قصة : مستوطنة العقاب
تأليف: كافكا
ترجمة: كامل يوسف حسين
عدد الصفحات: 84 صفحة
اصدارات : دار شرقيات للنشر
التقييم : 5/4
يبرع كافكا كعادته ان يضعنا فى حالة الكابوس ... لم يكتب قط من استطاع اتقان فن الكابوسية ك كافكا ... شخصيات اميل للاشباح و جو خانق عام يمتلك قوانينه الخاصة و طريقة تفكيره الموازية ... يستخدم كل ادوات التمثيل و التكثيف ليخلق لنا تلك القصة الصغيرة الخالدة
يبدأ كافكا سريعا بلا مقدمات , يضع القارئ فى قلب المعمعة دون تجهيز مسبق و يتبقى للقارئ النابه -و هو القارئ الوحيد الذى يهتم بكافكا و ادابه- ان يدرك سريعا شخصيات العمل و مكان وقوع الاحداث و الاهم ان يبنى فى ذهنه الخاص تصور دقيق لتلك الالة العجيبة .... و اذا حدث فى يوم ان نظمت مسابقة بين قراء العمل لرسم تلك الاله فالتنوع بين الصور سيكون جد مثير للاهتمام ... لكن العجيب هو دقة وصف كافكا للالة ما يشعرك انه يلمسها قبل ان يصف , شارحا اجزاءها الميكانيكية بدقة , يسقط عليها بعد فى حركتها , يصف على لسان الضابط تفاصيل عملية الاعدام بوصفية خالية من الانفعال او التأثر , يصنع لها ماضى عريق و حاضر قلق و مستقبل محجوب , يجسد شخصية صانعها الاول و ايام مجدها حين تقاطر الاطفال و الكبار متحلقين بعيون يملأها الدهشة و الاعجاب , و بانتقال سريع لحاضر الألة الاقل عراقة و اكثر تفككا
يقابل تلك الحيادية فى وصف خطوات الاعدام عامل اخر لا يقل اهمية ...تصميم كافكا لشخصية المحكوم , هدوء و لا مبالاة و استسلام وصفه ب "الكلب الخاضع" و فى حالة الاستسلام تلك كتب علم النفس مجلدات ضخمة محاوله التفسير و الايضاح ... و علاقة الجندى و المحكوم غريبة الاطوار
"لم يكن ذلك تعذيبا بديعا على نحو ما رغب الضابط ...و انما كان قتلا صريحا"
تلك كانت نقطة التحول النفسية فى العمل , بعد فقرات طويلة من الشرح البارد يضعنا كافكا فجأة فى الماء الساخن .... كان قتلا , ببساطة قتلا ...مهما اعجب الضابط به او قائده السابق يظل قتلا صريحا
مستوطنة كابوسية حقيقية ... كابوسية لدرجة ان ان الحل الوحيد لها ان تفيق او ببساطة تهرب منها ولا تنظر ورائك ابدا
دينا نبيل
ابريل 2015
تأليف: كافكا
ترجمة: كامل يوسف حسين
عدد الصفحات: 84 صفحة
اصدارات : دار شرقيات للنشر
التقييم : 5/4
يبرع كافكا كعادته ان يضعنا فى حالة الكابوس ... لم يكتب قط من استطاع اتقان فن الكابوسية ك كافكا ... شخصيات اميل للاشباح و جو خانق عام يمتلك قوانينه الخاصة و طريقة تفكيره الموازية ... يستخدم كل ادوات التمثيل و التكثيف ليخلق لنا تلك القصة الصغيرة الخالدة
يبدأ كافكا سريعا بلا مقدمات , يضع القارئ فى قلب المعمعة دون تجهيز مسبق و يتبقى للقارئ النابه -و هو القارئ الوحيد الذى يهتم بكافكا و ادابه- ان يدرك سريعا شخصيات العمل و مكان وقوع الاحداث و الاهم ان يبنى فى ذهنه الخاص تصور دقيق لتلك الالة العجيبة .... و اذا حدث فى يوم ان نظمت مسابقة بين قراء العمل لرسم تلك الاله فالتنوع بين الصور سيكون جد مثير للاهتمام ... لكن العجيب هو دقة وصف كافكا للالة ما يشعرك انه يلمسها قبل ان يصف , شارحا اجزاءها الميكانيكية بدقة , يسقط عليها بعد فى حركتها , يصف على لسان الضابط تفاصيل عملية الاعدام بوصفية خالية من الانفعال او التأثر , يصنع لها ماضى عريق و حاضر قلق و مستقبل محجوب , يجسد شخصية صانعها الاول و ايام مجدها حين تقاطر الاطفال و الكبار متحلقين بعيون يملأها الدهشة و الاعجاب , و بانتقال سريع لحاضر الألة الاقل عراقة و اكثر تفككا
يقابل تلك الحيادية فى وصف خطوات الاعدام عامل اخر لا يقل اهمية ...تصميم كافكا لشخصية المحكوم , هدوء و لا مبالاة و استسلام وصفه ب "الكلب الخاضع" و فى حالة الاستسلام تلك كتب علم النفس مجلدات ضخمة محاوله التفسير و الايضاح ... و علاقة الجندى و المحكوم غريبة الاطوار
"لم يكن ذلك تعذيبا بديعا على نحو ما رغب الضابط ...و انما كان قتلا صريحا"
تلك كانت نقطة التحول النفسية فى العمل , بعد فقرات طويلة من الشرح البارد يضعنا كافكا فجأة فى الماء الساخن .... كان قتلا , ببساطة قتلا ...مهما اعجب الضابط به او قائده السابق يظل قتلا صريحا
مستوطنة كابوسية حقيقية ... كابوسية لدرجة ان ان الحل الوحيد لها ان تفيق او ببساطة تهرب منها ولا تنظر ورائك ابدا
دينا نبيل
ابريل 2015
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....