والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي
لك ان تتخيل ان تلك الهمهمة كانت حالة لسانى طول وقت قراءتى لنقطة النور...فقط انا و الكتاب و الهمهمات
**************************
من البداية كان الجو العام الذى خلقه بهاء طاهر لروايته يبدو مميز و كأنه اراد ان يكون المكان هو البطل و ليس الشخصيات الدرامية ...ذلك اللون البنى و درجات الرمادى فى منطقة اولاياء الله الصالحين محاط باشجار خضراء ....حارة شعبية تبدو عادية لكن فى وسطها منزل قد لا يبدو مختلف من الخارج لكنه يتميز باهله من الداخل
بجلسات السطوح و اطباق الترمس و كتب صفراء الورق صعبة الاستيعاب لطفل منطو كانت البداية
**************************
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
الامام البوصيرى
**************************
بتركيبة اسرية تبدو غريبة بثلاثة اجيال تسير جنبا الى جنب بلا احساس بأزمة....اسرة تقتل نساءها دائما قبل الاوان و تترك ارمل و اطفال يتامى
بحكايات أبو خطوة يأسرنى بهاء طاهر و يدفعنى لانهاء الكتاب...يجعلنى انفر من كل الخطوط و استعجل تلك القصص الجانبية و اتململ رغبة لان اعود الى ابو خطوة و حديثه عن الروح و النور و القلب
**************************
للحقِّ فينا تصاريفٌ وأشياءُ
ولا دواءَ إذا ما استحكم الداءُ
الداءُ داءٌ عضالٌ لا يذهبه
إلا عبيدٌ له في الطبِّ أنباءُ
عن الإله كعيسى في نبوته
ومن أتته من الرحمن أنباء
ابن عربى
************************
و بدخول لبنى فى الاحداث تتحول القصة الى عصرنا الحديث...قصة تبدو عصرية جدا و بعيدة عن احاديث ابو خطوة عن الروح لكنها مرايا عبقرية يوضح لك فيها بهاء طاهر تحولات عصر "الانفتاح" دون تصريح بل تأثيرا على النفوس و ما بها....و كعادته يرينا طرف جديد من علاقته المتشابكة بعبد الناصر الذى تشعر فى كل اعماله بحبه و كرهه فى نفس الوقت سواء فى قالت ضحى او فى شرق النخيل
تبدو قصة لبنى غريبة قليلا فى رأيى لم اعجب بتركيب خطها الدرامى كثيرا لكن فى عمل رائع لا اتوقف عند تلك الاجزاء
و لكن ما قيمة الحب ان لم يتحول لقصة حب؟ لذا تتحول علاقات التلامذة تلك الى علاقة معقدة بابعاد من الزمن و المكان
************************
الحُبُ ما دامَ مَكتُوماً على خَطَرِ
وَغَايةُ الأمْنِ أن تَدْنُو مِنَ الحَذَرِ
وأَطْيَبُ الحُبِّ ما نَمَّ الحَديثُ بِهِ
كَالنَّارِ لا تَأَتِ نَفْعَاً وهْيَ في الحَجرِ
الحلاج
************************
تضافر رائع بين شق سياسى اجتماعى و بين روح صوفية تبدو مريحة للقلب و خفيفة على النفس...الان فقط فهمت سر اعجاب الجميع بتلك الرواية
تستحق 4 نجوم و نصف...لكن العمل الذى يرجعنى الى اوراقى و ملفات الاغانى بحثا عن كلماء جلال الرومى و الحلاج و البوصيرى و ابن عربى و يمنحنى ذلك الهدوء النفسى يستحق المجاملة و لو قليل
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....