اسم الكتاب: روما ٣ -العصر الامبراطورى...المجلد السادس عشر من قصة الحضارة
تأليف: وول ديورانت
ترجمة: محمد بدران
عدد الصفحات: ٢٩٣ صفحة
اصدارات دار نوبليس
التقييم: ٥/٥
المجلد يوازى المجلد العاشر من مجلدات دار الجيل و مكتبة الجامعة العربية
لم تعد روما التى عاشرناها طويلا جمهورية ولا محاطة بالثورة و الثوار ...سادت الزعامة الموقف لتتكرر الدائرة التاريخية الشهيرة ، كثيرا ما ضحت الأمم بالديموقراطية و بقواعد الدستور و القانون حين تمزعها الفتن و تنتهى باختيار حاكمها الاوحد ...احيانا ترجوه ان ياخذ منها الحرية و صعوبات الاختيار و تهلهل الغوغاء ليرحمها من التشتت و تستمتع بالراحة و الأمان ، و عادة ما يكون ذلك الحاكم الاول معجزا قادرا على تحمل تلك العقبات ....ان لم يكن قيصر فيكون اغسطس
من عام ٣٠ ق م الى عام ١٤ م....كانت مواهب اغسطس هى الحاضرة فى السياسة، كانت فرچيل و ليفى و اوفيد هم الفن ، فترة لم يستطع المؤرخون الا ان يطلقوا عليها العصر الذهبى
اغسطس الذى لم ينقذ الرومان من احلام انطونيوس و مطامع كليوباترا فقط بل انقذها حتى من ديموقراطيتها و مؤسساتها الزائفة ...فجمع القضاء و العسكرية و الملكية -بكل خصائصه الا الاسم- و الحكم فى يد من حديد ، لتبدأ سلسلة طويلة من التهميش لمجلس الشيوخ
عهد ما بعد الحرب الذى لا يحمل فقط الرخاء للنفوس المتعبة بل يحمل ايضا المال الى الخزانات المرهقة ...و بسياسة اغسطس الاقتصادية بجمع بين الامان و الضرائب و حرية التجارة استطاعت انعاش الامبراطورية التى كادت تمزقها الثورات و الحروب
نعم مزق الرجل حياته الشخصية غير المستقرة و تمسكه -بل و تزمته- ناقض الحرية لبنات بيته ... و نعم مات اغسطس تعيسا متخيل انه فشل فى مسعاه و لم يدرك قط انه انجح من حكم الامبراطورية و ان الحلم صار ان تعاد تلك الايام فقط
********
و كعادة التاريخ معانا : تتنازل الشعوب عن حريتها لاجل ملكية ناجحة...لكن الاخيرة لا تدوم ليأتى الجيل الثانى من الملوك محدودى الامكانيات ، لتعيش روما كما عاشت شعوب كثيرة ما اسماه ديورانت: الوجة الأخر من الملكية
لتقرأ تاريخ تيبيروس حاكم مخلص فى البداية يفقد عقله فى النهاية لينتهى الامر بانفاسه تختنق بوسادة، كاليجولا المخبول الذى اثرى الادب و الهم المؤلفين كمثال اعلى لجنون السلطة ، و كلوديوس مؤسس الروتين الرومانى بما فيه من ملل و رشاوى لينتهى بالفطر المسموم ، ليتبعه نيرون القلق الذى عشق الغناء و الرياضة و اليونان و ما كره الا روما و الرومان و اللاتينية ل"يشعل" الخلاف التاريخى الشهير عن مسؤوليته عن حريق روما الاكبر لينتهى منتحرا بمساعدة اصدقائه ، و اباطرة ثلاث فى نفس الوقت لتشتغل حرب اهلية قصيرة لتسحل قتلى الملوك بخطاف فى شوارع روما ، و دومتيان الامبراطور الذ عشق ان يكون اله فلا يخاطب الا ب"سيدنا و الهنا" ليقتل هو الاخر !
فترة من تاريخ روما و بالتالى العالم القديم شهدت التوسع و السلم الرومانى الشهير ...لكن ملوكها تعساء و قتلى و انصاف الهة اعلى من القانون ، ليحل الجيش و الحرس محل مجلس الشيوخ فى اختيار الحاكم القادم
تلك الفترة من ١٤ ل ٩٦ م التى اطلق عليها رغم كل شئ : العصر الفضى ، لترجع للفلسفة بعض من توهجها القديم و تتقدم العلوم بعض الشئ و يلمع الفن
لينقلنا ديورانت الى المجلد ال١٧ بنبؤة تولى البلاهة عرش روما لتتمزق غشاء النظام الرقيق و يتحطم الحكم النبيل المزعزع الذى شادته عبقرية أغسطس
دينا نبيل
١٧ فبراير ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....