاشره فانت لا تفهم الموضوع بشكل كافى....و على الرغم من انى مؤيدة لتلك الجملة فمن الصعب ان نطبقها على اعمال المسيرى نظرا لانها اكاديمية بحته و تميل للمتخصصين و شعورى الخاص ان المسيرى يحتقر القارئ العادى لذا يصعب الامر "قصدا" احيانا عليه
كما ان بعض الالفاظ و المصطلحات توحى بان الكتاب مترجم !!!!...فاللغة لا تسير فى سهولة و يقطعها كثير الالفاظ المشتقة و الاجنبية و هو اسلوب "شبه" مقبول نظرا لان معظم الدراسات فى هذا المجال بالانجليزية و الالمانية و الاخرى من اللغات ذات الاصل اللاتينى...لكن تلك الجمل الغير متناسقة دليل على ان العربية لم تصل بعد لان تكون لغة سهله التعامل فى المجالات العلمية ...كما ان غرابة الترجمة مثال حى "فى رأيى" على ضرورة اعادة التفكير فى التعريب فاما ان نحسنه او نغليه افضل لكن الاستمرار على هذا النهج غير نافع...اعذرنى على خشونة رأيى لكن قراءة كتاب 300 صفحة بهذا الاسلوب هو شئ موجع
**************************
ثانيا: المحتوى
الكتاب مقسم ل3 "كتيبات" صغيره: النازية و الصهيونية و نهاية التاريخ
فاما "نهاية التاريخ" فشرحها المسيرى فى فصل صغير فى نهاية الكتاب و هو فصل على صغره صعب...و مفهوم نهاية التاريخ نفسه صعب و معقد و لا يفهم الا اذا تشبع القارئ بمفاهيم العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة العقلانية التكنولوجية المادية كما يسميها المسيرى فى جزء و ذلك لا يكتمل الا بفهم مفهوم : الحلولية الكمونية الواحدية و الرؤية العلمانية الامبريالية الشاملة...."فهمت انا تعبت ليه" اهو ده مثال
اما كتيب النازية فهو فى رأيى درة التاج و اروع اجزاء الكتاب و هو مرجع فى حد ذاته لمحبى القارئة عن تلك الحقبة ...و فيه شرح مفصل لتلك الايدلوجية و اساليبها فى فرض سلطتها و تكوين دولتها و هو الجزء الذى اربح الكتاب ال3 نجوم ....كما يروى فيه "بحيادية شعورية غريبة" ارقام الضحايا و المضطهدين من اليهود و خلافهم...يروى كثيرا من الاهوال التى وصلت كما يؤكد هو ان رماد الجثث كان يستخدم كعازل و ان دهون الضحايا اثرت صناعه الصابون و شعورهم وفرت مادة جيدة لحشو المراتب, كما انى قرأت اعداد للضحايا تفوق احيانا اعداد قرأتها فى كتب لكتاب امريكان حتى و هى اعداد يوافق عليها المسيرى باريحيه قوية
***********************
اما فى فصل الصهونية فعلى الرغم من المجهود الرائع الذى بذله المسيرى فى شرح وجه التناظر بينها و بين النازية و كيف ان كلاهما ايدلوجيا لا يختلفوا كثيرا....لكن هناك بعض التلميحات التى ببساطها ارفضها شكلا و مضمونا و اراها تتناقض مع الشعار الذى وضعه للكتاب فى اولى صفحاته
أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً" المائدة :32"
فيلمح بل و يصرح ان الضحايا انفسهم كانوا جزء من المشكلة بانهم لم يقاوموا...و لست اعلم كيف يطالب المسيرى نساء و اطفال عزل بالمقاومة امام تهديد السلاح!!!...بل ان تلك النظرية سواء كان مصدرها المسيرى او انه قام بنقلها لا تختلف عندى عن نظرية : و هما ايه اللى وداهم هناك؟
ثم يكمل بغضبه من الاعمال الفنية التى تحيى ذكرى هؤلاء كمذاكرات ان فرانك و قائمة شاندلر و حتى متحف الابادة...فيشكك فى وجود الاولى اصلا و يشوه نوايا الاخر و ينتقد الثالث لانه يبالغ فى الاحتفاء بالقتلى !! و لا ادرى لماذا
ماذا يضر المسيرى او يضرنا كعرب اذا اقيم متحف لذكرى رجال و نساء قتلوا غدرا باعترافنا....ماذا يضرنا حتى اذا بالغوا فى الاحتفاء؟...اليس المبالغه فى التذكر افضل من التناسى الذى يصيب مجتمعنا الذى ينسى قتلااه بعد مرور 12 ساعة
اظن ان الاجابة على تساؤلات المسيرى واضحة...اقامة متحف لتخليد ذكرى قتلى اليهود ليس مكان لائق لذكر تلك الحقائق الجارحة "التى لا نعلم بعد دقتها" فى نفس مكان المتحف
و يتسأل فى جزء لاحق عن سبب عدم اقامة متحف مشابه للقتلى الهنود الحمر و خلافه من قتلى الابادة و الاجابة انها ليست غلطة اليهود !!...فليقم من يشاء متحفه ....و لما لم يقم متحف مشابه لضحايا فلسطين فالعيب عيبنا نحن و ليس اى احد اخر
**************************
الريفيو طول قوى...كفاية كده بقى
*************
فى وسط مشاغلى بين دوايين الحكومة و المرور لنقل ترخيص سيارتى من الجيزة لشبرا و هى مهمه لم يكتب عنها سوى عزيزى جلال امين... فكونى اقرأ الصهيونية و النازية و نهاية التاريخ ل عبد الوهاب المسيري مثير للارتباك ان تقرأ عن الفرق بين العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة بينما همك الاول ان تتلخص من روتين ختم كل ورقه بعد الامضاء
**************
للتعليق على الكتاب يجب الفصل الدقيق بين اسلوب الكتاب و محتواه ففى ذلك دقة يجب توافرها للحكم المنطقى
اولا: الاسلوب
هناك مقولة شهيرة بانك انلم تستطع شرح موضوع لطفل فى العاشره فانت لا تفهم الموضوع بشكل كافى....و على الرغم من انى مؤيدة لتلك الجملة فمن الصعب ان نطبقها على اعمال المسيرى نظرا لانها اكاديمية بحته و تميل للمتخصصين و شعورى الخاص ان المسيرى يحتقر القارئ العادى لذا يصعب الامر "قصدا" احيانا عليه
كما ان بعض الالفاظ و المصطلحات توحى بان الكتاب مترجم !!!!...فاللغة لا تسير فى سهولة و يقطعها كثير الالفاظ المشتقة و الاجنبية و هو اسلوب "شبه" مقبول نظرا لان معظم الدراسات فى هذا المجال بالانجليزية و الالمانية و الاخرى من اللغات ذات الاصل اللاتينى...لكن تلك الجمل الغير متناسقة دليل على ان العربية لم تصل بعد لان تكون لغة سهله التعامل فى المجالات العلمية ...كما ان غرابة الترجمة مثال حى "فى رأيى" على ضرورة اعادة التفكير فى التعريب فاما ان نحسنه او نغليه افضل لكن الاستمرار على هذا النهج غير نافع...اعذرنى على خشونة رأيى لكن قراءة كتاب 300 صفحة بهذا الاسلوب هو شئ موجع
**************************
ثانيا: المحتوى
الكتاب مقسم ل3 "كتيبات" صغيره: النازية و الصهيونية و نهاية التاريخ
فاما "نهاية التاريخ" فشرحها المسيرى فى فصل صغير فى نهاية الكتاب و هو فصل على صغره صعب...و مفهوم نهاية التاريخ نفسه صعب و معقد و لا يفهم الا اذا تشبع القارئ بمفاهيم العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة العقلانية التكنولوجية المادية كما يسميها المسيرى فى جزء و ذلك لا يكتمل الا بفهم مفهوم : الحلولية الكمونية الواحدية و الرؤية العلمانية الامبريالية الشاملة...."فهمت انا تعبت ليه" اهو ده مثال
اما كتيب النازية فهو فى رأيى درة التاج و اروع اجزاء الكتاب و هو مرجع فى حد ذاته لمحبى القارئة عن تلك الحقبة ...و فيه شرح مفصل لتلك الايدلوجية و اساليبها فى فرض سلطتها و تكوين دولتها و هو الجزء الذى اربح الكتاب ال3 نجوم ....كما يروى فيه "بحيادية شعورية غريبة" ارقام الضحايا و المضطهدين من اليهود و خلافهم...يروى كثيرا من الاهوال التى وصلت كما يؤكد هو ان رماد الجثث كان يستخدم كعازل و ان دهون الضحايا اثرت صناعه الصابون و شعورهم وفرت مادة جيدة لحشو المراتب, كما انى قرأت اعداد للضحايا تفوق احيانا اعداد قرأتها فى كتب لكتاب امريكان حتى و هى اعداد يوافق عليها المسيرى باريحيه قوية
***********************
اما فى فصل الصهونية فعلى الرغم من المجهود الرائع الذى بذله المسيرى فى شرح وجه التناظر بينها و بين النازية و كيف ان كلاهما ايدلوجيا لا يختلفوا كثيرا....لكن هناك بعض التلميحات التى ببساطها ارفضها شكلا و مضمونا و اراها تتناقض مع الشعار الذى وضعه للكتاب فى اولى صفحاته
أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً" المائدة :32"
فيلمح بل و يصرح ان الضحايا انفسهم كانوا جزء من المشكلة بانهم لم يقاوموا...و لست اعلم كيف يطالب المسيرى نساء و اطفال عزل بالمقاومة امام تهديد السلاح!!!...بل ان تلك النظرية سواء كان مصدرها المسيرى او انه قام بنقلها لا تختلف عندى عن نظرية : و هما ايه اللى وداهم هناك؟
ثم يكمل بغضبه من الاعمال الفنية التى تحيى ذكرى هؤلاء كمذاكرات ان فرانك و قائمة شاندلر و حتى متحف الابادة...فيشكك فى وجود الاولى اصلا و يشوه نوايا الاخر و ينتقد الثالث لانه يبالغ فى الاحتفاء بالقتلى !! و لا ادرى لماذا
ماذا يضر المسيرى او يضرنا كعرب اذا اقيم متحف لذكرى رجال و نساء قتلوا غدرا باعترافنا....ماذا يضرنا حتى اذا بالغوا فى الاحتفاء؟...اليس المبالغه فى التذكر افضل من التناسى الذى يصيب مجتمعنا الذى ينسى قتلااه بعد مرور 12 ساعة
اظن ان الاجابة على تساؤلات المسيرى واضحة...اقامة متحف لتخليد ذكرى قتلى اليهود ليس مكان لائق لذكر تلك الحقائق الجارحة "التى لا نعلم بعد دقتها" فى نفس مكان المتحف
و يتسأل فى جزء لاحق عن سبب عدم اقامة متحف مشابه للقتلى الهنود الحمر و خلافه من قتلى الابادة و الاجابة انها ليست غلطة اليهود !!...فليقم من يشاء متحفه ....و لما لم يقم متحف مشابه لضحايا فلسطين فالعيب عيبنا نحن و ليس اى احد اخر
**************************
الريفيو طول قوى...كفاية كده بقى
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....