رواية: الجهل
تأليف: ميلان كونديرا
عدد الصفحات: ١٣٠
اصدارات ورد للطباعه و النشر -سوريا
التقييم ٥/٤
فى ربط "سحرى" يعقد كونديرا مقارنته بين بطلة روايته القصيرة المكثفة "الجهل" و عوليس التائه الذى لم يحلم بشئ سوى بالعودة الى بلده، عوليس الذى وجد نفسه امام بشر لم يعلم عنهم شئ فى بلد اشتاق له بل و ترك كل ما قد يحلم به من اجله
هى اذا اسطورة "عودة الابن الضال" اللى لا تتوقف عن تكرار نفسها ، و لا اظن ان هناك من عبر عن احلام و مخاوف و قلق المهاجرون افضل من ميلان كونديرا فى تاريخ الادب
"اليوم فهمت ، باستطاعتى ان اعيش من جديد بينهم بشرط ان اضع كل ما عشت معك ، مع الفرنسين على مذابح الوطن و اشعل فيها النار ، عشرون عاما من عمر تصبح دخانا خلال حفل مقدس ......انه الثمن ليغفرن لى ، كى اصبح مقبولة ، كى اعود و اصبح واحدة منهم"
************
يطرح كونديرا معضلة اخرى "تعيسة" عن ماهية الوطن من اصله اذا انعدمت طرقنا "المألوفة" ، فاذا اختفت اماكن ذكرياتنا اما بالتغيير البطئ الذى غبنا عنه فتفاجئنا به او بالمحو السريع ، اذا لم يعد من احبانهم يعرفوننا حقا فى حاضرا و ليس نسخة باهته قديمة لشخص اخر عاش فى جسدنا يوما ، و اذا جربنا الغربة فى الوطن المنسى فاين نشعر بالألفه اصلا؟!
قرر كونديرا ان يعطى روايته القصيرة حجما و الثرية محتوى اسم "الجهل" و ان اردت انا ان اغير الاسم فاستحوله الى "الذاكرة" ....فبالذاكرة و عنها تستطيع اقتطاع اجمل اجزاء الكتاب ، حين يبحر ميلان بعيدا عن روايته و متنها و تقوده تأملاته الى اعادة تقييم لمفاهيم البشر هنا -و ربما هنا فقط- يتجلى كونديرا فعلا و يظهر معدنه كاتب/فيلسوف
الذاكرة التى تنتقى -بشكل يبدو عشوائى للغاية- احداث و اشخاص و مشاهد بعينها و تمحو بكل بساطة ما يبدو لها غير ضرورى ....فحين يعيش اثنان معا بنفس المواقف و الحياة لكنك ان فرغت تلك الذاكرة على شريط ما ، ستدرك غرابة الاختيار بالفعل
٣١ اكتوبر ٢٠١٤
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....