الجمعة، 31 أكتوبر 2014

الكذب المقدس

حته على جنب مرة تالته بمناسبه التعمق "النسبى" فى كلام ابن تيمية خصوصا و السلفيين عموما

من فترة كنت واقفة بين ممرضة مسلمة و دكتور كبير مسيحى و اذ فجأة اتفتحت سيرة الجواز ، فالدكتور قال انه بيهتم بالحب و ان الجواز علاقة مقدسه فى رأيه -الدكتور ده اولا رومانسى و ثانيا مسيحى متلزم- و انه بيستغرب ان الاسلام بيبح الجواز ب٤ ...الممرضة اتعصبت و قالت له انه بيتكلم غلط عشان مش مطلع على العقيدة الاسلامية و ان الجواز باكثر من واحدة له "شروط" و قواعد و قالت التعليل التقليدى بتاع الست اللى مش بتخلف

الدكتور اعترض و قال برضه الرد التقليدى "يعنى هيطلع له ٣ ستات مش بتخلف مره واحده؟ لو كان لكده كانت الاباحه بقت ٢" ...الممرضة وشها جاب الوان و قعدت تقنع فيه انه مش فاهم و لما يأست قالت مش فى الاسلام التعدد له شروط؟ ، قلت لها لا طبعا مفيش غير العدل بينهم و ده شئ نسبى  ربنا نفسه قال ان الراجل مش هيقدر عليه....غمزت لى و قال لا فى شروط فى القران طبعا....قلت لها محصلش

بعد ما الدكتور مشى ...قعدت تلوم فيا انى مكدبش على الدكتور معاها و انى احرجت الاسلام قدام "نصرانى" ، قلت لها كتير ان الاسلام مش محتاج حد يكدب عشانه ، بس هى مفهمتش حاجة

#الكذب_المقدس
#قالك_عامل_المسيحى_حلو_لحد_ما_يسلم_و_اول_ما_تيأس_منه_اقلبه

الجهل ل ميلان كونديرا

رواية: الجهل
تأليف: ميلان كونديرا
عدد الصفحات: ١٣٠
اصدارات ورد للطباعه و النشر -سوريا
التقييم ٥/٤

فى ربط "سحرى" يعقد كونديرا مقارنته بين بطلة روايته القصيرة المكثفة "الجهل" و عوليس التائه الذى لم يحلم بشئ سوى بالعودة الى بلده، عوليس الذى وجد نفسه امام بشر لم يعلم عنهم شئ فى بلد اشتاق له بل و ترك كل ما قد يحلم به من اجله

هى اذا اسطورة "عودة الابن الضال" اللى لا تتوقف عن تكرار نفسها ، و لا اظن ان هناك من عبر عن احلام و مخاوف و قلق المهاجرون افضل من ميلان كونديرا فى تاريخ الادب

"اليوم فهمت ، باستطاعتى ان اعيش من جديد بينهم بشرط ان اضع كل ما عشت معك ، مع الفرنسين على مذابح الوطن و اشعل فيها النار ، عشرون عاما من عمر تصبح دخانا خلال حفل مقدس ......انه الثمن ليغفرن لى ، كى اصبح مقبولة ، كى اعود و اصبح واحدة منهم"

************
يطرح كونديرا معضلة اخرى "تعيسة" عن ماهية الوطن من اصله اذا انعدمت طرقنا "المألوفة" ، فاذا اختفت اماكن ذكرياتنا اما بالتغيير البطئ الذى غبنا عنه فتفاجئنا به او بالمحو السريع ، اذا لم يعد من احبانهم يعرفوننا حقا فى حاضرا و ليس نسخة باهته قديمة لشخص اخر عاش فى جسدنا يوما ، و اذا جربنا الغربة فى الوطن المنسى فاين نشعر بالألفه اصلا؟!

قرر كونديرا ان يعطى روايته القصيرة حجما و الثرية محتوى اسم "الجهل" و ان اردت انا ان اغير الاسم فاستحوله الى "الذاكرة" ....فبالذاكرة و عنها تستطيع اقتطاع اجمل اجزاء الكتاب ، حين يبحر ميلان بعيدا عن روايته و متنها و تقوده تأملاته الى اعادة تقييم لمفاهيم البشر هنا -و ربما هنا فقط- يتجلى كونديرا فعلا و يظهر معدنه كاتب/فيلسوف

الذاكرة التى تنتقى -بشكل يبدو عشوائى للغاية- احداث و اشخاص و مشاهد بعينها و تمحو بكل بساطة ما يبدو لها غير ضرورى ....فحين يعيش اثنان معا بنفس المواقف و الحياة لكنك ان فرغت تلك الذاكرة على شريط ما ، ستدرك غرابة الاختيار بالفعل

٣١ اكتوبر ٢٠١٤

يوسف و الرداء ل ابراهيم اصلان

مجموعة قصصية: يوسف و الرداء
تأليف: ابراهيم اصلان
عدد الصفحات : ٦٩ صفحة
اصدارات دار الشروق
التقييم ٥/٢

السؤال الذى يطرح المطروح فى هذا النوع من الكتب ليس اذا كان الكتاب جيد او لا...بل اذا كان يستحق النشر فى المقام الاول

مجموعة قصص متفاوتة الطول و مختلف سنوات الكتابة من ١٩٦٦ الى ١٩٧٥ ، منها ما هو اميل للاقصوصة و منها ما يصلح ليكون رواية قصيرة ان شاء مؤلفها

لكن الوضع الغالب هنا هو "قطع" و مشاهد من روايات و قصص لم تكتب ابدا ، و نواه لحكايات لم تكتمل

خلاصة قولى -و ان كان قاسيا- ان لولا اسم اصلان على غلافها لما نشرت تلك الاقاصيص ابدا ولا صنع لها غلاف ذهبى يعلوه الازرق النيلى فى مطابع دار الشروق

٣٠ اكتوبر ٢٠١٤

حلمك يا شيخة دينا ٢

ما شاء الله احلامى الليلية وصلت لمراحل متقدمة من الابداع

حلمت -خير ما اجعله خير- انى اخدت العائلة كلها للمكتبة العامة ، سبتهم على الترابيزة و اخدت شنطة ايدى و روحت انقى من الرف كتب عشان اخدها استعارة ، لقيت ناس قعدة على جنب زى ما تكون ندوة و فيها ناس اعرفها و ناس لا ، لقيت سارامجو بينادة عليا

سارامجو: ما تجى يا دينا رايحة فين؟

دينا: فى ناس ما اعرفهاش يا عم بلاش احراج

سارامجو: محدش غريب ده ميلان كونديرا و يوسا و فيليب روس ....و عندنا ضيف مهم

دينا: مين ده؟

سارامجو: ده جوز ملكة انجلترا

دينا: فيليب؟! ولا له عازة اصلا و بعدين ده هو اللى يتصور معاكوا يا جوزية يا اخويا

سارامجو: تعالى تعالى دا احنا رايحين مطعم اسبانى كمان بعد ما نخلص عندهم اكل بالزتون حلو

رحت معاهم المطعم لقيت فيليب ده رخم قوى و بيتنك ، و لا جيت اكل لقيتنى قاعدة جنب باربرا سترايسند و بتبص لى من فوق لحد و بتقول لى طب معاكى تدفعى تمن الاكل ده كله؟

و فجأة لقيت نفسى لابسه فستان سهرة عبقرى و باخد بيه صور ، و لما روحت لقيت الصور على برنامج the insider كمثال على الموضة ...و ماما مستغربه ازاى كنت رايحة استعير كتب و فى الاخر اطلع فى التليفزيون!

#حد_ينادى_فرويد_و_ابن_الاثير_بسرعة

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

قداس الشيخ رضوان ل خيرى شلبى

كتاب: قداس الشيخ رضوان
تأليف: خيرى شلبى
عدد الصفحات: ١٠٦
اصدارات دار الكتاب العربى

"قبل ان ادرك الفرق بين الديانة الاسلامية و المسيحية لم يكن يدور بخلدى ان هذه الوجوه المتشابهة فى كل شئ تتكلم نفس الكلام ، تلبس نفس الثياب، تاكل نفس الطعام ، تحكى نفس الحودايت، تترنم بنفس الاغانى فيما تتبادل اكواب الشاى و لف السجائر ، يمكن ان يكونوا طائفتين لكل منهما عقيدتها و صلواتها و صومها المختلف" ص ١٥

كانت تلك احدى الجمل على لسان الراوى فى قصة "قداس الشيخ رضوان" التى نسجها عمنا خيرى شلبى كعادته فى خفة و بساطة و جعلها غنية بالتفاصيل رغم صغر حجمها..."الشيخ" رضوان الذى عشق ترانيم الكنيسة لحنا بينما لم يفهم من كلماتها الكثير فاضاف لها ما يحلو له من مدح النبى و بهدلة الاصيل و محنة بنى ادم ، رضوان المشعر الذكورى التى تشعر كل نساء القرية معه بالراحة كالصديقة و الجارة

كعادته يصنع عمنا خيرى شخصياته ثلاثية الابعاد فى قدر محدود من الصفحات
**********
لكنى لا ادرى ماذا كان "يتعاطى" محرر دار الكتاب  العربى حين دون على غلافها التصنيف الادبى ك"رواية" فالكتاب بالطبع و دون تفكير و واضح لكل من قرأ الكتاب او حتى قلب فى اوراقه بعناية مجموعة قصصية ل٨ قصص لا يربطها رابط سوى انها كلها دونتها يد العم....كان الامر مضللا للاسف
*********
قصة اخرى تلفت الانتباه هى "الصفحة الثانية" عن مؤلف يفقد ايمانه بالكتابه الى ان يرد اليه باغرب الطرق....و المح فيها نواه لموقف قد يبدو حقيقى حدث للعم نفسه

اما القصص الست الاخرى فتتراوح فى المستوى صعودا ك "حصاد البؤس" و هبوطا ك قصة "براءة"

دينا نبيل
٢٥ اكتوبر ٢٠١٤

(ألم خفيف...) ل علاء خالد

رواية: ألم خفيف كريشة طائر تنتقل بهدوء من مكان لأخر
تأليف: علاء خالد
عدد الصفحات: ٣٨٧ صفحة
اصدارات دار الشروق
التقييم ٥/٣

الرواية التى تحدث عنها الجميع و ربما تحصد جائزة اوسكار اطول اسم ، اخيرا تصل الى يدى فى نسخة ورقية مصقولة يكسوها غلاف مميز كعادة وليد طاهر معى

تبدأ بداية أخاذة تجذب القارئ من سطرها الاول ليدخل فى كنف العائلة التى سنتابع بخطى حثيثة اجيالها الواحد تلو الاخر بشغف و كأنها عائلتنا نحن....بدفء كلامات الام توصف و تتفاخر بتاريخ عائلتها الطويل بعثراته الكثيرة ، يقل هذا الشغف تدريجيا حين نجد انفسنا محاطين بكم مبالغ فيه من الاصدقاء و الجيران  و الشخصيات التى لا يبلغ عمرها سوى صفحات قليلة فى افضل الظروف او مجرد سطور فى العموم ، يقل الشغف حين نجد ان تلك "الشخصنة" تبعد و تخبو و يصبح التركيز على افكار و مشاعر و ظروف اخر غير افكار البطل/الراوى

ربما بعد ان تفقد شغفك او اهتمامك وسط "زحمة" تلك الخطوط الدرامية المتتداخلة كالغابة ، ترجع تلك الحميمية عند دخول البطل فى جامعة عصر السبعينات الصعب حين تتداخل سفريات السادات الى القدس مع تلك العمائم البيضاء التى تجتاح الجامعه على رؤوس الجماعات الاسلامية و ثم رحلته الشاقة الى التجنيد الاجبارى و هى التجربة التى طالما سمعنا ان لها تأثير ما على روح كل من مر بها

لكن فصل واحد -رغم قصر حجمه- جذب اهتمامى و شعرت فيه بالمصداقية بل انه اوشك على اقتناص دمعات منى ، مشاهد تحمل تفاصيل واقعية حتى النخاع ...الا و هو فصل موت الأب ..اختلاف ردود الافعال بين من واجه و من تهرب ، من سمع الخبر متأخر فعاود فتح الجروح التى قاربت على ان تندمل

الى وقت كتابة تلك السطور لم اتبين اذا كانت القصة "رواية" بالفعل ام اشبه بمذاكرات شخصية ام انها خليط بين الواقع و الابداع ، و ان كان اغلب ظنى انها هذا التصنيف الاخير و اقول ان اذا كانت نسبه الحقيقة قليلة و نسبه الابداع هى الغالبة ف  علاء خالد روائى لا يشق له غبار ليصنع شخصيات مجسدة كتلك التى نفخ فيها الروح على ورقات الرواية ذات الاسم الطويل

دينا نبيل
٢٧ اكتوبر ٢٠١٤

الأحد، 26 أكتوبر 2014

خبر من طرف الاخرة ل عبد الحكيم قاسم

رواية: طرف من خبر الاخرة
تأليف: عبد الحكيم قاسم
عدد الصفحات: ١١٦ صفحة
اصدارات الهيئة المصرية للكتاب

"البحث عن الموت تحت اكوام العجز و رادءة الوقت و الناس" جمل تأتى قرب منتصف الرواية على لسان الميت داخل لحده و فى نقاشه الفلسفى مع الملكين..و لا اراها الا رسالة و تهدف كتابة الرواية برمتها

حين يأتى الموت يجلب معه المعرفة ، تسقط حواجز الاسرار و تنكشف خبايا الاخبار و النفوس ...معرفة لا تجلب حزنا ولا فرح بل انضمام الى كيان اكبر ليعاد شريط الحياة بتفاصيله تلك التى تعرفها و عيشت عمرك فيها و تلك ان تكشفت لك ربما متأخرا جدا.....هكذا تخيل عبد الحكيم قاسم تلك الاوقات بين ان ينسحب من اللحد الاهل و الخلان ليذهبوا هم الى البيوت بوجوه مبللة بالدموع و حمراء من "اللطم" سرعان ما ستجف و تبرد ، و بين قدوم الملكان

و بقدومهما يتحول الموضوع برمته من نموذج الرواية التقليدى الى كتاب تأملات فلسفية يجمعها اطار رواية لتصل اسهل -و لو قليلا- الى القارئ ، ليخذك عبد الحكيم فى رحلة افكار العصر الذهبى للشريعة حتى تتلاقى الفطرة و الشرع فى تناغم مؤقت سرعان ما تفسده ضرورات الخوف لتتدمر -كعادتها- عبقرية الانسان الفرد، و يتجسد ثالوث العسف و الفردوس و الحلم ليستمر الهرم "الدينى" قائما بقمته الرفيعه ضاغطا بكل ثقله على هؤلاء التى شاء صاحب النموذج الهرمى على ان يحتلوا قاعدته العريضه ، و لا يبقى للمرء اختيار بالهروب من القاعدة الا بالانكار الذى يجبرك على الوقوف خارج الهرم او بالنفاق الذى يدفعك الى قمته

لكنى لم استطيع كبت اعجابى بشجاعة مؤلف قال ما اراد حتى و ان كان فى قالب "خطر" يستطيع ان يغضب الكثيرين او ما هو اكثر بكثير و لنا فى "ايات شيطانية" ، "اولاد حارتنا" و "نائب عزارئيل" اسوه ليست بالحسنة ابدا....و ايضا شجاعه نشر تلك الرواية القصيرة الخطيرة فى اطار طبعة حكومية واسعه التوزيع

تلك القصة التى كتبت فى المانيا الغربية عام ١٩٨١ و التى لا تتجاوز المئة صفحة الا بقليل تحمل مزيج غريب بين المحلية الضاربة فى جذور قرية مصرية منسية و بين عموم و شيوع قضايا البشر بغض النظر عن دين او عرق....بتقنية روائية و محتوى فلسفى و اسلوب الجمل القصيرة المكثفة و الالفاظ المشبعة بنكهة الفكر كان عبد الحكيم قاسم يقدم لنا طرف من خبر الاخرة

دينا نبيل
٢٥ اكتوبر ٢٠١٤

وجوة سكندريه ل علاء خالد

كتاب: وجوه سكندرية
تأليف: علاء خالد
عدد الصفحات: ٢٨٩ صفحة
اصدارات دار الشروق
التقييم: ٥/٣

ان كنت من محبى كتاب "مقتنيات وسط البلد" ل مكاوى سعيد فدعنى "أضمن" لك ان وجوة سكندرية سيكون كتابك المفضل القادم

فى نسخة ورقية فاخرة قدمت لنا دار الشروق كتاب علاء خالد ، فوتوغرافيا سلوى رشاد -ليست كثيرة هى الكتب التى يلى فيها اسم المصور مباشرة اسم مؤلفها- و تصميم غلاف رائع كعادته ل وليد طاهر يجذبك لانزال الكتاب من الرف لشراءه او -ان كنت محظوظا مثلى- لاستعارته

علاء خالد مواليد ١٩٦٠ و هو جيل مظلوم فى الكتابة عموما و خاصة فى حالة الاسكندرية ، فطالما تصدرت صورة الاسكندرية التقليدية فى ثلاثينات و اربعينات القرن الماضى  ...مؤلفنا لم يحضر تلك الاسكندرية اصلا، لذا فشعرت انه حمل على عاتقه ان يأخذ القارئ من يده فى جوله فى اسكندرية علاء خالد نفسها

اقدر جدا تلك المحاولة و تلك الروح الرائعة بل و التأملات الذهنية التى تتوارد بين المقال و الاخر كالتأمل فى "عايدة" بائعة الورد او موظف متحف كافافيس .... لكنى لم استطع ان ازيل فكرتى فى ان الكتاب "غارق" فى المحلية و المحدودية بل و الشخصية

ربما -بل على الاغلب- ان العيب فى انا كقاهرية عتيقة لم تمثل لى للاسف الاسكندرية سوى تلك المدينة التى لا يرحب بى اهلها بمجرد ملاحظة لهجتى ، مدينة اكتفت باهلها -بعد ان كانت تفتح بابها للاجانب- و لم تعد ترحب بى حتى كزائر او مصيف...يحتاج الامر الى ذكرى او نوستالجيا ما لتستمتع بمذاق الكتاب فالترام لا يمثل لى ذكرى او سابق معرفه لتجربة "المذاق" السكندرى فالامر هنا اشبه بوصفك طعم التفاح لمن لم يتناوله ابدا ....حسنا ربما ان يكون حلمى ان تغير المدينة التى احبها نظريا  و على صفحات الورق من موقفها منى

لكنى ايضا اشعر ان علاء خالد لن يحزن لموقفى هذا فبمجرد اطلاعك على الصفحات الاولى حتى تدرك ان الكتاب اشبه ب"مذكرات" منشورة...هدفها الاولى تكون ذاكرة بديلة - له و له فقط- تحمى الاحداث و التفاصيل و الذكريات من النسيان احد ابطال الحياة

٢٦ اكتوبر ٢٠١٤

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

قصة حصار لشبونة ل سارامجو

رواية: قصة حصار لشبونة
المؤلف: جوزيه سارامجو
عدد الصفحات: ٤٨٦ صفحة
اصدارات هيئة ابو ظبى للثقافة و التراث
ترجمة : على رؤوف البمبى
التقييم: ٥/٤

ستدرك من الصفحات الاولى لماذا كانت "قصة حصار لشبونة" هى القصة المفضلة لسارامجو عند الكثيرين ، فهى تحمل خفة غير معهودة فى اعمال البرتغالى المجنون و قدر من الملل اقل من المعتاد فى اعماله الاخرى الشهيرة

ايقاع سريع -و لو نسبيا- و تعليقات ساخرة ممتعة من المؤلف الذى لم يترك مساحة خالية الا و قدم لنا فيه وجبة دسمة من الافكار و الفلسفة و تأملات

***********************
كانت توصيات المترجم منذ المقدمة على ضرورة بذل الجهد من القارئ ليصل الى جمال هذا العمل ، و ما اراه الا محقا  فوجود الصعوبات المعتادة فى ادب البرتغالى العبقرى كمزج الجمل الوصفية و الحوارية بلا فواصل و وجوب تركيز القارئ جيدا فقط ليدرك من يتحدث لمن فى الجملة ....يضاف عليها تلك المرة صعوبة التنقل بين لشبونة الحاضر و الماضى بلا فواصل مرة اخرى ليبذل القارئ جهدين الاول ان يدرك من يتحدث الان و صعوبة تحديد هذا "الان" اذا كان فى ظلال ماضى الحصار عام ١١٤٧ م ، او ان يكون هذا الان هى لشبونة الاوروبية الحديثة التى يزورها السياح حاملين الكاميرات
************************
تظل لى مشكلة مع المترجم فى تلك النسخة الراقية ، ربما هى شكوى من نوع غريب ، شكوتى ان الرواية مترجمة "افضل من اللازم" اختيار منمق للالفاظ اشعرنى باختلاف الروح و كأنى اقرأ لغير سارامجو المنطلق العفوى المجنون...كما كثرت التنويهات و الاشارات و التفسيرات بتعليقات متتابعة من المترجم، لعل على عبد الرؤوف يقوم بدوره على افضل ما يكون لكنى افضل مترجمى غائب اكثر مختبئ وراء النص لا امامه ، و كأن مترجمنا اكتسب نفس عدوى البطل حين تجاوز دوره كمصحح

***********************
يمزج سارامجو ها هنا بين حبكتين كلاسيكية فى اعماله ، حبكة الرجل متوسط العمر ذو الحياة الهادئة الرتيبة التى لا تلبث ان تتغير بحدث مفاجئ يجبر البطل البسيط الى محاربة الصعوبات النفسية على الاقل مثل روايات : الاخر مثلى و كل الاسماء ، و بين حبكة تناول حدث تاريخى معين بزاوية مغايرة لا تحكمها احداث التاريخ حتمية الحدوث بل تقلبات سارامجو الفكرية و اضافاته الساخرة و المجنونة ك روايات: المسيح يروى انجيله و قايين.....ولا ينتج عن هذا الدمج الا عن رواية تحمل خطين دراميين متوازيين غالبا ومتداخلتين احيانا

"بالليل و فى هذا الفضاء بين البيوت الوطيئة تتجمع الاشباح الثلاثة: شبح ما كان، و شبح ما كان على وشك ان يكون,  و شبح ما كان يمكن ان يكون...لا يتكلمون,  ينظرون الى بعضهم كالعميان و يصمتون" ....تلك الجملة الواردة فى الصفحة ١٠٦ بعفوية و دون اشارة  لاهميتها هى -ببساطة- ما بنى عليه البرتغالى المجنون رائعته كعادته مع القارئ

دينا نبيل
٢١ اكتوبر. ٢٠١٤

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

عزيزى السيد/جى ل ضحى صالح

الكتاب: عزيزى السيد جى
تأليف: ضحى صلاح
عدد الصفحات: ٢٠٢ صفحة
اصدارات دار اكتب للنشر و التوزيع
التقييم: ٥/٣.٥

الاعمال الادبية اشبه بالابناء لمؤلفها ، عمل تصب فيه كثير من روحك و عرقك لتطرق بمطارق الابداع واقعك و تنفخ فى الورق الروح لتصير قصص من لحم و دم تسير فى مخيلة القارئ

تتابع ضحى - او "اورى" كما يحلو لها النداء- طريقها المبتكر فى نموذج الروايات القصيرة ذلك الكائن الهجين الذى يجمع بين تركيز و تحديد القصص القصيرة و عمق و رحابة الروايات الاطول ، فبعد روايتها الاولى معى "فانيلا" بثلاثية نبيذ القلوب المحطمة، صديقتى جان، و فانيلا ...تقدم ضحى لقارئها ثلاثية جديدة و رحلة جديدة لجانبنا المظلم

ثلاثية رائعة لكن....افسدتها المقدمة بامتياز ، قلنا من قبل ان القصص كالابناء للمؤلف فاذا اعلنت الام ببساطة ان ابنها الاول كان على سبيل التجربة و انها استغرقت ساعات قليلة فقط فى الاهتمام به ، و ان ابنها الثانى هو فقط مدللها من وضعت فيه جزء من روحها ، و ان الابن الثالث -الاكثر استحقاق للحب و الفخر- غير مفضل بل انها ببساطة تكرهه ، فكيف يكون رد فعلى انا كقارئ؟! كيف احب عمل ادبى لا يعجب مؤلفه؟ او على الاقل يصرح بذلك؟!
*******************
فلنبدأ اذن بالابن الضال، رواية "روليت الانتظار" هى العمل الى يستحق الاهتمام فى الثلاثية بالفعل فى رأيى

بناء درامى ممتع ، تكنيك بسيط، صنع لعالم موازى بقوانينه الخاصة ، و صوت فيروز يصاحبك فى الرحلة الصعبة و مذاق القهوة المره فى الحلق يدوم...حتى النهاية -التى تبغضها اليد التى دونتها- تبدو صحيحة و حتمية رغم بؤسها
******************
لننتقل الى الابن المدلل، رواية "عزيزى السيد /جى" تبدو من الوهلة الاولى شخصية جدا ، بالفعل كأن جزء من المؤلفة تقبع فيها

لكن هل تستحق لقب رواية؟ للاسف لا اظن...بدون عقدة او ذروة تمضى القصه من سرد الى سرد ، و من حديث للروح الى اخر...و لن ازيد للقيمة العاطفية لها ، و لا الروح لا تقيم و ربما لا يجب ان تنشر ايضا
******************
اما الطفل التجربة ، رواية "قطعة شيكولاته سويسرية" فاشم فيها رائحة "جان" ، تكنيك مبتكر و مشاعر فياضة ، لكن ينقصها التكرير تشعر و كأنها نواه لعمل اخر اكثر منها عمل مستقل بذاته
******************
خطوة اخرى رائعة على طريق اتمناه طويل لضحى التى -ابدا- لا تغنى من الحلق فقط

دينا نبيل
٢٠ اكتوبر ٢٠١٤

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

منامات عم احمد السماك ل خيرى شلبى

رواية: منامات عم أحمد السماك
تأليف: خيرى شلبى
عدد الصفحات: ٢٣٠ صفحة
اصدارات: دار الكتاب العربى
التقييم: ٥/٤
************
طوبى لمن دون احلامه ، كتابة الاحلام -و ان كانت شخصية- يصعب تدوينها على الورق بكل سيريالتها و عبثها....فما بالك بمهمة عم خيرى فى ان يصنع اولا شخصية درامية ثلاثية الابعاد تملك افكارها ، احلامها، قلقها، تاريخها الشخصى ثم ان تطلقها فى مدارها الخاص لتصير بشر من لحم و دم لتدون انت -كمؤلف- احلامها فى عمل درامى مميز من نوعه فى المكتبة العربية

من الطبيعى ان تجد ابداع فى اعمال العم الكبيرة متصدرة المشهد ك صالح هيصة او وكالة عطية او ثلاثية الامالى...لكن تجد كل هذا التمكن و الصنعة فى عمل صغير الحجم و "منسى" كالمنامات فالامر يتطلب اكثر من الاشادة

جلستين كانت اكثر من كافية لانهاء تلك الرواية التى ليست برواية ،بل اميل الى القصص القصيرة المرتبطة برابط خفيف على الروح ...تتنقل بين الاحلام الرمزية ليصحبك عم احمد فى رحلته اليومية لتفسيره، عم احمد الذى يعشق نوم العصرية و يخاف من احلامه

عم خيرى شلبى ملك التكنيك بلا مبالغة ،اعطينى شخصيات مرسومة بدقة و قالب درامى مبتكر و لن اعطيك شيئا فانا لا امتلك موهبة العم :-)

دينا نبيل
١٤ اكتوبر ٢٠١٤