اذكر يوم نزولى فى معرض الكتاب و رؤيتى لطوابير الشباب فى انتظار شراء "هل اخطأت الثورة المصرية" ل علاء الاسوانى كما اتذكر انى تعمدت رفع صوتى امام منفذ دار الشروق معلنه فى سخرية ممزوجة بالمرار: "و هو ده سؤال محتاج حد يشترى له كتب و بالطابور كمان؟ ما هى معروفة الاجابة" و اتذكر نظرات غاضبه من الجمهور نحو تعليقى الذى اعترف بسخافته
************************
ربما عرفت الان فقط بعد استعارتى للكتاب سبب تلك الطوابير ببساطة الكتاب رائع بل انه مؤرخ للثورة أكثر بمراحل من كتاب وائل غنيم الذى اكتفى باحداث ال18 يوم الوردية
نكته رددها الشباب بان اذا ضرب احدهم على رأسه يوم 24 يناير ثم افاق تلك الايام و ارد فهم ما حدث فى غيبوبته لشرحنا له فى 10 سنوات و ربما يكون قد نجى من ضربه الرأس ليموت كمدا و حيرة
**************************
هذا الكتاب يتضمن ببساطة الرحلة المقدسة بين "الجيش و الشعب ايد واحدة" ل "يسقط يسقط حكم العسكر" فى ظرف عام واحد
هل يمكن تحديد متى تحول الابيض الى اسود فى الصورة؟؟ هكذا اذن هو حالنا مع السياسة
مع هذا الكتاب سترى بوضوح تدرج هذا اللون و تغير اللهجة من مقال لاخر تبعا للاحداث ...صحيح فى مصر تنسى الاحداث سريعا و ينسينا قتيل جديد القتيل الاقدم و تلهينا كوارثنا الحاليه عن ملفات كوارثنا السابقة لكنها تحدث اثرا فى النفس حتى و ان كان فى اللاوعى
يتحدث عن الجيش فى البداية...عن المجلس العسكرى فى الوسط..و كان قاب قوسين من "العسكر" فى النهاية
يتحدث عن جيش حمى الثورة فى البداية...عن جيش اكتفى بعدم اطلاق الرصاص فى الوسط...عن جيش سمح بموقعه الجمل فى وجوده فى النهاية
يتحدث عن اخوان رفقاء الميدان ببعض التحفظ فى البداية...عن اخوان باعوا الثورة للعسكرى فى الوسط...عن فاشية الاخوان فى النهاية
ليس تلون او تغيير مواقف....ان كنت مصريا ستعلم بالتاكيد انه لم يكن تلون بل هى احداث كثيرة فى فترة زمنية ضيقة اعجزت عقول الجميع عن هضمها و جعلتهم يتاخذون مواقف مختلفة و متطورة
تستطيع ان ترى التطور من مقال لمقال , من الامل الخارق فى البداية ل الامل المتخفظ فى الوسط لمشارف اليأس فى النهاية
****************************
كان ليفوز بال5 نجوم بسهولة لولا القصص القصيرة التى استخدم فيها الاسوانى الرمزية بشكل سئ ...هو افضل بكثير فى المقالات عن الروايه , و افضل بكثير فى الروايات عن القصص القصيرة , و افضل بكثير فى القصص القصيرة العادية عن القصص القصيرة ذات الرمزية
1 التعليقات:
دايما يعجبني تحليلك يا دينا
انا مقرأتش الكتاب
بس بؤمن تماما بتحليك ورأيك عشان كدة هشتريه واقراه
وكل سنة وانت طيبة وعيد سعيد عليك انت والاسرة ومصر كلها
إرسال تعليق
حلو؟؟ وحش؟؟ طب ساكت ليه ما تقول....