كتاب: الذكريات الصغيرة
التصنيف: سيرة ذاتية
تأليف: جوزية سارامجو
عدد الصفحات: ١٩٨ صفحة
اصدارت سلسلة الجوائز
اعتقد ان من الصعب معرفة جوزية دى سوسا الملقب -بتدخل من اله الخمر كما يرى- ب سارامجو ، دون قراءة ل "ذكريات صغيرة" ، و يبدو ان وجه التشابة بين سارامجو و نجيب محفوظ كان اعمق من مجرد تقدير لجنة جوائز نوبل لهم .... فانت هنا تقرأ عن هدوء قرى البرتغال و صخب لشبونة تماما كما عودنا "عم نجيب" على ان يحكى لنا عن الجمالية و قاهرته الحبيبة
ترى ارهاصات صغيرة ، القريب الاعمى للجار دائم الزيارة بزى رمادى كالح و رائحة "الطعام البارد" الذى ارتبط فى ذهن جوزية بالعمى فبعد سنوات طوال يضعها ضمن رائعته الروائية .....المرطبات التى كانت تعدها امه (الماء و الخل و السكر) فى الايام الحارة و التى قرر ان يروى العطش الاخير بها نسخته من المسيح فى "الانجيل يرويه المسيح".... الجار الذى يعمل فى الخزف يدويا و يجلس الطفل جوزية منبهرا بفعله و ما اراه الا حجر اساس "الكهف" لاحقا.... طريقة "الصرف الصحى المكشوف" فى اخر مطبخه التى ستورد بعد سنين كثيرة فى "كتاب الخط و الرسم" هى و بائعة ابى فروة....حتى انغماس سارامجو فى دوائر السجلات المدنية بحثا عن شهادات وفاة اخيه الاكبر التى شجعته ليكتب "كل الاسماء"
سارامجو الناشئ من اسرة فقيرة -ربما افقر مما توقعت- يسرقون الماء من الشركة دون دفع فواتير ، و يرهنون البطاطين..سارامجو خريج المدرسة الصناعية قسم اقفال ميكانيكية و الذى عمل لمدة اسبوعين ل"نحت" مسطرة حرف تى بدلا من تلك الذ كسرها تقليدا لفيلم...سارامجو الذى لا يبدو انه خجل او حزين من هذا كله
كتاب بسيط، حميمى .....يبدأ جماله من الاهداء الرقيق "الى بيلار..التى لم تكن ولدت بعد ، و تأخرت فى المجئ"....و ينتهى بصور شخصية بتعليقات ساخرة لا تخلو من المرارة ، سارامجو الذى لم يكن يعرف ماذا يفعل بيديه عند التصوير سوى اللجؤ الى جيوب البنطلون: ملاذ الخجولين
٨ نوفمبر ٢٠١٤ ...الساعه ٥:٢١ صباحا
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....