يبدأها كعادته (بعد الطوفاااان نلقى الصديق الزين ينسندو على بعض بالكتفين)....بنفس صوت العصافير الخافت و صفحات الماء فى الخلفيه الموسيقيه....بشعور ابن البلد اللى بيغنى بناى على مركب .....شعور صبى يتسلى بعد عمل طويل او هرب من صخب بيت و اسره....يأخذها الى هناك متصوره الموقف بالكامل...
(ونقول ده والله حرام..ما نبتديش العلام غير بالطوفان يعني...لازم طوفان) تفكر كعادتها فى ضروره الطوفان لانهاء المهمه...مفيش علام من غير طوفان هكذا يتبلور فى ذهنها ضاربه المثل بعد اهتمامها بدراستها الا قبيل الامتحانات....تفكر قليلا...و تقرر انه مثال شديد السوء فهل تدخل دراستها و امتحانها التافه فى حاله شعوريه كتلك؟؟...هل تفسد الحان عمر خيرت و كلمات صلاح جاهين بلمسات سينمائيه ليوسف شاهين بتلك السخافات؟؟...هل تضيع لحظه التقاء العباقره الثلاث مع عبقرى رابع "محمد منير" بافكارها الموسميه...تقرر بان تبعد شبح التفاهات و الاستماع الى الاسطوره تتحدث....
بينما تطرد افكارها كمن يبعد ذبابه سخيفه...يكون قد انتهى محمد منير و رفاقه من الجزء الاول فى الاغنيه لتعلو الموسيقى غربيه قويه صارخه "استمعى لى انا"....
و يبدأ منير بشق الاغنيه التانى بنغمه من لم يفق من الصدمه بعد(بعد الطوفان الجو شبوره..ننده لبعض بهمسه مزعوره...بشويش نمد الايدين...يالي انت جمبي انت فين) و يكررها مرتين تارك ذهنها يبحث عن مرادفات للطوفان حياتها...تبحث عن هذا الطوفان فلا تجد سوى بعض الدراسه و قليل من المنغصات العائليه ليس اكثر....نعم تشعر بالوحده و نعم تشعرها تلك الاغنيه بمزيد من الوحده لكن لا يوجد سبب لكراهيه تلك الوحده الا فى حاله طوفان...ربما يجب ان تستعد له من الان بتكوين من تبحث عنه وقتها ليساعدها....ترجع الى الاغنيه...يعجبها استخدام جاهين للالفاظ صادمه فى هذا الكوبليه "مذعوره" لفظ قوى يحتاج الى شجاعه من مؤلفه...
تتغير الموسيقى قليلا و يتبعها (كان فيه طوفان وخلاص مبقاش طوفان) مرتين...يشتد صوت منير كأنه يعلن انتهاء المأساه و ضروره الاستعداد للواقع...صوت قوى معلنها صريحه...ترتفع الموسيقى حماسيه كأنها ابواق النصر و الانتصار لمجرد البقاء على قيد الحياه
و فجأه تتغير الموسيقى و معها صوت منير الى الشجن و الاستعطاف (المسني ونسني انا حيران...حيراااان) تتذكر الضعف البشرى هكذا خلقنا الله كائنات مجتمعيه نحتاج لبعضنا لل"ونس" فقط لا نستطيع الحياه بمفردنا.... "نغزه" صغيره فى القلب..تشعرها الجمله بمزيد من الوحده و الشجن لسبب لم تفهمه قط...
و بينما يتوقع المستمع نهايه الاغنيه بكلمه منير...فاذا بعمر خيرت يتجلى فى 19 ثانيه من الموسيقى الممتعه التى لا تقل عن اوركستر غربى عتيد..و كأنها تركب طائره لترى الامور من ارتفاع...تغمض عينها فى ال19 ثانيه لتشعر بتلك الدوخه الممتعه...شعور مؤقت بالغياب عن الواقع بعيدا عن ثقل الحياه كلها...هكذا تتحدث الموسيقى عندما تجد من يستنطقها...لا تستطيع وصفها لكنه كشعور جو مشبع بالغبار بعد هبوط المطر عليه...اين كل ذلك من شعور"ابن البلد" الذى بدأت بيه الاغنيه؟؟ كانه انتقال من الترعه الى الاسفلت بشكل خاطف...
ليست المره الاولى التى تسمع فيه الاغنيه...و لا حتى العاشره...و لكنها نفس المشاعر بنفس التوالى مره بعد مره....
بعد انتهاء الاغنيه تأخد راحه قصيره...و قبل ان تفيق تماما تجد يدها تتوجه الى زر علامه المثلث لتسمع اليها مره اخرى لعلها تعيد التجربه الشعوريه للمره ال....تضحك فهى لا تحصيهم بالتاكيد....
---------------------------------------------------------
بعد الطوفان ....محمد منير,, كلمات صلاح جاهين ,, الحان عمر خيرت
من فيلم اليوم السادس 1986 - اخراج يوسف شاهين
كلمات الاغنيه
بعد الطوفان نلفى الصديق الزين
يتسندو على بعض بالكتفين
ونقول ده والله حرام
ما نبتديش العلام غير بالطوفان يعني
لازم طوفان
بعد الطوفان الجو شبوره
ننده لبعض بهمسه مزعوره
بشويش نمد الايدين
يالي انت جمبي انت فين
كان فيه طوفان وخلاص مبقاش طوفان
المسني ونسني انا حيران
0 التعليقات:
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....