اسم الرواية: بطل هذا الزمان
تأليف: ميخائيل ليرمنتوف
عدد الصفحات: ٣٥٥ صفحة
اصدارات دار رادوغا
التقييم: ٥/٤
حين نرى مؤلفنا يروى لنا ان جيل "الثلاثينات" و عيوبه و رغبته فى صنع عمل غير تقليدى عن هذا الجيل يفاجئنا ان هذا العمل يدور فى حقبة ١٨٣٠ و ليس فى نظيرتها فى القرن العشرين ... من الغريب ان تدرك ان رغبة المؤلف العارمة فى كشف عيوب و كوارث هم لشباب عاشوا من قرنين من الزمن
النقطة التالية التى لعلها نقطة شهرة الرواية هى اصرار ليرمونتوف على تصميم نموذج البطل غير الكلاسيكى على نقيض البطل (المغوار ، الطيب ، الصادق ، الشجاع ، المحب ، الفارس) المعتاد فى اعمال الادب العالمى و قصص حب المرهقات يتكون -حتى فى هذا العصر السحيق- نظرة مغايرة لبطل مصمم على التململ بديل عن الاستقرار ، الخداع و الكذب لا الفروسية الشجاعة ، الشهوة قبل الحب
و من طريقة السرد الحديث نراقب التطور فى ذلك الادب البعيد زمنيا فينقسم بين الراوى كشخصية بعيدة عن الاحداث تراقب و تستنتج و بين طريقة المذاكرات التى تكشف لنا خبايا الروح و النوايا للبطل دقيق التفاصيل و التصميم...و تقسيم الاحداث الا زمنى
و ربما يجب دراسة تقدم و نضوج الادب الروسى بهذا الشكل فى وقت غرق الادب العالمى فى نمطيته و ملله و قوالبه الجامدة
الامر يتعدى الفكاهة ان اناس عاشوا على وجه هذا الكون منذ قرنين يتخيلون فى انفسهم الشر المطلق ، بل ان الوجة البائس فى الامر ان مؤلفين عصرنا نحن مازالوا غير قادرين على صنع ذلك او بالاحرى اعادته و نكوصنا عن ذلك التطور
قال رفيق الدرب مرسيا الياد رائد الانثربولوجى و حامل مشعل المعرفة امامى ان الامر لم يكن "بسيط" ابدا و ان حتى ذلك الانسان البسيط الذى ادعينا انه بدائى كان بدوره يبحث عن عالم ابسط اقدم ، متخيلا ان الخير كان بين يديه و اضاعه ....الان اعتقد ان النوستلجيا نفسها تخدع و لكن لهذا قول أخر
و ربما الدافع الى قراءة "بطل من هذا الزمان" هو عادة تلك الاقتباسات الذكية الملمة التى تقابلنا قبل اطلاعنا على العمل...فتجد مثلا اقتباس ك:
"لم استطع ان احبس نفسى عن الابتسام حين تذكرت ان قدامى الحكماء كانوا يتصورون ان الكواكب تهتم بخصومات البشر التافهة على قطعة من الارض او على حقوق موهومة ، ان هذة المصابيح التى كانت تنير لما يدور بينهم من خصومات و ما يحققونه من الوان النصر ما تزال مع كذلك تضئ ببريق لم يتغير مع ان امالهم و اهواءهم انطفأت معهم ك نار اوقدها على طرف الغابة عابر سبيل لا يبالى"
مجرد التأمل فى تلك الافكار التى كتبت فى ثلاثنيات القرن التاسع عشر و مدى ملائمتها لتفكيرنا الان و ابدا وحده يثير الاعجاب
ربما لم يعد يعنى احد فشل ثورة النبلاء عام ١٨٢٥ الان ، ربما فقدت تلك الثورة المجهضة اهميتها التاريخيه لكن تصوير ليرمنتوف لفكرة الشباب المحبط فاقد الامل و الحماس ...ان تعيش فى "عصر تحطم فيه كل قديم و لم يظهر فيه بعد الجديد " ...فتفقد مسلماتك القديمة دون ان تكون حقائق جديدة
ربما ليرمنتوف لم يكتب بطل لزمانه فقط ..
دينا نبيل
١٤ فبراير ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....