رواية: فئران امى حصة
تأليف: سعود السنعوسى
عدد الصفحات: ٤٤٢ صفحة
اصدارات: الدار العربية للعلوم ناشرون
التقييم: ٥/٤
ماذا تقدم لنا الروايات؟ اجابتى المعتادة هى انها تقدم قطعة من الحياة بزاوية مؤلفها ... انها "الذاتية" التى تمنح الاشياء طعما ، فلتذهب الحيادية الى الجحيم ان ارادت ، او تلتزم بغرف العمليات الجراحية الباردة ذات الجدران البيضاء ... لا يهم اختلاف السنه و الشيعة ، العرب و العجم ، المواطن و الزائر ، المهم هو فقط كيف ينظر الروائى/المبدع عن هذا كله
ماذا قدم سعود لنا اذن؟ فقط قطعة من عالمه مجسدة على وريقات .... رواية لا يمكن وصفها ابدا انها "بانوراما خرساء" بل هى المقابل تماما لها
هنا نسأل مرة اخرى ، لم تتميز رواية عن غيرها؟ نجيب انها المحلية التى ترفع للعالمية .... مشاكلنا الصغيرة ، حروب اهلنا الطويلة ، سلسلة الخذلان المستمرة ، تمزقنا الضغوط و نكبت افكارنا .... و بصب كل ذلك فى قالب قصصى واحد تتميز رواية بينما يقتل الضجر و النسيان الاخريات موت بطيئا
****************
وطن تمزقه الطائفية ، العرق ، الافكار ... نختلف على نسب الزكاة و رؤية القمر و نتفق على قتل بعضنا البعض و نضيف عليها تكفير من يرفض الانضمام لحربنا البائسة
غزو عراقى للكويت يحول العش الهادئ و المنطقة المسالمة الى حقل الغام فكرى .... و نصر بائس بديل عن هزيمة اشد بؤسا
احتفظ فى ذاكرتى بقصص امى عن الغزو ... تم فى عام ولادتى ....قلق امى المستمر لوجود اخين لها فى الكويت ... المتابعة لنشرات الاخبار ..موقف الفلسطنين الذى لم يخزى الا هم..... احتراف الحزن و الانتظار بجوار هاتف لا يطلق رنين ... عودة الخال الشاب سائرا على اقدام الحزن و خالى الوفاض من "تحويشة العمر"
لكن سعود يتجاوز قصص امى و رؤيتها المصرية للحدث ...سعود يخطفنا لنسمع مخاوف و فئران و اشكاليات "حصة" تملأ قدور الماء خوفا من العطش و الدعاء سرا و جهرا بالسلامة
****************
ما القالب الذى اختاره ليضم كل تلك المشاعر و الافكار و القصص الصغيرة؟ ... اختار سعود تكنيك (تيار الوعى) ، احد قوالبى الاثيرة ربما لانه يحتاج لضبط مرهق للتوازن بين الحاضر و ماضيه .. انتقال سلس من ال "فلاش باك" الى احداث الواقع يرهق لكل تلك الخيوط فى يده لكنه يفتح شهية القارئ و ينزع عناصر الملل
السير على خطين متوازيين بنموذج رواية داخل رواية متعب للجميع لكنها تنعش الاذهان
هل الرواية اطول من اللازم؟ بالتاكيد ... هل كانت تحتاج لعنصر التركيز قليلا؟ نعم ... هل حانت اوقات تسرب الملل الينا رغم كل محاولات المؤلف و كان من الممكن حذف بعض الفصول ؟ نؤكد ذلك ... هل عاوت سعود غلطته فى "ساق البامبو" عندما فشل فى المحافظة على الايقاع القوى قرب النهاية ؟ بالتاكيد ..........لكن رواية ملحمية تطل علينا من مشرقنا العربى تستحق الاشادة و القراءة و التأمل
*****************
و اخيرا....دعونا نتوقف لحظة تسجيل اعجاب لحكومتنا العربية التى منعت رواية موضوعها عن منع الروايات...حكومتنا العزيزة ، شكرا
دينا نبيل
١٣ ابريل ٢٠١٥
تأليف: سعود السنعوسى
عدد الصفحات: ٤٤٢ صفحة
اصدارات: الدار العربية للعلوم ناشرون
التقييم: ٥/٤
ماذا تقدم لنا الروايات؟ اجابتى المعتادة هى انها تقدم قطعة من الحياة بزاوية مؤلفها ... انها "الذاتية" التى تمنح الاشياء طعما ، فلتذهب الحيادية الى الجحيم ان ارادت ، او تلتزم بغرف العمليات الجراحية الباردة ذات الجدران البيضاء ... لا يهم اختلاف السنه و الشيعة ، العرب و العجم ، المواطن و الزائر ، المهم هو فقط كيف ينظر الروائى/المبدع عن هذا كله
ماذا قدم سعود لنا اذن؟ فقط قطعة من عالمه مجسدة على وريقات .... رواية لا يمكن وصفها ابدا انها "بانوراما خرساء" بل هى المقابل تماما لها
هنا نسأل مرة اخرى ، لم تتميز رواية عن غيرها؟ نجيب انها المحلية التى ترفع للعالمية .... مشاكلنا الصغيرة ، حروب اهلنا الطويلة ، سلسلة الخذلان المستمرة ، تمزقنا الضغوط و نكبت افكارنا .... و بصب كل ذلك فى قالب قصصى واحد تتميز رواية بينما يقتل الضجر و النسيان الاخريات موت بطيئا
****************
وطن تمزقه الطائفية ، العرق ، الافكار ... نختلف على نسب الزكاة و رؤية القمر و نتفق على قتل بعضنا البعض و نضيف عليها تكفير من يرفض الانضمام لحربنا البائسة
غزو عراقى للكويت يحول العش الهادئ و المنطقة المسالمة الى حقل الغام فكرى .... و نصر بائس بديل عن هزيمة اشد بؤسا
احتفظ فى ذاكرتى بقصص امى عن الغزو ... تم فى عام ولادتى ....قلق امى المستمر لوجود اخين لها فى الكويت ... المتابعة لنشرات الاخبار ..موقف الفلسطنين الذى لم يخزى الا هم..... احتراف الحزن و الانتظار بجوار هاتف لا يطلق رنين ... عودة الخال الشاب سائرا على اقدام الحزن و خالى الوفاض من "تحويشة العمر"
لكن سعود يتجاوز قصص امى و رؤيتها المصرية للحدث ...سعود يخطفنا لنسمع مخاوف و فئران و اشكاليات "حصة" تملأ قدور الماء خوفا من العطش و الدعاء سرا و جهرا بالسلامة
****************
ما القالب الذى اختاره ليضم كل تلك المشاعر و الافكار و القصص الصغيرة؟ ... اختار سعود تكنيك (تيار الوعى) ، احد قوالبى الاثيرة ربما لانه يحتاج لضبط مرهق للتوازن بين الحاضر و ماضيه .. انتقال سلس من ال "فلاش باك" الى احداث الواقع يرهق لكل تلك الخيوط فى يده لكنه يفتح شهية القارئ و ينزع عناصر الملل
السير على خطين متوازيين بنموذج رواية داخل رواية متعب للجميع لكنها تنعش الاذهان
هل الرواية اطول من اللازم؟ بالتاكيد ... هل كانت تحتاج لعنصر التركيز قليلا؟ نعم ... هل حانت اوقات تسرب الملل الينا رغم كل محاولات المؤلف و كان من الممكن حذف بعض الفصول ؟ نؤكد ذلك ... هل عاوت سعود غلطته فى "ساق البامبو" عندما فشل فى المحافظة على الايقاع القوى قرب النهاية ؟ بالتاكيد ..........لكن رواية ملحمية تطل علينا من مشرقنا العربى تستحق الاشادة و القراءة و التأمل
*****************
و اخيرا....دعونا نتوقف لحظة تسجيل اعجاب لحكومتنا العربية التى منعت رواية موضوعها عن منع الروايات...حكومتنا العزيزة ، شكرا
دينا نبيل
١٣ ابريل ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....