اسم الرواية: برج العذراء
تأليف: ابراهيم عبد المجيد
عدد الصفحات: ٢٣٠ صفحة
اصدارات دار الربيع العربى
التقييم: ٥/١
تجربة قاسية ان يضطر قارئ لنقد احد كاتبه المفضلين ، ان يطلق صوته بالاعتراض على من تعود ان يطلق صوته بصيحات الاعجاب....ابراهيم عبد المجيد الذى عود جمهوره -و انا معهم- على مستوى معين يقدم لنا عمل يشذ عن القاعدة
ابراهيم عبد المجيد الذى سحبنا خلفه فى ثلاثية الاسكندرية منبهرين جزء بعد جزء ، بهرنا ببساطته فى "عتبات البهجة" و كيف يحول الافكار اليوميه التى لم نعد نهتم بها الى عمل اسطورى يلتصق بالذاكرة ، ان يشعرنا بالغربة مع شخصياته فى "البلدة الأخرى" ، و يعلمنا فن مزج العبثية بالرمزية بالواقعية فى "بيت الياسمين" ... ابراهيم عبد المجيد الذى ابدع فى مفهوم عبقرية المكان يقدم لنا (برج العذراء)
تم تسويق العمل بجملة (الرواية الممنوعة) و بالفعل يقابلنا تصريح للكاتب على غلافها الخلفى بان الرواية التى كتبت عام ٢٠٠٣ و اعتذرت دور النشر المصرية عنها و انها رواية سيريالية.. بغلاف مبهر بصريا ل عبد الرحمن الصواف تجذبك تلك الرواية و توعدك بالكثير
***********
فى البداية تقتنع ان سبب منع تلك الرواية الصغيرة هى السياسة فوصف عبد المجيد للتعذيب و الرشوة فى الاقسام المصرية موجع و مباشر و قاسى خاصة باستخدامه الالفاظ العامية الصادمة .... لكن المنطق يذكرك ان صنع الله ابراهيم قد قدم لنا فى "شرف" رواية متقنة أكثر عن هذا العالم المخفى بل و استطاع ان يضمن فيها معانيه الاكبر و رسائله الاخرى على طريقة عمنا صنع الله
ثم تتوقع ان يكون الجنس هو سبب منع الرواية...اخبرونا دائما ان الجنس كالبهار فى الاعمال الدرامية قليل منه يفيد و ان اى اساءة فى استخدامه تفسد الامر و لا يعد لاصلاحه امل كبير ، دعنى اخبرك اذن ان استاذنا عبد المجيد افسد الامر تماما بجرعة عالية مكثفة غير مبررة للجنس العادى/الشاذ و تفاصيل لم لها داعى للقارئ
و وسط كل هذا لا تجد رمزية يوجين اونسكو ولا عبثية بيكيت ولا حتى واقعية ابراهيم عبد المجيد المعتادة بل تجد كم ضخم من التخبط ... و كأن عبد المجيد قرر ان قاصدا ان ينشأ عمل درامى متخبط يثير البلبلة فى الذهن دون هدف محدد
استاذنا ابراهيم عبد المجيد الذى تخلى عن طريقته المعتادة فى فن عبقرية المكان يلجأ لطريقة لا يجيدها و يقرر خوض تجربة درامية لا تؤدى به و بالقارئ سوى للدوار و تجعل الثانى يترحم على ايام (عتبات البهجة) الجميلة
دينا نبيل
١٤ مارس ٢٠١٥
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....