رواية: كائن لا تحتمل خفته
تأليف: ميلان كونديرا
عدد الصفحات: ٣١٧ صفحة
اصدار المركز الثقافى العربى
التقييم 5/4
بينما سار سقراط فى شوارع اثينا ليسأل العامة عن معنى الخير و الجمال و الحب و الظلم و الكراهية و سبب وجود البشر ، فقد سلك ميلان كونديرا مسلك مختلف فتجول بك و بشخصياته الدرامية رائعة التكوين فى طرق رواياته المتشابكة ليس فقط ليسأل بل و ليعطى لك جواب مختلف فى كل مره
يريك ميلان جمال القبح و قبح الجمال ، روعة الخيانة و خيانة الروعة ، عبثية الفلسفة و فلسفة العبث ، و بالتاكيد خفة الثقل و ثقل الخفة.... يخلط لك المفاهيم و يعيد خلط الاوراق جميعا ليكسبك نظرة مختلفة لكل ما تراه عينك او تشعر به حواسك
اذن فلا نكون قد تسرعنا اذا اطلقنا حكما عاما بان "كائن لا تحتمل خفته" هى كتاب فلسفة متنكر فى هيئة رواية
استخدم تقنيات ادبية متنوعة التقديم و التاخير و ما يوفره من اثارة للخيال للقارئ فنحن نعلم مصير شخصياته البائسة قبل ان تعرف هى ، تقنيات الراوى/الكاتب الذى يتيح له شئ من السعه ليعبر عن افكاره بحرية و ليزيد لنا من جرعات الفلسفة الصغيرة التى تأتى على فترات متباعدة لكنها تلمع كالشمس وسط سوداوية الاحداث ، كان قاسيا كونديرا على شخصياته و مصيرها
وحده ميلان يصرح بما يمر فى خاطرك دون ان تنطق به فيحدثك عن "الدوار" ان يكون المرء سكران بضعفه الخاص فهو يعى ضعفه لكنه لا يرغب فى التصدى له بل فى الاسترسال فيه ، ينتشى بضعفه الخاص فيرغب ان يكون اكثر ضعفا ، يرغب ان يقع فى الشارع امام الناس
ميلان هو من يجعلك تتذوق جمال "النشوة السوداء" عندما تمحى جزاء عزيزة من حياتك بحماس لا تدرى له هدف ولا ان تدرى ان كان التصرف الصحيح او الحسن لكنه التصرف الذى يعجبك
وحده ميلان يجعلك تتأرجح بين "ليس من ذلك بد" الى "أكان حقا ليس من ذلك بد؟!" طيله الصفحات ال٣١٧ بلا هوادة او استراحة
دينا نبيل
15-9-2014
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....