عالم صوفي by Jostein Gaarder
Dina Nabil's review Jul 10, 14
5 of 5 stars
Read in January, 2014
يظل السؤال قائم: كيف تحكم ان الكتاب الذى يرقد هادئا بين يديك عظيم؟ تلك الوريقات التى تنظرك فى ببساطه الى ان تتفرغ لها لتمسك بها فتنقلك كالمصباح السحرى الى عالم موازى؟
قال احدهم انك ان شعرت انك تفقد صديق عزيز حين تبقى صفحات قليلة يكون بلا مواربة كتاب عظيم , و قال اخر انك تطلق تلك الصفة اذا اصبحت شخصيات تلك الورقات هى صديقتك و ان تحررت من سلطة المؤلف و تتصرف كلحم و دم... و قال اخر ان شعرت انك صرت مثقف اكثر , عالم اكثر , مكتسب حتى و لو معلومة واحدة يكون الكتاب مفيد
و اذا طبقنا تلك القواعد او غيرها ان شئت فسنصل الى نفس الاستناج هو ان "عالم صوفى" كتاب يجمع بين التسلية و المرح و العظمة و الفائدة
رواية فلسفية/تاريخية/عبثية فى وقت واحد و من الصعب -و احيانا من المستحيل- ان تجمع فى رواية واحدة اكثر من قالب درامى فى ان واحد دون ان تطغى احدها على الاخرى
من سقراط الى افلاطون و من ارسطو الى ابن رشد , من القرون الوسطى الى النهضة و من التنوير , و رحله فى نفس هيجل و كانت و ديكارت و روسو و سارتر , تختطفك صوفى و البرتو من عالمك الرتيب و تفاصيله اليومية الى رحلتهم الابديه فى تسلق شعر الارنب فى محاوله للنظر فى عين ساحر الكون صاحب القبعة العالية و لتترك الدفء و الاطمئنان و اليقين من خلفك ليس اسفا عليهم
و لكن من يضمن لى انى لست بطلة فى قصه يكتبها احدهم عن دكتورة امتياز صغيره تعشق الكتب و تهرب من تفاصيل مستشفى مكتظ بالمرضى الى رواية غلافها ازرق بقلم "جوستاين غاردر " عن قصه هيلدا تقرأ قصه صوفى؟! من يضمن لى انى انا ايضا لست موجات كهرومغناطسية فى دماغ احدهم؟
و لكن دعنا نستعير هنا كلمات نجم "حد ضامن يمشي امن او مامن يمشي فين؟" و لماذا نكون نحن متأكدين او ضامنين لشئ اذا كان الانسان فى رحلته عبر التطور و سنينه لم يكن قط متأكد من شئ؟
ربما يكون كل شئ موضع تساؤل و يبرز استثناء صغير: ان "عالم صوفى" رواية تستحق القراءة
Dina Nabil's review Jul 10, 14
5 of 5 stars
Read in January, 2014
يظل السؤال قائم: كيف تحكم ان الكتاب الذى يرقد هادئا بين يديك عظيم؟ تلك الوريقات التى تنظرك فى ببساطه الى ان تتفرغ لها لتمسك بها فتنقلك كالمصباح السحرى الى عالم موازى؟
قال احدهم انك ان شعرت انك تفقد صديق عزيز حين تبقى صفحات قليلة يكون بلا مواربة كتاب عظيم , و قال اخر انك تطلق تلك الصفة اذا اصبحت شخصيات تلك الورقات هى صديقتك و ان تحررت من سلطة المؤلف و تتصرف كلحم و دم... و قال اخر ان شعرت انك صرت مثقف اكثر , عالم اكثر , مكتسب حتى و لو معلومة واحدة يكون الكتاب مفيد
و اذا طبقنا تلك القواعد او غيرها ان شئت فسنصل الى نفس الاستناج هو ان "عالم صوفى" كتاب يجمع بين التسلية و المرح و العظمة و الفائدة
رواية فلسفية/تاريخية/عبثية فى وقت واحد و من الصعب -و احيانا من المستحيل- ان تجمع فى رواية واحدة اكثر من قالب درامى فى ان واحد دون ان تطغى احدها على الاخرى
من سقراط الى افلاطون و من ارسطو الى ابن رشد , من القرون الوسطى الى النهضة و من التنوير , و رحله فى نفس هيجل و كانت و ديكارت و روسو و سارتر , تختطفك صوفى و البرتو من عالمك الرتيب و تفاصيله اليومية الى رحلتهم الابديه فى تسلق شعر الارنب فى محاوله للنظر فى عين ساحر الكون صاحب القبعة العالية و لتترك الدفء و الاطمئنان و اليقين من خلفك ليس اسفا عليهم
و لكن من يضمن لى انى لست بطلة فى قصه يكتبها احدهم عن دكتورة امتياز صغيره تعشق الكتب و تهرب من تفاصيل مستشفى مكتظ بالمرضى الى رواية غلافها ازرق بقلم "جوستاين غاردر " عن قصه هيلدا تقرأ قصه صوفى؟! من يضمن لى انى انا ايضا لست موجات كهرومغناطسية فى دماغ احدهم؟
و لكن دعنا نستعير هنا كلمات نجم "حد ضامن يمشي امن او مامن يمشي فين؟" و لماذا نكون نحن متأكدين او ضامنين لشئ اذا كان الانسان فى رحلته عبر التطور و سنينه لم يكن قط متأكد من شئ؟
ربما يكون كل شئ موضع تساؤل و يبرز استثناء صغير: ان "عالم صوفى" رواية تستحق القراءة
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....